عواصم – – وكالات
أعلنت كوريا الشمالية امس الأربعاء أنها أجرت تجربة ناجحة لقنبلة هيدروجينية للمرة الأولى، مما أثار غضبا شديدا من قبل جيرانها في المنطقة وإدانة من الولايات المتحدة. وقال نائب وزير الخارجية ليم سونج نام، وفقا لوكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية: «هذا الاستفزاز من جانب كوريا الشمالية يمثل انتهاكا واضحا لقرارات مجلس الأمن وتحديا خطيرا للسلم والأمن الدوليين».
وجاء في بيان الحكومة «ستتعاون كوريا الجنوبية مع الشركاء الإقليميين لكي تجعل كوريا الشمالية تدفع ثمنا لتجربتها للقنبلة الهيدروجينية».
وتنتج القنبلة الهيدروجينية أو السلاح النووي الحراري قوة تفجيرية أكثر بكثير من القنبلتين الذريتين اللتين ألقيتا على هيروشيما وناجازاكي في نهاية الحرب العالمية الثانية. وحال التأكد من أنها قنبلة هيدروجينية، فإن هذه التجربة ستعزز قدرات كوريا الشمالية على صعيد الأسلحة النووية وستمثل انتكاسة كبيرة لجهود القوى العالمية لإقناع بيونجيانج بإلغاء برنامجها النووي.
وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي للصحفيين امس إن التجربة «تمثل خطرا على أمن بلدنا وأمر غير مقبول بالمرة».
ومن جانبه قال المتحدث باسم البيت الأبيض للأمن القومي نيد برايس:»في الوقت الذي لا يمكننا فيه تأكيد هذه الادعاءات إلا أننا ندين أي انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي».
وقال في بيان «لن نقبل بأن تكون كوريا الشمالية دولة نووية».
وذكر خبير عسكري صيني أن البيانات «لا يمكن أن تدعم حتى الآن مزاعم إجراء كوريا الشمالية تجربة لقنبلة هيدروجينية وأنه يلزم عمل المزيد من التحليلات، طبقا لما ذكره التلفزيون الرسمي الصيني على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر).
ولم يكن هناك أي رد فعل فوري من جانب حكومة الصين أكبر حليف لبيونجيانج.
غير أن وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» وصفت في تقرير لها التجربة بأنها أمر «مؤسف بشكل كبير».
وقال التقرير «إنه انتهاك لقرارات الأمم المتحدة وضربة لعملية تفكيك البرامج النووية في شبه الجزيرة الكورية.
يذكر أن كوريا الشمالية أجرت ثلاث تجارب نووية في الفترة من 2006 و 2013، وفي كل مرة يفرض مجلس الأمن عقوبات جديدة وأكثر صرامة ضد بيونجيانج. وكانت أول علامة على إجراء التجربة اليوم حدوث هزة أرضية سجلت في منطقة كيلجو شمال شرقي كوريا الشمالية، حيث تجري كوريا الشمالية تجاربها الذرية.
وأفاد مركز رصد الزلازل الصيني في بكين بأن قوة الهزة بلغت 9, 4 درجة على مقياس ريختر، إلا أن القياسات الأمريكية قالت إن قوتها 1, 5 درجة. وجرى إعلان نبأ التجربة عبر التلفزيون الرسمي.
وقالت كوريا الشمالية في بيان باللغة الانجليزية إن التجربة التي أجريت في الساعة العاشرة صباحا (01:30 بتوقيت جرينتش) أظهرت أن كوريا الشمالية «انضمت إلى الصفوف المتقدمة للدول المسلحة نوويا» التي تمتلك قنابل هيدروجينية. وذكر البيان الذي بثته وكالة الأنباء المركزية الكورية (كيه.سي.إن.إيه) وهي المصدر الإخباري الرسمي لكوريا الشمالية أن التجربة «تحققت علميا من قوة قنبلة هيدروجينية صغيرة».
ونقلت شينخوا عن الوكالة الكورية الشمالية قولها إن زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون أمر بإجراء التجربة في 15 ديسمبر الفائت ووقع الأمر المكتوب النهائي يوم الأحد الفائت.
و اعلن دبلوماسيون أن مجلس الأمن الدولي عقد صباح امس الأربعاء اجتماعا في نيويورك بعد إعلان كوريا الشمالية انها اجرت تجربة نووية رابعة.
وقالت الناطقة باسم البعثة الامريكية في الامم المتحدة هاجر شمالي ان الاجتماع «عقد بطلب من الولايات المتحدة واليابان بشكل جلسة مشاورات مغلقة بين الدول الـ15 الأعضاء» في المجلس.
واضافت ان الولايات المتحدة «لا تستطيع التأكيد حاليا أن تجربة اجريت فعلا». لكنها اكدت أن واشنطن «تدين كل انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي وتدعو كوريا الشمالية الى احترام واجباتها الدولية وتعهداتها».
موقف روسيا
من جانبه أدلى مسؤول برلماني روسي بتصريح في أعقاب إعلان كوريا الشمالية عن تفجيرها لقنبلة هيدروجينية على سبيل التجربة، نوه فيه إلى أن كل عمل تقوم به كوريا الشمالية «تنفيذا لبرنامجها النووي يمس أمن روسيا» طبقا لما ذكرته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء أمس الأربعاء.
