خبراء: استثمار العائد النفطي في «تنويع الاقتصاد» واجب

مؤشر الخميس ١١/يناير/٢٠١٨ ٠٥:١٠ ص
خبراء: استثمار العائد النفطي في «تنويع الاقتصاد» واجب

مسقط - محمد سليمان

رافق توقيع وزارة النفط والغاز أمس، اتفاقية جديدة للتنقيب، ارتفاعا في أسعار النفط إلى أعلى معدلاتها منذ منتصف عام 2014، حيث بلغت أمس 66.62 دولار أمريكي، وحذر عدد من الخبراء من هذا الارتفاع، ليؤكد مراقبون أن الارتفاع سيساهم في إنعاش الاقتصاد خلال الفترة المقبلة، لا سيما مع اكتشاف حقول نفط جديدة، مما يعود بالنفع على الاقتصاد ويوفر المزيد من فرص العمل للشباب العُماني.

وأشار خبراء ومختصون إلى أن المؤشرات العالمية تؤكد ارتفاع الطلب على النفط خلال العام المقبل ليصل إلى 35 مليون برميل يوميا حسب توقعات منظمة أوبك، معتبرين أن نمو الطلب سيساهم في حدوث ارتفاع طفيف للأسعار أو استقرارها عند مستوياتها الحالية بين 57 و60 دولار للبرميل، والذي يعطي بعض الأريحية للدول المصدرة للنفط، معتبرين أن ذلك سينعكس على الأوضاع المالية للسلطنة وتقديرات الإيرادات في الموازنة العامة للدولة وتقلص مستوى العجز، شريطة أن يتم ضبط الإنفاق الجاري الذي عادة ما يتوسع بالرغم من توجهات الحكومة نحو ترشيد الإنفاق، محذرين من الاعتماد على هذه الأسعار أو اعتبارها متوسط السعر للنفط خلال للفترة المقبلة.

وأوضح عضو مجلس الدولة رئيس اللجنة الاقتصادية بالمجلس المكرم الشيخ محمد بن عبدالله الحارثي، أن التوقعات تشير إلى أن ارتفاع أسعار النفط سوف تترواح خلال الفترة الآنية ما بين 40 إلى 60 دولارا، وذلك بسبب بعض التوترات العالمية، وحلول فصل الشتاء الذي عزز الاحتياجات النفطية في دول العالم، وانخفاض المخزون الأمريكي. لذا فإن تلك الزيادة لن تكون على المدى الطويل وربما تعود إلى ما كانت عليه في وقت آخر. لكن على أية حال فإن تلك العوائد الإضافية ستساهم في تخفيض نسبة العجز المتوقعة، لأن نقطة التعادل في النفقات الحكومية في حدود 80 دولارا أمريكيا، لذا فإنه حتى في ضوء هذه الزيادات فلا زالت بعيدة عن نقطة التوازن لسداد ديون الأعوام الفائتة.

وأضاف الحارثي: ونحن مقبلون على الثورة الصناعية الرابعة والتغيرات العالمية الكبيرة التي سيشهدها العالم، لابد من زيادة التوجهات بالاعتماد على الصناعات غير النفطية، والتخطيط لمرحلة لما بعد النفط، وعدم الخضوع للتقلبات المؤقتة التي يشهدها سوق النفط العالمي، حيث أعلنت كثير من الدول أنه بحلول عام 2035 سيتوقف استخدام السيارات البترولية واستبدالها بالكهربائية».

وعن اكتشافات النفط الجديدة أوضح الحارثي -خبير اقتصادي ورئيس سابق للجمعية الاقتصادية العمانية - أن الحكومة ماضية في خططها التوسعية حول اكتشاف حقول نفط وغاز جديدة، وتوقيع عقود جديدة للاكتشاف، الأمر الذي سيساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني مستقبلا، لكن التحدي الأكبر هو الاستعداد والتخطيط لما بعد النفط.

