انتشار القوات العراقية.. أنهكها

الحدث الثلاثاء ٠١/مارس/٢٠١٦ ٢٣:٠٥ م
انتشار القوات العراقية.. أنهكها

بغداد – ش – وكالات
يقول بعض القادة العسكريين ومسؤول إقليمي إن الهجمات الدموية التي يشنها منذ شهور تنظيم داعش في العاصمة العراقية وحولها قد تكون مؤشرا على أن القوات العراقية أنهكها انتشارها على مساحة كبيرة بعد ما حققته من انتصارات في الآونة الأخيرة في استرداد أراض من التنظيم.
وكانت القوات العراقية المدعومة بغارات جوية تشنها طائرات تحالف دولي بقيادة أمريكية قد استعادت مدينة بيجي الشمالية في أكتوبر تشرين الأول وفي الرمادي الواقعة على بعد 100 كيلومتر إلى الغرب من بغداد في نهاية العام الفائت. لكن القادة العسكريين قالوا إن تصميم الحكومة على التحرك لاسترداد مدينة الموصل معقل التنظيم في شمال البلاد هذا العام حال دون تعزيز المكاسب العسكرية التي تحققت على المشارف الشمالية والشرقية لمدينة الرمادي.
وقال القادة إن ذلك سمح لمقاتلي داعش بإعادة التجمع والاستمرار في إرسال الأسلحة من عمق مناطق سيطرتهم إلى الفلوجة والكرمة غربي بغداد مباشرة اللتين قال مسؤولون أمنيون إن منفذي الهجمات التي وقعت يوم الأحد انطلقوا منهما.
وقال مسؤولون عراقيون ومتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إن هجمات بغداد تهدف في المقام الأول إلى رفع الحالة المعنوية لمقاتلي التنظيم بعد ما خسروه من أرض في الرمادي قبل شهرين.
لكن الهجمات أثارت تساؤلات عن الأمن في العاصمة التي يعيش فيها أربعة ملايين نسمة وقدرة الحكومة على خوض معركة الموصل هذا العام دون السماح للمناطق التي تم استردادها بالوقوع في أيدي التنظيم مرة أخرى.
وأقرب مواقع داعش لبغداد هو مدينة الفلوجة الواقعة على مسافة 50 كيلومترا إلى الغرب والتي تحاصرها القوات العراقية منذ أشهر. وقال مسؤولون إن منفذي الهجمات التي وقعت يوم الأحد تمكنوا من اختراق دفاعات الجيش في تلك المنطقة وفي محيط منطقة الكرمة.
وقال اثنان من ضباط الجيش العراقي يرابطان قرب الرمادي لرويترز إن نقص القوات أدى إلى إبطاء تقدم الجيش بدرجة كبيرة في الضواحي الشمالية والشرقية للمدينة. وقد تم نشر معظم قوات مكافحة الإرهاب الخاصة التي كانت رأس الحربة في عملية استعادة المدينة في مواقع أخرى واستبدلت بها وحدات أقل كفاءة من الجيش والشرطة.
وقال ضابط برتبة عقيد من الفرقة التاسعة مستخدما اسما شائعا لتنظيم داعش "بعد الاستيلاء على الرمادي خفتت العمليات العسكرية. وكان ذلك خطأ تكتيكيا لأنه أتاح لمقاتلي داعش الفرصة لالتقاط الانفاس وإعادة التجمع." وأضاف "نحن بحاجة لمزيد من التعزيزات لسد الفجوة التي تركتها قوات مكافحة الإرهاب إذا كنا نريد الحفاظ على الزخم."
كما انتقد العقيد قرار الحكومة بحشد مئات الجنود هذا الشهر وإرسالهم إلى مخمور وهي قاعدة تقع جنوبي الموصل. وقال عبر الهاتف "كل جندي ضروري لتطهير جيوب داعش الباقية من المناطق الريفية حول الرمادي. وهذا ما أسميه تخبط تكتيكات الجيش."
وقال فاضل أبو رغيف المحلل الأمني الذي يعمل في بغداد إن هجوما من جانب القوات العراقية استمر تسعة أشهر في الكرمة "لم يحقق أي نصر يستحق الذكر" ما سمح لمقاتلي داعش هناك بشن هجوم أبو غريب.
وقال المتحدث العسكري العراقي العميد يحيى رسول إن العراق لديه ما يكفي من القوات للعمليات على جبهات متعددة. وقال لرويترز "نحن لن نهمل شيئا. كل شيء مخطط. فهناك قيادة العمليات المشتركة ولجنة للتخطيط تضم ضباطا كبارا على مستوى عال من الكفاءة ونحن نعمل على وضع الخطط."
ويقول فالح العيساوي نائب رئيس المجلس المحلي في محافظة الأنبار التي تقع فيها مدينتا الرمادي والفلوجة إن هجوم أبو غريب يجب أن يكون إنذارا للحكومة لمراجعة تأمين العاصمة.
وأضاف "عندما يسيطر مقاتلو داعش على منطقة على بعد 15 دقيقة بالسيارة من بغداد فهذا يعني أن هناك أخطاء أمنية خطيرة تحتاج لمعالجتها." وقبل 20 شهرا هدد تنظيم داعش باجتياح بغداد خلال تقدمه عبر المناطق الشمالية والغربية من العراق بعد عبور الحدود السورية لكن العاصمة شهدت هدوءا نسبيا منذ ذلك الحين.
وقالت السلطات هذا الشهر إنها تعيد تنظيم الحواجز الأمنية وتسد الثغرات في محيط العاصمة بغداد في محاولة لمنع وقوع مزيد من هجمات المتشددين. وفي هجوم أبو غريب قال مسؤولون أمنيون إن المسلحين تسللوا إلى المدينة من الكرمة والفلوجة باستخدام سيارات رباعية الدفع حتى يستطيعوا استخدام الطرق الترابية وتفادي اكتشافهم من قبل القوات العراقية.