مسقط- خالد عرابي- تصوير خالد البوسعيدي
نجم عالمي من الطراز الأول شق طريقه برؤية فنية مختلفة عز أن يتصور أحد في ذاك الوقت أن ينجح بمثلها، فكانت الطريق الأفضل والأوسع لشهرته، من ثم جاء من بعده آخرون فساروا على نهجه.. تميزت موسيقاه وأغانيه بأنها ذات طابع روحي عميق وتفيض بالعشق الإلهي والمحبة لسيدنا رسول الله "صلى الله عليه وسلم".. صدر له ثمانية ألبومات، منها ألبومه الأول "المعلم" في 2003، وألبومه الثاني "أمتي" في 2005 وألبومه "البركة" في العام 2016 وفيه يدعو يوسف للحفاظ على أصالة الفنون التقليدية والتراثية. باعت ألبوماته أكثر من 34 مليون نسخة حول العالم. بل ووصل أن حضر له في حفل واحد في اسطنبول التركية أكثر من ربع مليون متفرج.. أنه الملحن والمطرب والشاعر والمؤلف الموسيقي الفنان البريطاني سامي يوسف الذي زار السلطنة مؤخرا وغنى على مسرح دار الأوبرا السلطانية مسقط الذي كان لنا معه هذا الحوار:
لم تقتصر عناصر القوة والتميز عند سامي يوسف فقط على أنه جاء من زاوية الغناء الإسلامي والدمج بين اللغتين العربية والإنجليزية وانطلاقته من الغرب ولا على موهبته وصوته الفريد ولكن لحرصه على التراث والتطوير في ذات الوقت، كما حرص على تكوين فرقة ذات ثقافات متنوعة وثرية تضم عازفين وفنانين من دول ذات خلفيات فنية وثقافية وتراثية ثرية وقوية، علاوة على ما بها من تنوع في الآلات الموسيقية المختلفة فضمت آلات مثل: "الناي والطنبور والدف والقانون والجيتار والبيانو والتار والكمان والدربوكة والداهول والكاسور وغيرها".
في البداية سألناه عن غنائه على مسرح دار الأوبرا السلطانية مسقط وماذا يعني له فقال: إني أشعر بالفخر وإنه لشرف كبير لي أن أقف على خشبة هذا المسرح المبهر مسرح دار الأوبرا السلطانية مسقط ووسط هذا الجمهور المتميز والشعب الطيب المحب للآخر، وحفلي هذا في السلطنة يعد احتفالا واستمتاعا بالجمال والتراث والثقافة. كما أود أن اتقدم بخالص الشكر والتقدير والامتنان للمسؤولين والقائمين على الدار لإتاحة هذه الفرصة لي لأكون مع جمهوري العماني المحب والمتميز وكذلك لأن استحضر هذه التوليفة من الأغاني التراثية العريقة والثرية علاوة على تقديم واستحضار مجموعة من أعمالي الغنائية التي لاقت صيتا ورواجا وكانت أكثر شهرة، وقد وجدت ترحيبا وتجاوبا وتفاعلا كبيرا من الجمهور.
وعن الأغنيات التي قدمها في حفله بدار الأوبرا قال: حرصت على أن أقدم تنوعا فنيا ثريا يعكس الثراء الفني الإسلامي والتنوع الثقافي الذي يزخر به، وعلاوة على تنوعه التاريخي حرصت على تنوعه الجيوغرافي فهناك أغنيات من الهند وأخرى من إيران وتركيا ومصر، كما أن بها تنوع من حيث المضامين والقيم التي تقدمها فمنها ما كان في التأمل في صفات وذات الخالق سبحانه وتعالى، ومدح سيدنا النبي المصطفى -صلى الله عليه وسلم- ومنها ما كان ن الحب الإلهي والزهد والعشق والتسامح والتعايش، كما كانت هناك أغنية عن المكان وهي عن مدينة خراسان، ومن تلك الأغاني: الفجر، وعرفت الهوى، ويا نبي، والفياشية، ويا رسول الله، وأتيتني، وحب الله، وعروسي الذهبية، ويا مصطفى، وحسبي ربي، والعاشق الزاهد، وخراسان، ووعود منسية، والمعلم، وانطلق والنار.
