تنوّم في مستشفى خولة د. البوسعيدي: 500 إصابة بالحروق سنوياً

بلادنا الاثنين ٠٨/يناير/٢٠١٨ ٠٣:٤٤ ص
تنوّم في مستشفى خولة

د. البوسعيدي: 500 إصابة بالحروق سنوياً

مسقط -

ما هي الحروق؟ وهل للحروق أنواع معيّنة؟ ماذا عن كيفية تصنيف الحروق؟ وما هي التدابير الأولية المتبعة للعلاج والوقاية من الحروق؟ وغيرها من الأسئلة التي يجيب عنها د.سعيد بن سعود البوسعيدي استشاري أول جراحة التصحيح والتقويم ورئيس وحدة الحروق بمستشفى خولة.

ما هو تعريفك للحروق؟

الحروق عبارة عن إصابة للجلد نتيجة التعرّض للسوائل الساخنة أو التعرّض للنار أو التعرّض للمواد الكيميائية أو التعرّض للتيار الكهربائي أو نتيجة التماس الجلد مع أجسام ساخنة، حيث تكون الإصابة بشكل أساسي في الجلد ولكن في بعض الأحيان تكون هناك إصابة في الأنسجة الأعمق.
والحروق التي تصيب أكثر من 20% من مساحة الجسم تسبب إصابة في مختلف أجهزة الجسم وقد تؤدي إلى فشل بعض الأجهزة، كما أن الحروق الشديدة قد تؤدي إلى الوفاة أو إلى تشوهات مزمنة.
من ناحية العمق تقسَّم الحروق إلى ثلاث درجات: الدرجة الأولى وهي عبارة عن إصابة لطبقة البشرة، والدرجة الثانية تكون الإصابة في طبقة البشرة وجزء من طبقة الأدمة، والدرجة الثالثة تكون الإصابة لكامل سمك الجلد.

كم عدد الحالات التي يتم تنويمها في المستشفى بسبب الحروق؟

عدد حالات التي يتم تنويمها سنويا في مختلف مستشفيات السلطنة يفوق 500 حالة منها أكثر من 200 حالة تنوَّم في وحدة الحروق المركزية بمستشفى خولة ونصف الحالات التي تنوَّم سنويا في المستشفى هي من الأطفال ما دون سن العاشرة.
كما أن هناك أفكارا كثيرة خاطئة في المجتمع عن كيفية التعامل مع الحروق وعدم دراية بمسبباتها وكيفية الإسعافات الأولية وأكثرها نتيجة التعرّض للسوائل الساخنة أو التعرّض المباشر للنار.

ما هي أكثر أنواع إصابات الحروق حدوثا؟

قد تكون إصابات السوائل من الشاي أو القهوة أو أثناء غلي الأرز أو من الزيت الساخن، وعادة تصيب الأطفال أثناء وجودهم في المطبخ. وعمق الحرق في هذه الحالات يعتمد على مدة التعرّض ودرجة الحرارة ونوعية السائل حيث إن الزيوت تسبب إصابات أعمق.
والتعرّض المباشر للنار يحصل أحيانا أثناء الطبخ حيث إن النار عندما تلامس الملابس تنتشر بسرعة وتسبب إصابات شديدة وقد يحصل أحيانا عند استخدام البخور. الأطفال عادة يصابون عند اللعب بأعواد الثقاب. الإصابات هنا تكون عميقة وشديدة وتشمل مساحة كبيرة من الجسم.
والحروق الكيماوية تحدث نتيجة المواد المستخدمة في البيوت لتسليك المواسير، وهذه المواد تكون على شكل بودرة أو سائل، كذلك عدم التعامل بحذر مع هذه المواد وعدم قراءة التحذيرات المكتوبة يؤدي إلى حروق كيماوية وعادة تكون عميقة. كما يوجد نوع آخر من إصابات الحروق مثل الحروق الكهربائية وتحدث للكبار عند التعامل مع الأسلاك أو الأطفال عند اللعب بمخارج الكهرباء وهذه الحروق تحصل من كهرباء فرق الجهد المنخفض عادة ولا تسبب ضررا كبيرا للمصاب، لكن إصابات فرق الجهد العالي تكون شديدة وقد تؤدي إلى الوفاة نتيجة توقف القلب، أو إلى فقد الأطراف. بينما الحروق الأخرى تحصل عند لعب الأطفال بالمكواة أو الفحم الساخن أو وضع أيديهم أثناء استخدام الآباء لآلات الجري في البيت. هذه الحروق عادة تكون في منطقة محدودة كاليد ولكن في معظم الأحيان تكون عميقة.

