المجلس العماني للاختصاصات الطبية يحتفل بتخريج 81 طبيباً

بلادنا الثلاثاء ٠١/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٢٦ ص

مسقط - ش

احتفل المجلس العماني للاختصاصات الطبية مساء أمس الاثنين بتخريج 81 طبيبا من الدفعة السابعة للعام الأكاديمي (2014 – 2015) من أطباء المجلس العماني للاختصاصات الطبية وذلك برعاية وزير الصحة معالي د. أحمد بن محمد السعيدي.
ويأتي تخريج هذه الدفعة في 15 تخصصا طبيا شملت تخصصات: التخدير، والكيمياء الحيوية، وتخصص الأمراض الجلدية، وتخصص الأنف والأذن والحنجرة، وتخصص طب الطوارئ، وتخصص طب الأسرة، وتخصص الجراحة العامة، تخصص أمراض الدم، تخصص الأنسجة، تخصص الطب الباطني، وتخصص طب العيون، كذلك تخصص طب الأطفال، وتخصص جراحة الوجه الفم والفكين إضافة إلى تخصص الصحة النفسية والطب السلوكي، وأخيرا تخصص الأشعة.
كما يأتي هذا الاحتفاء بالأطباء العمانيين بعد أن أكملوا فترة التدريب في المجلس والتي تراوحت من أربعة إلى ستة أعوام أكاديمية، حيث أقيم حفل تخريج الدفعة السابعة في فندق جراند حياة مسقط.
بدأ الحفل بآيات من الذكر الحكيم، ثم كلمة ترحيبية قدمها الرئيس التنفيذي للمجلس العماني للاختصاصات الطبية، سعادة د.هلال بن علي السبتي، وأشار فيها إلى ذكرى إنشاء المجلس العماني للاختصاصات الطبية الذي سيكمل عقدا من الزمن، وأنها مناسبة مهمة، شكلت وما تزال علامة لتطوير كوادر طبية متخصصة في السلطنة، وما تبعها من جهود المخلصين من أبناء الوطن مليئة بالانجازات وتخطي مراحل كبيرة، في فترة تُعد قصيرة من عمر المجلس. كما أشار كذلك إلى إن هذا الجيل قادر على بدء مرحلة نوعية وذلك بتقديم خدمة متميزة بضوابطها وخصائصها، تنطلق من خلال دوافع تسمو بالفرد وتميزه بين أقرانه.
وأشار كذلك إلى إن الطريق ما يزال طويلا، والمرحلة المقبلة بكل شؤونها تتطلب منا جميعا عناية وتفكيرا عميقا وتقديما لأولويات كالتعليم والتدريب كبنية تحتية ثابتة الجذور في عالم متغير.
وقدم البروفيسور واللورد آرا دارزي، وهو وزير سابق في المملكة المتحدة، كلمة تشجيعية نتيجة لجهوده بعد أن وضع خطة لتطوير نظام الرعاية الصحية التي تُعتبر الأهم في السنوات الأخيرة، تبعتها فقرات شعرية إضافة إلى كلمة هيئة التدريب.

تنويع الخبرات

كلمة الخريجين قدمتها د. مايسة بنت حمد الكيومية، خريجة تخصص طب الأسرة حيث ورد فيها: إن الحكومة الرشيدة تحت ظلّ القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظّم – حفظه الله ورعاه – ما زالت تولي العناية المركّزة بالملف الطبي، وتؤكّد رعايتها بمجالاته التخصصيّة، وتوصي الجهات المعنية ذات العلاقة بتقديم كلّ ما من شأنه الارتقاء بمستوى الكفاءة الوطنيّة في هذا المجال، والعمل على تنويع الخبرات. ومما يبعث على الفخر والاعتزاز أن نجد الأطباء العمانيين حاضرين في جميع التخصصات، وهذا إيذان حقيقي بدرجة الوعي العماني في مواكبة الوقع العالمي في هذا الاتجاه، وبرهان على الإحساس بتحمّل المسؤولية تجاه الوطن والمواطن.
وأضافت: إن هؤلاء الخرّجين والخريجات، هم أصحاب رسالة وطنية ومهنية، ولهم الحق الأصيل في أن نصفهم بـ (الأطباء المبدعين)، وهذا إنجازهم المقدّر، وإنهم في سعي دؤوب في التواصل مع الأكاديميات والجامعات العالمية ذات الاختصاص، ويرغبون دائما في الاطلاع على ما يقدّمه الحقل الطبي من مفردات حديثة، ومن تجديدات ومن زيادات في تخصصاتهم العلمية، وهم واثقون بأنهم سيجدون البيئة المحفّزة التي تدعم توجهاتهم، وأن تكون لهم مشاركات فاعلة في الندوات والمؤتمرات للدخول إلى نادي المنافسة على المستوى الدولي.
وأكدت بالقول: يجدر بنا أن نثمّن العمل البناء الذي يقوم به المجلس العماني للاختصاصات الطبية منذ إنشائه، وأن نعترف بدوره الحيوي في تنوير الطاقات العاملة في هذا الميدان، وأن نقدّم شهاداتنا على أدائه وإجادته.
بعد ذلك تم تكريم المتدربين المجيدين والهيئة التدريبية، من ثم سلمت شهادات التخرج للخريجين.
ويتدرب الطبيب المقيم في المجلس بالمراكز التدريبية المختلفة كمستشفى جامعة السلطان قابوس، والمستشفى السلطاني، ومستشفى النهضة، ومستشفى خولة، ومستشفى الشرطة، ومستشفى القوات المسلحة، ومستشفى المسرة، بالإضافة إلى مركز المحاكاة الطبي. ويسعى المجلس إلى فتح المجال لتدريب الأطباء في المستشفيات المرجعية في مختلف محافظات السلطنة.
وبالإضافة إلى التدريب داخل السلطنة فإن المجلس العماني للاختصاصات الطبية يوفد العديد من الأطباء للتدرب خارج البلاد، ذلك من أجل اكتساب المزيد من المهارات والخبرات المتنوعة، حيث أنهى 24 طبيبا في عام 2015م تدريبهم الطبي في العديد من الدول كالمملكة العربية السعودية، والمملكة المتحدة، وكندا، واستراليا، وجمهورية سنغافورة، وجهورية الهند. وضمت 11 تخصصا طبيا.

