العودة إلى مربع ما قبل أوسلو.. رد عباس على واشنطن ومبادرتها المزعومة للسلام

الحدث الأربعاء ١٧/يناير/٢٠١٨ ٠٤:٤٠ ص

عواصم - ش - وكالات
أثار إعلان المجلس المركزي الفلسطيني، دراسة تعليق الاعتراف بإسرائيل، الكثير من التكهنات بشأن ما يمكن أن تنطوي عليه هذه الخطوة من تداعيات على طبيعة الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل.
ونص قرار المجلس في بيانه الختامي، الاثنين، على "تكليف اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بتعليق الاعتراف بإسرائيل إلى حين اعترافها بدولة فلسطين على حدود 1967، وإلغاء قرار ضم القدس الشرقية ووقف الاستيطان".
نظريا، يبدو هذا التحرك الفلسطيني "غير مسبوق"، لكن كثيرين يشككون في جدواه، في ضوء تكرر هذا الفعل الفلسطيني في السابق والنكوص عنه، لا سيما في ما يتعلق بالتنسيق الأمني مع إسرائيل.
لكن، مما لا شك فيه أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يريد من خلال هذه الخطوة إعطاء فرصة للشارع للانتفاض مجددا في وجه إسرائيل، والعودة إلى المربع الأول في العلاقة معها، وتحديدا إلى ما قبل توقيع اتفاق أوسلو في سبتمبر 1993.
ويعني هذا التحرك من بين ما يرمي إليه أيضا إلى تعليق العمل برسالة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق رابين مطلع تسعينيات القرن الفائت بشأن إعلان المبادئ.
وكانت رسالة عرفات حينها تنص على "أن المنظمة تلزم نفسها بعملية السلام في الشرق الأوسط وبالحل السلمي للصراع بين الجانبين، وتعلن أن كل القضايا الأساسية المتعلقة بالأوضاع الدائمة سوف يتم حلها من خلال المفاوضات".
أما وقد وصلت المفاوضات بين الجانبين إلى طريق مسدود على مدار ربع قرن من المفاوضات، تنصلت فيها إسرائيل من كل التزاماتها، فإن لا شيء يجبر الفلسطينيين على الاستمرار في هذا المفاوضات، وفقا لمراقبين.
من جانبه زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الكلمة الأخيرة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، "تخدم" مصالح إسرائيل لأنها "تكشف الحقيقة" عن الموقف الفلسطيني من عملية السلام.
وأشار نتنياهو حسبما ذكرت شبكة روسيا اليوم إلى أن "كلمة عباس تخدم المصالح السياسية الإسرائيلية أكثر من أي شيء"، وأضاف: "لن يكون هناك سلام دون تغيير الموقف الذي أعلنه عباس، وهذا الأمر سيكون أوضح مما كان عليه أمس بعد أن أتحدث مع عدد من زعماء العالم".
وزعم نتنياهو أن "عباس يفعل ما يفعله لأنه خائف من مبادرة السلام التي تقودها الولايات المتحدة، ويسعى لتنحية الأمريكيين عن موقعهم كوسطاء واستبدالهم بجهة أخرى".
تصريحات نتنياهو تأتي ردا على كلمة عباس خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الـ28 للمجلس المركزي الفلسطيني، التي انتقد فيها بشدة سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إطار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولا سيما على خلفية إعلانه في الـ6 من ديسمبر الفائت عن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وأكد أن الفلسطينيين لن يقبلوا أن تكون للولايات المتحدة أي وساطة في هذا الصراع، مضيفا: "قلنا لا لترامب ولن نقبل مشروعه، وصفقة العصر هي صفعة العصر ولن نقبلها.. وسنردها".
وتعهد عباس بأن السلطة الفلسطينية ستواصل ملاحقة الكنيست الإسرائيلي في كافة المحافل الدولية، مطالبا بضرورة تنفيذ قرارات القمم العربية حول القدس.
واتهم إسرائيل بأنها "أنهت اتفاق أوسلو"، موضحا: "نحن سلطة من دون سلطة وتحت احتلال من دون كلفة ولن نقبل أن نبقى كذلك".