قريات ـ محمد الدرمكي
حبه للسلطنة وشعبها وجماليتها والتنوع الطبيعي لولاياتها هو ما جذب الرحال الكويتي سعود بن عبدالعزيز الصالح، الذي زار السلطنة منذ أربعين عام، وعاد إليها قبل ستة سنوات للمرة الثانية ومنها لم ينقطع عن زيارة السلطنة، حيث يزور السلطنة بشكل سنوي لمدة شهرين متتالين برا ويزور ولايات السلطنة ويقيم فيها، وبرفقته البيت المتنقل (الكرفانة) التي تحتوي على كافة احتياجاته.
أحب شعب السلطنة الذين لم يلق شعب بطيبتهم رغم ترحاله في أغلب دول آسيا وأوربا، ويزور أبو علاء من مواليد 1944م السلطنة خلال شهري ديسمبر ويناير من كل عام ويعبر ولايات السلطنة، حيث يسلك طريق البريمي إلى صحار ليتوقف في صحار ، ومحطته الثانية بركاء، ومنها إلى قريات، فصور، والشويمية، وصلالة، ويعود بنفس الطريق ويتوقف في كل محطة لعدة أيام ويقيم بين أهله من أبناء السلطنة .
تابع مشوار السلطنة وتقدمها خلال الأربعين السنة التي زار فيها السلطنة منذ الزيارة الأولى له قبل أربعين عام، وعاين التقدم الذي تشهده السلطنة عام بعد عام، ومن المعجبين بهذا التقدم.
"الشبيبة" زارت أبو علاء في رحلته ليروى لنا ترحاله للسلطنة ويصف شعبها.
يقول أبو علاء: زرت السلطنة لأول مرة في حياتي قبل حوالي 40 عام وكانت المناسبة هي أن لدي صديق وزميل عمل عماني الجنسية من ولاية بركاء نعمل سويا في وزارة التربية الكويتية، وطلب مني زيارة السلطنة، وذهبت وقتها إلى السفارة العمانية بالكويت لطلب إذن الدخول ونيل التأشيرة، وطلب مني بعض الاشتراطات كحجز تذكرة السفر، وحجز الفندق وهي شروط تعمل بها الكثير من الدول الأوروبية اليوم.
وكانت السلطنة حينها سباقة في هذا المجال وباقي الدول تعلمت من السلطنة اشتراطات زيارات الدول، ورددت على السفارة بأنني سأذهب وعائلتي برا بسياراتي الخاصة وسنقيم لدى زميلي في ولاية بركاء ونلت الإذن وزرت السلطنة الزيارة الأولى لي في ذلك الوقت، وهي زيارة جميلة للغاية وتحمل الكثير من الذكريات وأول تلك الذكريات الراسخة والتي لم تتغير هي طيبة الشعب العماني المضياف، إضافة إلى الطبيعة المتنوعة الساحلية والجبلية والسهول
إدمانه للسلطنة متواصل منذ 2011م
عاد الصالح إلى السلطنة في زيارته الثانية في عام 2011م وبالتحديد في شهر ديسمبر وزار العديد من ولايات السلطنة لمدة شهرين متواصلين، وهي بداية قصة أخرى مع إدمانه لولايات السلطنة، حيث يخرج من منزله بمنطقة بيان بالكويت قاصدا السلطنة مرورا بالسعودية والإمارات ويقطع مسافة تزيد عن ألفي كيلو متر ليحط رحاله في ولايات السلطنة.
يبدأ زياراته بولاية صحار ويقيم فيها عدة أيام ويواصل مساره إلى بركاء ، ومن ثم يحط رحاله في ولاية قريات، ويتنقل منها إلى صور، فالشويمية، وصلالة، ويقيم في كل ولاية أياما عديدة، وفي خط الرجعة يقوم بنفس المسار ويحط في جميع الولايات المذكورة من جديد قبل أن يعود إلى موطنه الكويت.
تلك الزيارة كانت في عام 2011م وهي قصة الحب الجديد مع الشعب العماني وخلالها تعرف أبو علاء على الكثير من الأصدقاء في مختلف ولايات السلطنة والتي يفرض الآن أن يسميهم أصدقاء بس يسميهم الأهل، فيقول هم أهلي ومتوزعين على مختلف ولايات السلطنة، فلم أجد بطيبتهم أبدا رغم إنني زرت شعوبا كثيرة بمختلف قارات العالم .
ومنذ عام 2011م أدمن الصالح السلطنة وخصص شهرين من كل عام لزيارة السلطنة، إذ تبدأ زيارته للسطنة في ديسمبر من كل عام وتتواصل لمدة شهرين كاملين قد تزيد عن ذلك ولكنها لا تقل، وحيث يقود سيارة الدفع الرباعي، وبرفقته بيت متنقل (الكرفانة) والتي بها كافة حاجياته للسفر وتحتوي على (صالة وغرفة نوم ـ مطبخ ـ دورة مياه) مع خزانة الملابس، وتعمل الكرفانة على الطاقة الشمسية، ويختار في كل ولاية موقعا على البحر لحبه من الشواطئ والمواقع الطبيعية .
