عواصم –
قال نائب وزير الخارجية الإيراني أمس الأربعاء إن الخلاف الدبلوماسي مع السعودية سيؤثر على محادثات السلام السورية مشيرا إلى أن حكومته ستبقى ملتزمة بالمحادثات. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية عن حسين أمير عبد اللهيان قوله «سيؤثر قرار السعودية على محادثات (سوريا) في فيينا ونيويورك لكن طهران ستبقى ملتزمة».
يأتي هذا بعد يوم من تأكيد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال لقائه بالمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أن السعودية ستواصل العمل مع المجتمع الدولي لحل الأزمة السورية وفق مبادئ جنيف واحد ومحادثات فيينا ونيويورك الأخيرة.
وجدد الجبير التأكيد على أن لا دور للأسد في مستقبل سوريا وأن السعودية ملتزمة بدعم الشعب السوري لنيل حقوقه وحريته. وأعلن أن بلاده ستواصل تقديم الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي للسوريين.
من جانبه قال دي ميستورا إن السعودية عازمة على أن لا تؤثر التوترات الأخيرة سلبا على ما جرى الاتفاق عليه في فيينا أو على مسار الحل السياسي.
وساطة عراقية
على صعيد جهود حلحلة التوتر صرح وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري أمس الأربعاء بأن بلاده ستتوسط لحل الخلاف الدبلوماسي بين السعودية وإيران. جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أذيع على الهواء على شاشات التلفزيون الإيراني الرسمي.
وقام وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري بزيارة إلى إيران أمس الأربعاء تركز على الأزمة بين الرياض وطهران، بحسب ما ذكرت مصادر رسمية.
وشهد العراق وإيران، البلدان الجاران المتحالفان، تظاهرات تخللت بعضها أعمال عنف، قام بها بعض من أغضبهم إعدام رجل الدين السعودي المعارض الشيخ نمر باقر النمر في السعودية. واقدم مئات المتظاهرين الغاضبين على تخريب وإحراق سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد (شمال شرق).
وقررت السعودية على الإثر قطع علاقاتها مع إيران، وحذت حذوها البحرين والسودان، بينما قررت الإمارات العربية المتحدة خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع طهران، وسحبت الكويت سفيرها لدى الجمهورية الإسلامية.
والتقي وزير الخارجية العراقي عددا من المسؤولين في طهران بينهم نظيره الإيراني محمد جواد ظريف. وعقدا وزيرا الخارجية مؤتمرا صحفيا.
لا نسعى إلى افتعال أزمات
من جانبه قال وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف إن الجمهورية الإسلامية «لا تسعى إلى افتعال الأزمات وأن الأزمات التي يتم إثارتها في المنطقة مردها الضعف وليس القدرة.
وتعليقا على إقدام مئات من المتظاهرين الغاضبين على تخريب السفارة السعودية مساء السبت في طهران والقنصلية السعودية في مدينة مشهد (شمال شرق أكد ظريف أن عمليات التخريب «غير مقبولة بأي شكل من الأشكال»، مؤكدا أنه موقف «جميع المسؤولين الإيرانيين».
وبعد تلك الهجمات على البعثتين الدبلوماسيتين السعوديتين قررت الرياض قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، وحذت حذوها البحرين والسودان. وقررت الإمارات العربية المتحدة تخفيض مستوى علاقاتها الدبلوماسية مع طهران فيما استدعت الكويت سفيرها في إيران.
ويخشى المجتمع الدولي أن يؤدي هذا التصعيد إلى تأجيج النزاعات التي يشهدها الشرق الأوسط. ودعت واشنطن وموسكو والدول الأوروبية القوتين الإقليميتين -إيران الشيعية والسعودية السنية- إلى الهدوء.
عودة الدبلوماسيين
يذكر أن الدبلوماسيين السعوديين العائدين من إيران وصلوا إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض مساء أمس الأول الثلاثاء بعد أن قطعت المملكة علاقاتها مع طهران عقب الهجوم على سفارتها هناك.
وصرح راكان العتيبي الموظف بالقنصلية السعودية لوسائل الإعلام في المطار «بصراحة اللي صار في مشهد أقلقنا كتير الوضع كان مأساوي الحمد الله سترها علينا ووصلنا بالسلامة».
وقال القنصل السعودي عبد الله الفعر «واجهنا صعوبة بالمطار بالنسبة. أجبرونا على عملية التفتيش وللأسف جميع الزملاء كلهم يحملون جوازات دبلوماسية وهذا انتهاك للاتفاقيات الدولية». وقال السكرتير الأول للسفارة السعودية في طهران محمد العتيبي إن العاملين في السفارة عايشوا الرعب على مدى ثلاثة أيام قبل أن يتمكنوا من العودة إلى السعودية.
وأضاف «شهدنا صراحة خراب كامل جدا جدا عبث كامل بالمحتويات.. بالأجهزة..تدمير كامل بما تعنيه الكلمة. الحمد لله. ولكن بعدين صارت رحلة الرعب ثلاثة أيام عشناها لحين وصلنا للمطار والحمد لله».
غير مقبول
من جانبها أعربت السلطنة أمس الأربعاء عن «أسفها» للهجوم الذي شنه محتجون على إعدام الشيخ السعودي نمر النمر واستهدف مقرين للبعثة الدبلوماسية السعودية في إيران، معتبرة أن الأمر «غير مقبول».
وأفادت وكالة الأنباء العمانية «أعربت السلطنة اليوم عن بالغ أسفها لما تعرض له مقر سفارة المملكة العربية السعودية الشقيقة في طهران وقنصليتها العامة في مدينة مشهد من تخريب من قبل متظاهرين». وأضافت أن «الأمر يعد مخالفة لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية والأعراف الدولية التي تؤكد على حرمة المقار الدبلوماسية وحمايتها من قبل الدولة المضيفة».
ونقلت عن بيان لوزارة الخارجية، أن «السلطنة تعتبر هذا العمل عملا غير مقبول وتؤكد في الوقت ذاته على أهمية إيجاد قواعد جديدة تحرم بأي شكل من الأشكال التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى تحقيقا للسلم والاستقرار».