مخاطر متعددة لاستخدام الأطفال لمواد الزينة.. أحدُها تُسرع الأورام السرطانية

مزاج الاثنين ٠٨/يناير/٢٠١٨ ٢١:٢٢ م
مخاطر متعددة لاستخدام الأطفال لمواد الزينة.. أحدُها تُسرع الأورام السرطانية

لندن - ش
ينتشر استخدام مواد الزينة للأطفال في المناسبات العائلية المختلفة، وفي المهرجانات، والاحتفالات، ومن ذلك "استخدام الفتيات الصغيرات والمراهقات لمواد الزينة ومساحيق التجميل بشكل أبكر عُمرياً وأكثر تكراراً من السابق يوماً بعد يوم، وبين موافق وممانع أو حتى محايد تختلف محاور الجدل ذاك" بحسب مقال نشره الاستشاري في طب الأطفال والرضع والخدج وحديثي الولادة الدكتور سمير قنوع في موقع صحتك المختص في الشؤون الطبية.
وذكر قنوع، وهو عضو الجمعية الأوروبية للأمراض العصبية عند الأطفال، وعضو الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أن "انتشار ظاهرة استخدام مواد الزينة ومساحيق التجميل على اختلاف صنوفها وأسمائها قد أصبح ظاهرة عالمية وليس محلية فقط"، موضحا أن هنالك سلبيات لهذا الاستخدام ومن ذلك:

أولا: المشاكل الآنية
1. أظهرت الدراسات أن مواد ومساحيق الزينة مسؤولة عن زيادة نسبة حدوث الأمراض الجلدية بأنواعها عند مستخدميها، ومنها الإكزيما والحساسية الضوئية والتحسس العيني والتهاب الملتحمة والقوباء والحكة وعسر التعرق.
2. دراسة برازيلية صدرت أخيراً أظهرت أن 45 في المئة من مستخدمات مواد ومساحيق تزيين البشرة يعانين من مرض جلدي - واحد على الأقل - مرتبط باستخدام هذه المساحيق.
3. الدراسة نفسها بينت أن 14 في المئة عانين من آفات حب الشباب الناتج عن استخدام مواد التجميل أو ما يطلق عليه حالياً ACNE COSMETICA.
ولا ننسى أن المراهقات بشكل طبيعي وبسبب التغيرات الهرمونية معرضات للإصابة بنسب أكبر بهذا النوع من حب الشباب؛ ويأتي استخدام مساحيق التزيين كعامل إضافي ليفاقم المشكلة.
وعند حدوث ذلك، وتحت ضغط ما نسميه إساءة تقييم الذات وإدراك صورة الجسم أمام الأقران، ستضطر الفتاة إلى وضع كميات أكبر لتغطية المشكلة؛ ما يؤدي لطبقات أكثر سماكة من المساحيق، وهو ما يعيق تهوية الجلد، ويفاقم المشكلة بشكل أكبر مع ما سيرافق ذلك من إرهاق للبشرة وفقدانها لرونقها وتألقها الطبيعي وشيخوختها المبكرة، وفي كل الأحوال ستتشكل حلقة مفرغة مؤذية تؤدي دائماً لوضع كميات أكبر من مواد التزيين.
4. الأمر الأسوأ أن كثيراً من المراهقات يتشاركن مواد التجميل وأدواته في ما بينهن، وهذا ما يزيد في انتشار عدوى التهابات العيون والقرحات الفموية والحلأ البسيط (الهربس)، وإنتانات (عدوى) الجراثيم العنقودية، والأمراض الشائعة الأخرى.
5. بالإضافة إلى ذلك تلعب مواد التجميل بحد ذاتها، وخاصة المحتوية منها على الدهون أو السوائل، دور الوسط الملائم لنمو الجراثيم ضمن العبوات بعد فتحها بمدة بسيطة (مثال: كريم الأساس، المسكرة، ملمع الشفاه).

ثانياً: المخاطر التالية (اللاحقة)
هناك مواد أربع أساسية تتواجد في معظم مستحضرات الزينة التقليدية، وهي phthalates, parabens, triclosan, and oxybenzone، وهذه المواد لها تأثير هرموني عابر للجلد، ويخشى من تداخلها الهرموني مع الهرمونات متغيرة المستوى في الأجساد النامية، وقد تم إثبات امتصاص هذه المواد الهرمونية عن طريق الجلد؛ حيث تم إخضاع مجموعات من الفتيات المراهقات اللواتي يستخدمن أنواعاً مختلفة من مواد التجميل للدراسة، وتحليل عينات البول الخاصة بهن، واكتشاف نسب عالية من هذه المواد في البول، مع انخفاض ملحوظ في نسبة هذه المواد في البول بالتحليل بعد أسبوع من التوقف عن وضع مواد التجميل.
ويتابع الطبيب الذي عمل في مراكز ومشافي بريطانيا وكندا والمملكة العربية السعودية وقطر، أنه تم اقتراح بعض المخاوف من هذا التأثير الهرموني على الفتيات الصغيرات والمراهقات؛ لأنهن في طور النمو والتغيرات الهرمونية، كما عزت بعض الدراسات ارتفاع نسب حالات الاكتئاب بين المراهقات لازدياد مستويات هذه المواد في الدم، والمعروفة بصلتها بحدوث الاكتئاب.
وقد يقول قائل باستخدام ما يسمى المستحضرات الطبيعية والخالية من هذه المواد، وله نقول إنه بالإمكان انتقاء المستحضرات التي لا تتواجد ضمن مكوناتها (هذا في حال كتابتها على العبوة) مواد كالأوكسي بنزون والتركلوسان والبارابينز، ولكن ماذا بشأن مادة الفثاليتز حيث ليس شرطاً ملزماً التصريح عنها بالاسم لأنها تختبئ تحت كثير من المسميات العطرية.

تسرع من نمو الأورام
الأمر المقلق والذي يجعلنا ندق جرس الإنذار، أن التجارب على الحيوانات وعلى رأسها الفئران أثبتت دور تلك المواد في تسريع نمو الأورام وانتشار الخلايا السرطانية، والتأثير على نوعية النطاف عند الذكور، وعلى تطور الأطفال والأجنة.

قد لا نمتلك في الوقت الحالي أدلة دامغة على جدية مخاوفنا من السرطان، ومشكلات الأجنة المرتبطة بمواد التجميل، وقد نحتاج إلى سنوات لإثبات ذلك عند الإنسان، لكن وببساطة نخشى إثبات ذلك متأخراً، لذا تبقى الوقاية الحل الوحيد الذي يمكن أن نمنحه للناس، والوقاية تبدأ من التوعية والله من وراء القصد.