وأكد على حديث الحارثي، الرئيس التنفيذي لشركة للأمين للأوراق المالية حسين الرئيسي، حيث وصف ارتفاع أسعار النفط بـ»الاستثنائي» محذرا من أن يعول عليها خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن الأوضاع الراهنة سببا في ارتفاع الأسعار لاسيما مع حلول الشتاء والاستهلاك الكبير من قبل الدول الأوربية، بالإضافة إلى أن الاكتشافات النفطية الجديدة المتوقعة مستقبلا، وتوقيع عقود للتنقيب والبحث، فإن ذلك يأتي في إطار اعتماد السلطنة على النفط بشكل كبير حيث يمثل 75%من الدخل، وعملية اعتماده كدخل جزئي تتطلب المزيد من الوقت، وحتى إرساء سياسة التنويع لابد من استمرار وتجديد الاكتشافات النفطية.

وكانت وزارة النفط والغاز، قد وقعت أمس على اتفاقية نفطية جديدة مع شركة «بترولب اللبنانية»، للحصول على حق التنقيب عن النفط والغاز في منطقة الامتياز رقم-57 (العفيف) البالغ مساحتها 2262 كيلو مترا مربعا، وتنص الاتفاقية على التزام الشركة خلال فترة الاستكشاف بتنفيذ المسوحات الزلزالية وإجراء العديد من الدراسات الجيولوجية والجيوفيزيائية وحفر عدد من الآبار الاستكشافية، وقع الاتفاقية عن حكومة السلطنة وزير النفط والغاز معالي د. محمد بن حمد الرمحي، فيما وقعها عن شركة «بترولب اللبنانية» صلاح خياط الرئيس التنفيذي للشركة.
وقال مدير عام التخطيط والدراسات بوزارة النفط والغاز د. صالح بن علي العنبوري إن الاتفاقية تشتمل على مرحلتين، المرحلة الأولى على مدى ثلاث سنوات وتقدر القيمة الاستثمارية فيها بما لا يقل عن 20 مليون دولار أمريكي، أما المرحلة الثانية لمدة ثلاث سنوات وتتراوح القيمة الاستثمارية فيها بين 20 و40 مليون دولار أمريكي.
ووضح مدير عام التخطيط والدراسات بوزارة النفط والغاز في تصريح للصحفيين أن الاتفاقية تنص على إجراء مسوحات زلزالية ثلاثية الأبعاد وعمل دراسات جيولوجية وجيوفيزيائية في المنطقة وحفر عدد من الآبار لتقييم المكامن النفطية المؤملة في المنطقة.
وأعرب العنبوري عن أمله في أن تكلل جهود الشركة بالنجاح في اكتشاف حقول نفطية جديدة في منطقة الامتياز رقم-57 لتساهم في زيادة الاحتياطي النفطي ورفع معدلات الإنتاج في السلطنة، مؤكدًا أن جميع الاتفاقيات النفطية التي وقعتها وزارة النفط والغاز تكللت بالنجاح على سبيل المثال لا الحصر مناطق الامتياز رقم 3 و4.
من جانبه أكد صلاح خياط الرئيس التنفيذي لشركة بترولب اللبنانية أنه سيتم البدء في تنفيذ الاكتشاف والتنقيب عن النفط والغاز في منطقة الامتياز رقم 57 خلال الأشهر الأربعة المقبلة التي تتجزأ إلى مرحلتين كل مرحلة لمدة ثلاث سنوات.
وفي ذات السياق بلغ سعر نفط عُمان تسليم شهر مارس المقبل أمس 66.62 دولار أمريكي، وأفادت بورصة دبي للطاقة أن سعر نفط عُمان شهد أمس ارتفاعًا قدره 92 سنتا مقارنة بسعر يوم أمس الأول الثلاثاء، الذي بلغ 65.70 دولار أمريكي، حيث تجدر الإشارة إلى أن معدل سعر النفط العُماني تسليم شهر يناير الجاري بلغ (60.79) دولار أمريكي للبرميل مرتفعا بمقدار (5.19) دولار أمريكي مقارنة بسعر تسليم شهر ديسمبر الفائت.