ما هو أشد وأخطر أنواع الإصابات

من وجهة نظرك؟

من الإصابات الخطيرة التي تحدث في السلطنة انفجار الغاز. هذه الإصابة تحدث نتيجة تسرّب الغاز في المطبخ لمدة طويلة وليس بسبب انفجار الأسطوانة. هذه الإصابات مميتة في معظم الأحيان ومن السهل تجنبها بإغلاق الأسطوانة بعد الانتهاء من الطبخ.
الإصابة الاستنشاقية هي إصابة نتيجة استنشاق الدخان. هذه الإصابة تصيب المجاري الهوائية والرئة وأيضا يحتوي الدخان على غازات سامة مثل أول أكسيد الكربون والسيانيد.

رسالة توجهها للقراء؟

من الضروري المعرفة بالإسعافات الأولية للحروق وذلك لتقليل شدة الإصابة. هناك كثير من المفاهيم الخاطئة لدى الناس حيث إنهم يعتقدون أن وضع بعض المواد الموجودة في البيت على الحرق يساعد على تقليل آثاره. الإسعافات الأولية تعتمد على نوعية الإصابة ففي البداية يجب إخراج المصاب من مكان الدخان في حالة وجوده، وإغلاق مصدر الكهرباء في حالة الإصابة الكهربائية وفي حالة وجود النار في الملابس على المصاب مباشرة أن يتوقف وينام على الأرض ويتقلب يمنة ويسرة حتى تنطفئ النار ثم يجب إزالة الملابس المحروقة. بعد ذلك يجب صب الماء البارد (وليس الثلج) على الحرق لمدة 20 دقيقة على الأقل. ويفضّل أن تكون درجة حرارة الماء حوالي 15 درجة مئوية. يجب التوقف عن صب الماء في حالة انخفاض حرارة الجسم أقل عن 35 درجة مئوية. بالنسبة للحروق الكيماوية فيتم التعامل معها بطريقة مختلفة حيث يجب إزالة البودرة في البداية وذلك لأنها تتفاعل مع الماء وفي حالة صب الماء عليها مباشرة فهذا يؤدي إلى تفاقم الإصابة. بعد إزالة البودرة بشكل كامل يتم صب الماء ولكن لفترة أطول.
بعد الإسعافات الأولية أو خلال تقديم الإسعافات الأولية يجب أخذ المريض إلى أقرب مستشفى حيث تتم المعاينة. في حالة الإصابة الاستنشاقية فإن المريض قد يتم وضعه على آلة التنفس ويوضع في غيبوبة اصطناعية. في حالة الحروق التي تغطي مساحة أكثر من 10 % من الجسم يحتاج المريض إلى سوائل عن طريق الوريد. في حالة الحروق العميقة يحتاج المريض لعمليات ترقيع جلدي. الرقعة يتم أخذها من الأجزاء السليمة غير المصابة. وبالنسبة للرقعة الجلدية فإنها تختلف عن الجلد الطبيعي. ما يجب معرفته عن الحروق العميقة أنها تترك آثارا لا يمكن التخلص منها لذلك يجب أن يكون هناك وعي بالمشكلة وتجنبها. وبالإضافة إلى الآثار والتشوهات قد تحدث انكماشات حول المفاصل وهذا يستدعي عمليات أخرى لعلاج الانكماشات. أيضا قد يحدث تضخم في الندب مما يستدعي استخدام لبسة ضاغطة لفترة لا تقل عن سنة. وأيضا احتمال الوفاة من الحروق وارد ويزيد حسب زيادة مساحة الجسم المحروقة.
ما نريد قوله إنه في حالة الحروق فإن الوقاية خير من العلاج. يجب على الإنسان أن يكون عنده إدراك ووعي بالمسببات ويجب أخذ جميع الاحتياطات اللازمة. فالأطفال يجب أن يكونوا بعيدين عن المطبخ، والسوائل الساخنة يجب أن تُترك بعيدا عن متناولهم ويجب إبقاء أعواد الثقاب بعيدة عنهم وكذلك المواد الكيماوية. كما يجب ألا يقترب الأطفال من آلات الجري الرياضــــــية الموجودة في البيت ويجب أن تكون المكواة بعيدة عن الأطفال. على الكبار أخذ الحيطة عند الطبخ وعلى المرأة استخدام ملابس طبخ غير قابلة للاشتعال.

كذلك عند استعمال البخور يجب أخذ الحيطة لكي لا تلامس النار الملابس. كما يجب إغلاق أسطوانة الغاز بعد الطبخ واستعمال أدوات كشف الدخان والغاز. بالنسبة للمواد الكيماوية وخاصة مسلك الأنابيب المسدودة فيجب قراء التعليمات بعناية شديدة ويجب أخذ الحيطة عند استخدام هذه المواد ويجب إبقاؤها في أماكن آمنة في حالة التخزين.