يتنقل في كافة المواقع السياحية برفقة أهله من العمانيين كما يحلو له تسميتهم، ويلتقط الصور ويعيش الأجواء الجميلة ، علما بأن مهنته الأولى كانت التصوير الفوتوجرافي، فهو ضمن الجيل الأول بالكويت ممن الذين أنتجوا البرامج التعليمية المصورة، والكويت هي الدولة الأولى في الوطن العربي ممن استخدمت البرامج التعليمية المصورة في التعليم.
ولدى أبو علاء خبرة كبيرة بخصائص الشعب العماني وطيبته وضيافته، ويعرف خصائص كل ولاية وتكوينها الاجتماعي ومكنونها الثقافي والسياحي، فهو شخص معروف بين العمانيين، ويتسابق العمانيون في ضيافته بل ويعتبرنه ابن بلدهم .
ذكريات ومواقف جميلة
رافقت أبو علاء الكثير من الذكريات الجميلة طوال رحلاته للسلطنة، ويستمتع بكافة أوقاته بين أهله وفي المواقع السياحية التي يزورها، ويذكر مواقفا كثيرة في طيبة الشعب العماني وضيافته فيقول موقفا حينما دخلت أحد المطاعم بولاية قريات، وقبل أن تصل وجبتي جاءني اتصال من ابني بالكويت وفي الطاولة المجاورة لي شخص شاب لا أعرفه، وسمع لهجتي وسألني عن موطني قلت له الكويت، أنهى طعامه وذهب ليدفع الحساب دون أن أعرفه، وأخبرني بأن الحساب قد دفع وخرج.
وأشار إلى مواقف كثيرة عالقة في ذاكرتي جميعها تؤكد على طيبة هذا الشعب وكرمه، ومن هنا أدعو كافة السياح والزوار وجميع أبناء الوطن العربي بأن يزورا السلطنة للاقتراب والتعرف على شعبها أولا ومن ثم الاستمتاع بالمواقع الجميلة الطبيعية والأثرية والترفيهية والتي تتلاءم مع كافة الأذواق.
كأس الخليج العربي 23 من السلطنة
وعن بطولة كأس دورة الخليج العربي 23 قال: تابعت البطولة على أرض السلطنة على التلفاز حالي حال العمانيين الذين يتابعون من السلطنة، والذين يحيطون بي في كافة المباريات، فرحت كثيرا لنيل السلطنة لكأس البطولة لأنه المنتخب المستحق، وكانت فرحتي لا تقل عن فرحة أي مواطن عماني، وأبارك للمنتخب وللجهاز الفني والإداري ولكافة الموطنين هذا الإنجاز الكبير. وأضاف احتفلت هنا بفوز السلطنة وشاركت الاحتفالات الجميلة بالبطولة في أجواء لا توصف بين هذا الشعب الطيب الجميل .
هواياته وحياته
وعن حياته قال: لدي أسرة من أربعة أبناء وبنت واحدة، أحب السفر والترحال والطبيعة والحضارات أهم مواقع الجذب لدي، حيث إنني أسافر في الشتاء لسلطنة عمان لمدة شهرين برا واستمتع بالطبيعة الجميلة وبرفقة الشعب العماني المضياف.
وفي الصيف أسافر إلى أوروبا، كما إنني أحب التصوير وعملت به، وأحب المغامرة واكتشاف المواقع التي لم يصل لها الآخرون، وكل ذلك أثناء الرحلات، كما إنني أحب التعارف والتعمق في الحضارات والثقافات.
وتحدث الصالح عن الجوانب المؤثرة على حياته منذ الصغر قال: كان لنشاط الكشافة أثر كبير في حياتي، إذ إنني كنت ضمن فريق الكشافة بمدرستي، وكنا نخرج في رحلات خلوية كل خميس وجمعة ونبيت في الخلاء وهي الحياة التي تعلمنا منها الكثير من المهارات في الاكتشاف والاعتماد على النفس والطبخ والتخييم وغيرها من المهارات والتعامل مع الأفاعي والعقارب وغيرها.
زار أبو علاء أغلب دول القارة الآسيوية والأوربية ودول متعددة من باقي القارات، وكانت أولى رحلاته إلى فلسطين عام 1965م وقال عنها : سافرت لأول مرة إلى فلسطين عام 1965م وصليت في المسجد الأقصى وزرت القدس، وتوالت بعدها سفراتي ورحلاتي لمختلف دول العالم.