ندوة العلامة الخروصي توصي بجمع آثاره العلمية وتحقيقها

بلادنا الثلاثاء ٠٩/يناير/٢٠١٨ ٠٤:٣٦ ص
ندوة العلامة الخروصي توصي بجمع آثاره العلمية وتحقيقها

مسقط -

نظمت جامعة السلطان قابوس بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أمس الاثنين ندوةً علميةً عن الشيخ العلامة سعيد بن خلف الخروصي «رحمه الله»، برعاية صاحب السمو السيد أسعد بن طارق بن تيمور آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجلالة السلطان وبحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة والسمو. خرجت الندوة بجملة توصيات تمثلت في العمل على جمع آثار الشيخ الخروصي وتحقيقها، سواء كان ذلك بتحقيق كل أثرٍ على حدة أم بتحقيقها ضمن مشروع (الأعمال الكاملة للشيخ سعيد بن خلف الخروصي)، وهو مشروع طموح جدير أن تتوجه إليه همة الباحثين. وأوصت بدراسة منهج الشيخ الخروصي في الكتابة والتأليف، خاصة الفتاوى؛ إذ كان يسير فيها بمنهج الفقيه الذي يحمل الناس على فضل ورعه، ولكن الفقيه من يفتي الناس بما يسعهم في أمور دينهم.

كما أفادت بدراسة مستفيضة ومعمقة، تتناول جميع الجوانب اللغوية والاستدلالية، وحضور الشخصية الفقهية للشيخ، وكذلك العناية بجمع فتاوى الشيخ وتتبعها من مظانها وتصنيفها وترتيبها تمهيدا لنشرها. وأكدت الندوة على ضرورة العناية بالجانب التربوي والاجتماعي عند الشيخ والكشف عنها وذلك من خلال تحليل مواقفه في مسيرته العامرة. بالإضافة إلى القيام بمزيد من الدراسات الأدبية التي تناولت إسهامات الشيخ في الجانب الأدبي خاصة النظم الفقهية. ودراسة الجانب المقاصدي لدى الشيخ في فتاويه وأقضيته والخروج بمنهج علمي تربوي يمكن الدعاة من استبانة فقه الواقع في التعامل مع مفردات الحياة.

وأوصى المشاركون بطباعة بحوث هذه الندوة وإخراجها في كتاب، وإنشاء معرض ثابت يكشف عن مخطوطات الشيخ ووثائقه لتعريف الأجيال بسيرة العلماء وخدمة للتاريخ العماني. وقد اشتملت الندوة على حفل افتتاح تضمن كلمة لأبناء الشيخ الراحل قدمها الشيخ محمد بن سعيد بن خلف الخروصي قال فيها: «إن والدنا المحتفى به له من الإضاءات الفكرية والاجتماعية ما يشهد به أبناء الوطن العزيز، وأكدته سيرته العطرة، وسارت به أحاديث الركبان، ونارت به السبل والقرى والوديان»، مشيراً إلى ما أحدثه نبأ وفاته في مختلف الأوساط. شاكرًا كل من نظم هذه الندوة، تاركاً لهم إلقاء الضوء على الشخصية المحتفى بها. كما تضمن الحفل فيلماً وثائقياً عن سيرة الشيخ الراحل، تبعه جلستان علميتان شملتا سبع أوراق علمية قدمها نخبة من المشايخ الفضلاء والأساتذة الأجلاء. ويصاحب الندوة معرض يستمر لمدة يومين يحوي مختارات منتقاة من خزانة الشيخ الراحل، إذ تحوي مكتبته على أكثر من 100 عنوان مخطوطا فقهيا وأدبيا كما تبين أثناء البحث وجود مجموعة من الوثائق المهمة تصل إلى أكثر من 1500 وثيقة في مجالات السياسة والتاريخ والفقه والاقتصاد والأدب وغيرها.

وتأتي هذه الندوة بتنظيم من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ممثلة بمكتب الإفتاء وبالتعاون مع جامعة السلطان قابوس ممثلة بمركز الدراسات العمانية، وذلك تزامناً مع مرور عام على وفاة الشيخ الخروصي، وتهدف إلى تسليط الضوء على ملامح من سيرته العطرة، وما خلّفه من نتاج أدبي وفقهي وعلمي، وتعريف الأجيال بحياته من حيث النشأة والتكوين، وبيان سيرته القضائية وإظهار مواقفه وأحكامه التي تحلّت بالإنصاف والعدل، وبيان مواكبته للواقع من خلال فتاويه، إضافة إلى أن الندوة تفتح المجال للباحثين والمهتمين بالتراث الفقهي والقضائي والأدبي لسبر أغوار تراث الشيخ الغني بهذه المفردات، كما تهدف إلى إبراز الدور الذي ساهم به في جانب القضاء والإفتاء في السلطنة على مدار خمسين عاماً.