مسقط - محمد سليمان
يتضمن مفهوم «الإفصاح» الإعلان عن الموقف المالي للشركات، بكل ما يتضمنه من أرباح وخسائر وتوزيع أسهم مجانية وأي قرارات أخرى تتعلق بهذا الإطار، غير أن عدد من الشركات يحجم عن الإفصاح لأسباب مختلفة منها عدم إيضاح الخسائر خوفا من وضع الشركة بالأسواق. لكن الخبراء أكدوا أن الإفصاح ملزم وفقا للقوانين المحلية والدولية بما يقود إلى وضع استثماري آمن يُعزز خلاله مبدأ الشفافية والمصارحة، ويقف فيه المستثمرون على أرض صلبة مبنية على الحقائق والأرقام والمصارحة.
وخلال عملية الإفصاح يجب أن تتضمن القوائم المالية، معلومات كافية لجعل هذه القوائم مفيدة وغير مضللة للمستخدم. أي أن مبدأ الإفصاح يتطلب عدم حذف أو كتمان أي معلومة جوهرية يمكن أن يستفيد منها المستخدم في اتخاذ القرار. وبالتالي يجب أن تشتمل القوائم المالية على مذكرات إيضاحية وقوائم إضافية وكشوف ملحقة، بالإضافة لتقرير الإدارة وتقرير مراجع الحسابات، حيث تشمل السياسات المحاسبية المستخدمة وتفاصيل المخزون وما إلى ذلك.
أطر تشريعية
الرئيس التنفيذي للهيئة العامة لسوق المال، سعادة الشيخ عبدالله بن سالم السالمي أكد في تصريح خاص لـ «الشبيبة» أن القوانين والأطر التشريعية بالسلطنة، نظمت عملية الإفصاح، بالإضافة إلى أن السلطنة تتبع مبادئ المنظمة العالمية للمحاسبة، والمعايير الدولية في المحاسبة، وذلك بجانب اللوائح والأنظمة الداخلية، مؤكداً أن القوانين موجودة، لكننا بحاجة إلى التذكير والتوعية لمجالس إدارة الشركات والمستثمرين وكل الأطراف المعنية بالعملية الاستثمارية بأهمية الإفصاح وآلياته وكيفيته. وأوضح السالمي أن الإفصاح يهدف إلى تعزيز مستوى الشفافية في مجال الأسواق المالية، وتنمية الوعي لدى المعنيين من الجهات المصدرة للأوراق المالية حول الإجراءات المتبعة في الإفصاح عن البيانات الدورية والمعلومات الجوهرية في الأسواق المالية، مشيراً إلى أن الإفصاح يعني وجود سوق قوي.
وأكد سعادته أن جهود الهيئة العامة لسوق المال لتعزيز الإفصاح والشفافية لا تقف عند مرحلة معينة، وهناك متابعة مستمرة لبحث الوسائل التي يمكن من خلالها تطوير هذا الجانب والانتقال إلى مستويات أعلى من ثقة المستثمرين من خلال توفير البيانات الدورية والمعلومات الجوهرية عن الجهات المصدرة للأوراق المالية في فترة زمنية أسرع وبما. وهذا أيضا من منطلق سعي الهيئة العامة لسوق المال لبناء الثقة في السوق للمتعاملين حرصاً على توفير الحماية للمستثمرين والمتعاملين في السوق للمزيد من الكفاءة والشفافية، خاصة وأن أي موقف مالي مستجد لأي شركة قد يؤثر على سعرها بالسوق لابد من الإفصاح عنه بشكل مباشر.
جاء ذلك على هامش رعياته ورشة عمل حول أهمية الإفصاح في أسواق المال، والتي نظمتها الهيئة العامة لسوق المال، وشارك بها نخبة من المتحدثين المختصين والخبراء داخل وخارج السلطنة.
العمود الفقري
من جانبه أوضح محمـــــد بن سعيد العـــبري القائم بأعمال الرئيـــس لقطاع سوق رأس المال بالهيئة العامـــة لسوق المال أن موضوع الإفصاح والشفافية يلقى عناية خاصة ومتواصلة، من قبل إدارة الهيئة باعتبار أنه من المبادئ الأســـاسية والمهمة التي تحظى بقدر كبير من الاهتمام من قبل أسواق المال والمؤســـسات الاستثمارية وصناديق وبنوك الاســــتثمار المحلية والعالمية، والذي يعد أيضاً العمود الفقري لأي ســـوق مالي نظراً للدور الهام الذي يلعبه في التقليل من المخاطر ومن التقلبات الحادة لأســـعار الأســهم في الأسواق المالية.
إفصاح كامل
وقد استهل كبير المستشارين في المنظمة المنظمة الدولية للهيئات الرقابية على أسواق الأوراق المالية (IOSCO) البروفسور جيري تايدويل (Prof.GaryTidwell) أعمال الورشة بورقة عمل، تدور محاورها حول أهمية الإفصاح في أسواق المال والنظرة العامة حول الإفصاح عالميا، موضحا أن الأسعار في أسواق المال متغيرة ومرتبطة بالعديد من الجوانب منها العرض والطلب، وتمثل المعلومة والتي قد تكون بيانات مالية أو معلومات جوهرية عن الأوراق المالية المحرك الأساسي للأسعار، ولذلك يؤكد أنه يجب أن يكون هناك إفصاح كامل عن كافة المعلومات.
البيانات المالية
وحول تفاصيل الورقة التي قدمها مكتب ديلوت آند توش الشرق الأوسط ، يقول أحمد بن سليمان القصابي الشريك في مكتب ديلويت: إن الفكرة العامة للورقة المقدمة تدور حـــول أهمية الإفصاح من خلال البيانات المالية المعدة من الشركة، مؤكدا أن البيانات المالية تعكس المركز المالي والأداء الفعلي للشركة بلغة الأرقام وتظهر حجم الأرباح أو الخسائر والمبالغ المدينة والمديونية، وغيرها من التفاصيل المالية والإيضاحات الخاصة بها، موضحا أن هذه التفاصيل تعتبر مهمة جدا في أسواق الأوراق المالية.
القرار الاستثماري
كما قدم الأستاذ المساعد في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس د. الســـيد منذر بن هلال البوســـعيدي ورقة عمل حول أهمية البيانات المالية في اتخاذ القرار الاســتثماري، وقد تضمن الورقة استعراض لعمل بحثي قامت به الجامعة، وهو أحد البحوث الممولة من قبل صاحب الجلالة السلطان قابوس-حفظه الله ورعاه، والذي يناقش أهمية البيانات المالية في اتخاذ القرار الاستثماري والفكرة من البحث التركيز على المستثمرين، وكذلك التركيز على معدي البيانات المالية. وأكد البوســـعيدي أن الإفصاح مهم جدا في اتخاذ القرار الاستثماري وهو ما ينعكس على أداء الشركة.
إشترك عبر خدمة أخبار “الشبيبة “ على الواتساب لتصلك آخر و أهم الأخبار.
للإشتراك أرسل كلمة “ أشترك “ على الأرقام التالية:
تواصل معنا لعرض مشكلتك
