مني اصطناعي فعال وآمال في علاج عقم الرجل

مزاج الثلاثاء ٠١/مارس/٢٠١٦ ١٩:٤٥ م
مني اصطناعي فعال وآمال في علاج عقم الرجل

أ ف ب بعد محاولات فاشلة لعدة سنوات، نجح فريق بحث صيني في استعمال مني اصطناعي لتخصيب بويضات داخل أنانيب لتكاثر الفئران. الإنجاز لقي تحية من قبل بعض العلماء، وتحذيرا بمخاطر تتعلق بالسلامة والأخلاقيات والقانون من قبل البعض الآخر.

إنه اختراق في مجال الأبحاث بشأن الخصوبة. استعمل علماء صينيون خلايا جذعية لتحويلها إلى حيوانات منوية "بدائية" تمكنت من تخصيب بويضات داخل أنابيب (In vitro). ليتم الحصول على صغار فئران بصحة جيدة وقادرة على التكاثر بدورها بشكل عادي عند البلوغ، حسب ما أظهرت الدراسة التي نشرت في مجلة Journal Stem Cell الأمريكية.

"إنتاج بذور خلايا بشرية"

نجاح العملية يفتح الباب أمام تطوير علاجات لمشاكل الخصوبة عند الرجل في المستقبل. "إذا استمر هذا النجاح، فمن الممكن إنتاج بذور خلايا بشرية"، يقول جياهاو شا، مدير مختبر الصحة الإنجابية في جامعة نانجينغ في الصين. "لكن، في الوقت الحالي، يجب أن نفحص الجانب الأخلاقي والتأكد من عدم وجود أي مخاطر محتملة"، يضيف جياهاو شا. فأي خطأ في الجينات التي يحملها الحيوان المنوي الاصطناعي قد تؤذي الأطفال الذين ولدوا عبر هذه التقنية وأيضا كل سلالتهم.

وتكمن أهمية هذا النجاح في كون إنتاج المني معقد للغاية، فمسار إنتاج خلايا الحيوانات المنوية في جسم الإنسان يستغرق قرابة شهر كامل. ولأول مرة، تم محاكاة العملية في المختبرات بنجاح حيث تم استعمال الخلايا الجذعية (خلايا تمتلك القدرة على التحول إلى أي نوع من أنواع الأنسجة) لتحويلها إلى حيوانات منوية "أولية" لا تمتلك الذيول التي تسمح لها عادة بالحركة والتنقل داخل مهبل الأنثى.

ولادة طفل بشري "غير طبيعي"

ولتكون هذه الحيوانات المنوية الاصطناعية فعالة، يجب عليها أن تخصب البويضة داخل أنابيب، ليبدأ مسار آخر لا يقل تعقيدا عن الأول، إذ يتوجب على الحيوان المنوي أن "يتخلى" على نصف رصيده الجيني أو صبغياته (الكروموسومات)، للحفاظ على التوازن الجيني مع النصف الآخر الذي تأتي به البويضة، ما يسمى بالانقسام الاختزالي أو الانتصاف.

وقال فريق البحث الصيني إنه الأول في العالم الذي يتمكن من احترام ما يطلق عليه اسم "المعايير الذهبية" لتكون الحيوانات المنوية الاصطناعية ناجعة. ومن بين تلك المعايير، التوفق في عملية الانتصاف. ويقول جون سكيمنتي من جامعة Cornell الأمريكية وهو أحد المختصين الذين حددوا "المعايير الذهبية" : "نجاحات هذه الدراسة رائعة جدا. لا أعرف أي فريق بحث آخر أحرز تقدما كبيرا مثل هذا التقدم".

ويبقى استعمال المني والبويضات الاصطناعية ممنوعا لمعالجة العقم في عدد من دول العالم نظرا لمسائل تتعلق بالأخلاقيات والسلامة. ويبدي الكثير من المختصين والقانونيين قلقهم من إنتاج حيوانات منوية وبويضات اصطناعية، لا تنتسب إلى أي إنسان وقد تؤدي إلى ولادة طفل بشري "غير طبيعي". كما يشكك هؤلاء في حقيقة نجاعة هذه الأبحاث في علاج مشاكل الخصوبة والعقم. من جانبهم، يعتبر عدد من العلماء المعنيين أن استعمال المني والبويضات الاصطناعية لا يتعدى محاولة منهم لفهم آلية عمل جسم الإنسان والسعي لإيجاد حلول للأزواج الفاقدين الأمل في الإنجاب.