إنشاء سدود تخزينية في الداخلية

بلادنا الخميس ١٨/يناير/٢٠١٨ ٠٢:٥٠ ص
إنشاء سدود تخزينية في الداخلية

مسقط -
محافظة الداخلية من المحافظات التي حباها الله بنعمة الأفلاج التي تنتشر في ولاياتها الثمان، وتتوزع الأفلاج فيها على سهولها وجبالها، وتتمتع محافظة الداخلية بوجود جبلين هما الجبل الأخضر وجبل شمس وكلاهما توجد بهما أفلاج عينية تنبع من عيون جبلية سخرها الإنسان العماني للاستفادة منها في حياته اليومية. وقد قامت الحكومة الرشيدة بجهود حثيثة لحماية الأفلاج للحفاظ على جريانها الطبيعي وحمايتها من الاندثار.

وقد أولت الحكومة اهتماما كبيرا كذلك في إنشاء السدود والتي تؤدي دورا رئيسيا في دعم مصادر المياه الجوفية للأغراض الزراعية والحفاظ على الممتلكات والأرواح، كما تسعى لإعداد الدراسات المتعلقة بإنشاء هذه السدود في مختلف محافظات السلطنة وزيادة أعدادها حسب حاجة هذه المحافظات، وقد حظيت محافظة الداخلية من قبل الوزارة بإنشاء عدد من السدود وأهمها سدود التخزين السطحي، حيث قامت وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه بإنشاء (23) سدا تخزينيا بجبل شمس بسعة تخزينية تقدر بحوالي (59,285) متر مكعب. وتتمثل أهمية إقامة سدود التخزين السطحي في توفير وتنمية الموارد المائية للقاطنين بالقرى والتجمعات السكانية المنتشرة على ضفاف مجاري الأودية وسفوح الجبال بالمناطق الجبلية التي تتميز بشح مواردها المائية.
تعتبر سدود التخزين السطحي في منطقة جبلية كجبل شمس وعاء وخزان مائي مهم لجميع الولايات والقرى المحيطة به، حيث تساهم هذه السدود في توفير المياه للمزروعات وسقي المواشي وتغذية الأفلاج بالمنطقة. لذا ساهمت الحكومة في إنشاء وزيادة عددها بناء على الخطة السنوية للوزارة في ذلك.
ولقد تم تشييد معظم سدود التخزين الحالية في السلطنة في جبل شمس والمناطق الجبلية الأخرى. وقد أوضحت الدراسات والمسوحات أن أفضل الوسائل لزيادة موارد المياه بتلك المنطقة هو تشييد سدود التخزين السطحي. وبالنسبة لطبيعة الأرض الجيرية المشققة فقد تم تنفيذ أعمال مكثفة لغلق الشقوق والفجوات والتجاويف في منطقة التخزين، حيث تم قفل الشقوق الضيقة بالإسمنت السائل وتم ملء الفجوات الكبيرة بالحجارة والإسمنت ثم تغطيتها بطبقة من الإسمنت، أما المناطق ذات التشققات والتصدعات العديدة فقد تم إقفالها نهائيا بالحجارة المخلوطة بالإسمنت.
وقد قامت الوزارة بتوصيل المياه من السدود إلى القرى المستفيدة من خلال استخدام مضخات غاطسة مع مولدات كهربائية، ويتم نقل المياه بواسطة خطوط أنابيب معدنية مزودة بمحابس يمكن غلقها وفتحها حسب الحاجة، وتم تثبيتها بقوائم وسواعد حديدية على سطح الأرض، وتصب هذه الأنابيب في الفلج أو أحواض تجميعية من الحجارة ومونة الإسمنت بالقرب من مساكن المواطنين، كما تم تزويد عدد منها بخزانات الفيبرجلاص.
ساهمت سدود التخزين السطحي في تشجيع سكان المناطق الجبلية على الاستقرار في التجمعات السكانية والحد من هجرتها، وبالتالي تحسين أحوالهم الاقتصادية والاجتماعية ليستفيدوا منها في سقي المزروعات وسقي الحيوانات في المنطقة بالقرى الجبلية خاصة في جبل شمس. وكذلك تساهم هذه السدود في تغذية الأفلاج الموجودة بجبل شمس، وحسب بيانات المشروع الوطني لحصر الأفلاج يوجد به عدد 21 فلجاً منها 16 فلجاً حيا ًو5 أفلاج ميتة، وأشهر تلك الأفلاج فلج المساحيط والذي يقع ببلدة دار العقور ويتم تجميع مياه الفلج في الحوض حسب تقسيمات المياه بين الأهالي. وفلج صفني العالي والذي يقع ببلدة صفني، وكذلك فلج صفني السافل والذي يقع ببلدة صفني، ويتم تجميع مياه الفلج في الحوض حسب تقسيمات المياه بين الأهالي، وفلج العين والذي يقع ببلدة مسفاة الخواطر، وفـــلـــج العــوينــــة (عوينة ولاد حجي)، والذي يقع ببلدة دار العقور.