وقال كونستانتين كوساتشوف، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الغرفة العليا (مجلس الاتحاد) بالبرلمان الروسي، عبر موقع «فيسبوك» إن «أي عمل تقوم به جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية لتنفيذ برنامجها النووي يمس أمن روسيا»، لافتا إلى أن كوريا الشمالية تجاور روسيا، وتقل المسافة الفاصلة بين بيونجيانج ومدينة فلاديفوستوك عند حدود روسيا مع كوريا الشمالية عن 700 كيلومتر.
إدانة أوروبية
من جانبها أدانت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني ما يزعم عن قيام كوريا الشمالية بإجراء تجربة على قنبلة هيدروجينية بوصفها «انتهاك خطير» للالتزامات النووية لبيونجيانج ووصفتها أيضا بأنها تمثل «تهديدا للسلام والأمن» في شمال شرق آسيا. ودعت موجيريني كوريا الشمالية إلى «الانخراط مرة أخرى في حوار موثوق به وهادف مع المجتمع الدولي.. ووقف هذا السلوك غير القانوني والخطير».
فيما دانت فرنسا وبريطانيا أمس الأربعاء التجربة الكورية الشمالية لقنبلة هيدروجينية واعتبرتا أنها «انتهاك» لقرارات الأمم المتحدة.
وقالت الرئاسة الفرنسية ان فرنسا «تدين» تجربة القنبلة الهيدروجينية التي أجرتها كوريا الشمالية معتبرة انها «انتهاك غير مقبول لقرارات» الأمم المتحدة، و»تدعو الى رد قوي من قبل الأسرة الدولية». وقالت الرئاسة في بيان «بانتظار تأكيد مواصفات التجربة النووية التي اعلن عنها وسجلت ليلا في كوريا الشمالية، تدين فرنسا هذا الانتهاك غير المقبول لقرارات مجلس الأمن وتدعو الى رد قوي من الأسرة الدولية». من جهته، اكد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند انه «استفزاز» و»انتهاك خطير» لقرارات الأمم المتحدة.
وقال هاموند «اذا تبين أن المعلومات عن تجربة قنبلة هيدروجينية كورية شمالية صحيحة فسيكون ذلك انتهاكا خطيرا لقرارات مجلس الأمن الدولي واستفزازا أدينه بلا تحفظ».
رد مناسب
وحملت الولايات المتحدة بعنف على «الاستفزازات» الكورية الشمالية لكنها أكدت في الوقت نفسها انها غير قادرة على تأكيد ما اذا كانت بيونج يانج قد اجرت تجربة لقنبلة هيدروجينية كما تقول.
وقال مسؤولون ان الولايات المتحدة ما زالت تحقق للتأكد من صحة صنع كوريا الشمالية أقوى من قنبلة ذرية عادية.
وصرح نيد برايس الناطق باسم مجلس الامن القومي في البيت الأبيض في بيان «ابلغنا بنشاط زلزالي في شبه الجزيرة الكورية بالقرب من مركز الاختبارات الكوري الشمالي». واضاف «نراقب الوضع ونواصل تقييمه بتنسيق وثيق مع شركائنا الاقليميين». وتابع برايس «لا يمكننا تأكيد هذه المعلومات حاليا (...) لكننا ندين كل انتهاك لقرارات مجلس الامن الدولية وندعو كوريا الشمالية من جديد الى احترام التزاماتها وتعهداتها الدولية».
اليابان تحتج
وقال يوشيهيدي سوجا كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني امس الأربعاء إن اليابان تحتج بشدة على أحدث تجربة نووية أجرتها كوريا الشمالية وستجري اتصالات وثيقة مع حكومات الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية والصين وروسيا حول هذه الأزمة.
وأبلغ سوجا مؤتمرا صحفيا «هذا شيء لا يمكن أن نقبله.. نحن نحتج على هذا بشدة». وقالت كوريا الشمالية إنها أجرت بنجاح تجربة لقنبلة هيدروجينية صباح امس الأربعاء.
فريقا للطوارئ
من جانبها أعلنت وزارة شؤون الوحدة الكورية الجنوبية أنها شكلت فريقا للطوارئ في أعقاب التأكد من أن كوريا الشمالية أجرت تجربة نووية رابعة، طبقا لما ذكرته شبكة «كيه.بي.إس وورلد» الإذاعية الكورية الجنوبية.
وقال مصدر مسؤول في الوزارة إنها اتخذت هذه الخطوة بناء على ما ورد في دليل «تدابير الاستجابة» التي يتم اتخاذها في حالة إجراء كوريا الشمالية تجربة نووية.
كما أشار المصدر إلى أن الحكومة تناقش سبل ضمان سلامة الكوريين الجنوبيين المقيمين في الدولة الشيوعية.
يذكر أنه يوجد حاليا ألف و171 مواطنا كوريا جنوبيا يقيمون في مجمع كيسونج الصناعي في كوريا الشمالية حسب الاذاعة الكورية الجنوبية.
يذكر ان تقرير إعلامي امس الأربعاء قد ذكر أن كوريا الشمالية أجرت تجربة لإطلاق صاروخ من غواصة. وقالت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء، نقلا عن مسؤول بوزارة الدفاع الكورية الجنوبية، إن التجربة فشلت فيما يبدو.
وأفاد المصدر بأن عملية الإطلاق تمت الشهر الفائت. وتعتبر القدرة على إطلاق الصواريخ الباليستية من الغواصات تكنولوجيا عسكرية مهمة، حيث تعتبر الأسلحة أقل عرضة لهجوم العدو من مثيلتها البرية، فالغواصات توسع المدى الفعال للأهداف.