ماذا بعد «خليجي 23»؟

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٠٩/يناير/٢٠١٨ ٠٤:٤٩ ص
ماذا بعد «خليجي 23»؟

ناصر العموري

رغم حبّي للرياضة حتى النخاع إلا أنني أتجنب الكتابــة في المواضيـــع ذات الصلة بالرياضة ومـــا يصحبهـــا مـــن قضايا سواء العمانية أو العالميـــة، منها خشية أن أصاب بالتحيز لفريق بعينه، ولكن الدراما المثيـــرة والسيناريو الرهيب الذي كان بطله منتخبنا بشكل عام والحـــارس فايـــز الرشيدي بشكل خاص في المبـــاراة الختامية لكأس الخليج الثالثـــة والعشرين أمام شقيقه الإماراتي أجبرتني أن أغيـــر بوصلة عمود نبض قلم هذه المرة مـــن القضايا المجتمعية إلى الاتجاه الرياضي وأقولها بأعلى صوتي..

شكراً من القلب يا رجال قابوس فقد أدخلتم الفرحة إلى وطن بأكمله.. وليس أدل على ذلك من قصة أحد الإخوة الذي أخبرني كيف تفاجأ بأبيه الثمانيني (أطال الله في عمره) عندما قفز فرحاً حينما صد الأخطبوط فايز الرشيدي ضربة الجزاء والمباراة توشك على نهايتها، إنه حب الوطن الذي ليس له مقياس.
كانت تلك قبلة الحياة، التي منحها حارس منتخبنا الهمام للجماهير العمانية عندما تصدى وبكل اقتدار لضربة الجزاء من عموري الخطير، وأكمل دور البطولة بنفسه حينما تصدى لضربة ترجيح لللاعب نفسه. أنفاس تقطعت وآهات خرجت وغصات توقف معها القلب وعيون بدأت تدمع بل وتهطل وخصوصاً عندما كاد الحلم أن ينتهي، ومتى؟! في الدقائق الأخيرة إذ لا مجال للتعويض. ولكنها إرادة الله فوق كل اعتبار فلنحمده ونشكره على الكأس الغالية للأحمر العماني.
لن ندخل في تحليل المباراة فهي قد أُشبعت تحليلاً وتشريحاً طيلة الأيام الفائتة من قبل الإخوة الإعلاميين المختصين في الشأن الرياضي.
والســـؤال هنا: بعد فوزنا السابق بخليجي 19 ما هي الدروس المستفادة وقتها؟ وما الجديد بعدها على صعيد الرياضة العمانية وكرة القدم تحديداً؟! فلم نستشعر نحن كمواطنين بأي جديد وتطور حصل! عموماً، خالص الشكر لذلك الجيل من اللاعبين الحبسي وعماد والآخرين ولاتحاد كرة القدم وقتها برئاسة السيد خالد البوسعيدي، وبما أن إنجاز خليجي 23 يعتبر باكورة إنجازات مجلس الاتحاد الجديد برئاسة الشيخ سالم الوهيبي فيا حبذا لو يجري استغلاله كهدف رئيسي تأتي من بعده أهداف فرعية تتحقق من بعدها نجاحات ولو على المدى البعيد. فلماذا لا يجري من الآن البدء في مشروع صناعة كرة القدم والاستفادة من الدول المتقدمة التي سبقتنا في هذا المجال وبمساهمة ودعم من القطاع الخاص المطلوب منه بسط يده في هذه المرحلة وبسخاء وعدم الاعتماد على ميزانية الدولة المضغوطة أصلاً، ويا ليت لو يجري البدء بتطوير الدوري المحلي الحالي فهو في الحقيقة شبح لدوري محترفين ليس إلا! وما حصل من إنجاز كان سببه اجتهاد اللاعبين في المقام الأول، نعم لدينا خامات رياضية متميزة ولكن تحتاج إلى من يصقلها شريطة توافر المادة والكوادر التدريبية المتخصصة، وبعد هذا الإنجاز الخليجي هل سنري أحد أنديتنا مشاركاً في أبطال آسيا ونحن أبطال الخليج؟! سؤال ربما نؤجل إجابته للمرحلة المقبلة وما ستنتجه من إرهاصات.
كما يجب المحافظة على التشكيلة المتوجة بخليجي 23 ومعها المدرب لكي نضمن الاستقرار في البطولات المقبلة، ومنها ما هو على الأبواب كبطولة آسيا التي ستقام في دولة الإمارات خلال العام الجاري والجماهير العمانية هنا لا تحتاج لدعوة بلا شك. كما يجب أن لا ننسى اللاعبين فهم ثروة قومية فعلى الاتحاد العماني الحفاظ عليهم من خلال الحرص على احترافهم في أندية تليق بمستواهم وبإمكانياتهم ومتابعتهم والحرص على تطوير أدائهم.
كل الشكر للذين ساهموا في هذا الإنجاز من قريب أو بعيد ابتداء باللاعبين والجهاز الفني والإداري ممثلاً باتحاد الكرة والإعلاميين والمشجعين ومن هم خلف الكواليس. باختصار هي فرحة وطن أبطالها رجال قابوس.