المضاد الحيوي الإهمال الجرعة يجلب عواقب وخيمة

مزاج الثلاثاء ١٦/يناير/٢٠١٨ ٠٣:١٢ ص
المضاد الحيوي

الإهمال الجرعة يجلب عواقب وخيمة

مسقط - زينب الهاشمية

كما نعلم أن المضادات الحيوية هي أدوية تستخدم خصيصاً للوقاية ولعلاج أمراض بكتيرية والتهابات حيث تعمل هذه الأدوية على قتل البكتيريا المسببة للمرض أو إيقاف عملية تكاثر البكتيريا مما يعطي الجسم فرصة لتقوية مناعته والقضاء على البكتيريا، ولكن تبيّن أن استخدام المضاد الحيوي بطريقة غير صحيحة وتناوله بدون استشارة الطبيب قد تنجم عنه آثار جانبية تضر بصحة الإنسان. نتعرّف على الموضوع أكثر من خلال حوارنا مع رئيس قسم الأمراض غير المعدية د.رياض بن مبارك السيابي:

هل يجب الالتزام بتناول الدواء (المضاد الحيوي) بالموعد المحدد؟ وما هي الآثار المترتبة في حال توقف المريض عن تكملة العلاج؟

المضاد الحيوي هو عبارة عن علاج يستخدم في مكافحة الأمراض البكتيرية التي تصيب الإنسان. وعادة ما يتم صرف المضاد الحيوي لمدة معيّنة يحددها الطبيب المعالج بناءً على عدة معطيات لعل من أبرزها نوع الالتهاب والبكتيريا المسببة للالتهاب وعمر المريض. قد يصرف المضاد لفترة تمتد لـ5 أيام أو أكثر اعتمادا على العوامل سابقة الذكر.
يتوجب على المريض الالتزام بالفترة المحددة للدواء؛ لأن ذلك من أهم أسباب الشفاء التام من المرض والقضاء كليا على المسبب وهو البكتيريا، وفي حالة عدم تقيّد المريض بالفترة اللازمة العلاج فإنه تترتب على ذلك آثار وخيمة على صحته.
ولعله من الملاحظ بعد استعمال المريض للمضاد مدة يوم إلى يومين إحساسه بتحسّن وهو ناتج عن ضعف البكتيريا المسببة للمرض نتيجة البدء في استخدام المضاد الحيوي وليس القضاء عليها بشكل كامل، وإذا عمد المريض بعد إحساسه بالتحسّن المبدئي إلى التوقف عن استخدام المضاد الحيوي فإن البكتيريا التي أضعفها المضاد في بداية الأمر قد تسترد قوتها وتعمل على تكوين مناعة ضد المضاد الحيوي والذي قد يصبح غير فعّال للاستخدام لاحقا.

ما تأثير إساءة استخدام المضاد الحيوي على الأطفال؟

للمضادات الحيوية دور مهم في علاج الأمراض ولكن إساءة استخدامها له أثر سلبي على صحة الإنسان والأطفال بشكل خاص. ومن المعلوم أن الجسم يتخلص من بقايا المضادات الحيوية عن طريق طرحها في الكلية. كما يلعب كبد الإنسان دورا محوريا في عملية أيض العديد من المضادات لتحويلها لمادة فعّالة في الجسم، وفي حالة الأطفال فإن كثرة استخدام المضادات بلا شك يرهق هذه الأعضاء الحيوية في الجسم ولربما يؤدي فشلها في المستقبل. كما أن الإفراط في استخدام المضادات في الأطفال قد يعرّض الطفل للأعراض الجانبية للدواء مثل الإسهال والتقيؤ والتي قد تكون ذات أثر خطير على حياة الطفل لتبعاتها الصحية السيئة. وكما هو معلوم أيضا أن تناول الطفل للمضاد الحيوي دون حاجة طبية واضحة يؤدي لضعف جهاز المناعة في مقاومة الأمراض في المستقبل.

هل وردت حالات إلى مركزكم لتلقي العلاج من الآثار جانبية للمضادات الحيوية؟

نعم، وأغلب الحالات تكون نتيجة الاستخدام غير الأمثل للمضاد وعدم الرجوع للطبيب لأخذ المشورة بخصوص ذلك وأخذ الدواء بدون استشارة الطبيب.
ومن أغلب هذه الحالات ظهور طفح جلدي على الشخص المريض أو حدوث إسهال، ولكن الأمر قد يتعدى ذلك في أخرى مثل حدوث فشل كلوي -لا قدر الله.

وماذا عن تناول الأم الحامل للمضاد الحيوي وأثره على صحة الجنين؟

قد يؤثر على الأم الحامل والجنين، وفي حال الحاجة لعلاج الحامل نتيجة الإصابة بالتهاب بكتيري فالخيارات تكون محددة من المضادات الحيوية والتي أثبتت أنها آمنة والبعض الآخر عكس ذلك. وهذا يتم تحديده بناءً على تشخيص ورؤية الطبيب المعالج.

نصيحة توجهها للناس حول الاستخدام الصحيح للأدوية؟

يتوجب على الجميع أن يعي أن المضادات ومنذ الوهلة الأولى لاكتشافها قد ساهمت إسهاما فاعلا في الحد من الكثير من الأمراض والوفيات الناتجة عنها، واكتشاف هذه المضادات قد أخذ العشرات ولربما المئات من السنين. لذا وجب الحفاظ على هذه النعمة لأن سوء استخدامها قد يجعل العالم في قادم السنوات بأدوية بدون فعالية نتيجة لسوء الاستخدام، فالاستخدام الأمثل هو الحل.