وأشار إلى أنه استهل الحفل بمقطوعة موسيقية اسماها "الفجر" تجمع بين المقامات الشرقية والغربية وتجمع ما بين الآلات الموسيقية من شرق العالم الإسلامي وغربه فمن خلالها نسمع الأصوات المميزة من بلاد فارس وتركيا ومصر وسوريا وحتى من الشرق من الصين والهند ثم تنتقل إلى الغرب نحو الأندلس واليونان، وهذا يعكس مدى الثراء والتنوع الذي نريد أن نؤكده دائما.
وعن رسالته من الغناء بصفة عامة قال: هي رسالة فنية إنسانية فيها نوع من التأمل في قدرة الخالق والمبدع والمصور وحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كما أنها رسالة قائمة على مفاهيم منها: الحب والرحمة والتسامح.
وللإجابة عن تساؤل حول اختياره عمان لتصوير أغنية: "يا رسول الله" صلوا عليه شفيع الأمة" قال: إن هذه الأغنية تتحدث عن الرسول العظيم كما تتحدث عن معاني منها الإحسان وكنت عند تصويرها أريد أن اختار مكانا إسلاميا تراثيا يصل للعالم، وكان المسيطر علي هو أين أجد مكانا مختلفا وفريدا من نوعه بهذا الوصف، وبعد مشاورات مع عدد من القائمين على العمل والأصدقاء والاختيار بين عدة أماكن في عدة دول وجدت أن عمان هي الأفضل، خاصة وأنني كنت من المولعين بعمان منذ فترة بعيدة وزرتها من قبل، كما أنني من عشاق الطبيعة والبيئة والتقاليد، وكثيرا ما حلمت بانتاج عمل فني يضم كل هذه الجوانب كما إنني معجب بالجمال والتخطيط والحرص على التراث مع الطابع الحضاري الفريد، وبالفعل وفقنا في اختيار المكان الذي أبهر كل من شاهد الفيديو كليب ووصلتنا إشادات كبيرة به.
وأضاف قائلا: إن اختيار جبل شمس تحديدا لتصوير الفيديو كليب جاء لما تزخر به السلطنة من مقومات طبيعية وسياحية متفردة، وقد انعكس ذلك في الفيديو من خلال تصوير مشاهد تعكس خصوصية الطبيعة العمانية حيث تشاهد الطبيعة الجبلية مع المدرجات الخضراء والرمال الذهبية مع البيئة الساحلية. وهذا يأتي أيضا في إطار الاهتمام بالبيئة خاصة ونحن نشهد الدمار الذي يلحق بالبيئة من حولنا -مما لم يخطر على بال آبائنا وأجدادنا حدوثه- فإننا نحمل المسؤولية الكاملة على عاتقنا لمواجهة تلك المخاطر التي تهددها قبل فوات الأوان. ولفت إلى أن التنسيق للتصوير تم مع وزارة السياحة العمانية والطيران العماني وشركة "عمران".
قلت له ولكننا نعرف أنك رجل ذو رسالة إنسانية أيضا حيث يتضح ذلك من خلال اختيارك سفيرا عالميا لمكافحة الجوع من قِبَل الأمم المتحدة فقال: هذا هو الواجب وكل إنسان منا عليه حمل هذه الرسالة وليس الفنان ولا الموسيقي أو المثقف فقط، فيجب أن يحاول كل منا أن يقدم ما يجود به ويستطيعه وأنا أقدم محاولات واتمنى أن تكون على المستوى، أما عن هذا الدور والاختيار فكان بسبب أنني سبق أن عملت مع برنامج الأغذية العالمي على مساعدة المحتاجين من حول العالم في الأماكن التي نستطيع أن نصل إليها وقد تم هذا الاختيار خلال أسبوع الوئام العالمي، كما أنني قمت بتأليف نشيد يجمع مختلف الأديان في العالم وأسميته "هدية الحب" مشيرا إلى أن هدفه من وراء ذلك هو إيصال رسالة مفادها أن الناس شعوب وقبائل وعلى اختلاف ثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم عليهم أن يعلموا ويدركوا أن القيم المشتركة التي يحملونها تفوق بكثير خلافاتهم، وأنهم إذا أدركوا ذلك بحق فإنها ستكون البداية للسللام والأمان والوئام الدائم بينهم.