انطباعات الخريجين

وحول انطباعات الخريجين في يوم التخرج قال د. الوليد بن أحمد المحروقي خريج تخصص طب الأسرة: كان التحاقي بالمجلس العماني للاختصاصات الطبية فرصة كبيرة، فتحت لي آفاقا رحبة من التفكير العلمي وإعداد البحوث العلمية. شعوري اليوم لا يوصف بعد قضاء أربعة أعوام في مختلف المراكز التدريبية وما اكتنفها من صعوبات وتحديات وذكريات جميلة. أوجه شكري لعائلتي التي وقفت عندي طوال أعوام الدراسة، كما أشكر اللجنة العلمية، وكل الزملاء، والرئيس التنفيذي في المجلس.
د. أيمن بن خميس الوهيبي، خريج تخصص الطب الباطني قال: تعود بي الذكريات إلى الوراء، لتعيد إليّ أحاسيس تخرّجي كطبيب عام، والتي احتضنتني سنين طوال أُرهقَ فيها كاهلي بتعب الدراسة ومُلئت ذاكرتي بمئات بل آلاف المواقف التي لا تُنسى اليوم وأنا قد أنهيت جميع المقررات والبرامج العملية والدورات التخصصية والاختبارات المطلوبة سواء داخل السلطنة أو خارجها، لهو أمرٌ يبعث في نفسي فرحًا غامرًا وسعادةٌ تكاد لا تصفها الكلمات والأحرف في أيٍّ من اللغات..سعيدٌ جدًا ومملوءً بالعزم والإصرار على تحقيق الأفضل دائمًا. أحببت تخصّص الطب الباطني وسأعمل بقصارى جهدي لأرى بسمةً تتجلّى على شفاه مريضٍ في ساعة معرفته بتحسّن وضعه الصحّي.أحلم بتقديم العون والمشورة الطبيّة لكل محتاج، وأنا بكامل استعدادي لتطبيق كل ما تعلمته ومارسته في تخصصي.
وقالت د. خولة بنت محمد المنذرية، خريجة تخصص التخدير: التحقت ببرنامج التخدير والعناية المركزة قبل خمس سنوات.. وكان اختياري لهذا التخصص بناء على رغبتي الذاتية والتي لاقت تشجيعا من الأهل والأصدقاء.. حيث إن هذا التخصص يعتبر من التخصصات الضرورية وذلك أن نسبة التعمين فيها تعتبر ضئيلة جدا مقارنة بالتخصصات الأخرى. وهو من التخصصات المطلوبة والتي تساهم بشكل كبير في خدمة المجتمع. في بداية مشوار تخصصي كانت تساورني هواجس الالتحاق بالتخصصات خارج الوطن حيث إنني لم أكن أدرك فاعلية برنامج التخصص في بلادي واجهت صعوبات في بداية مشوارالتخصص ولكني تكيفت مع الوضع وذلك يعود إلى الجهود المبذولة من قبل القائمين على هذا البرنامج.
أما د. حنان بن أحمد المحروقية، خريجة تخصص طب الأطفال فقالت: لقد ساهم المجلس العماني للاختصاصات الطبية بتنمية وتطوير مهاراتنا المختلفة الطبية منها والأكاديمية، ورغم الضغوطات التي كنا نواجهها بحكم الدراسة والعمل والمناوبات في نفس الوقت إلا أننا قضينا سنوات ممتعة ورائعة. وقد تخرج من هذا المجلس أطباء عمانيون أكفاء في مختلف التخصصات وبالنسبة لبرنامج طب الأطفال فمن وجهة نظري أنه برنامج متكامل ومكثف ويغطي جميع التخصصات الفرعيه لطب الأطفال. وهدفي أن يكون أطفال عمان أصحاء، لذا سأسعى في توعية الآباء والأمهات بمختلف الأمراض الجينية والأمراض الشائعة بالسلطنة كأمراض الدم بمختلف أنواعها وأمراض الصدر كالربو وغيرها.

مؤسسة شاملة

د. مها بنت سعيد اليحيائية، خريجة تخصص أمراض الدم، قالت إن المجلس من وجهة نظري مؤسسة كاملة وشاملة لجميع وسائل التدريب. وقد أتاح المجلس فرصة لتدريب الكوادر العمانية بسبل متطورة وحديثة ومطابقة للمؤسسات العالمية. وأشعر في هذا اليوم بالفخر، والعزة، والفرحة، والغبطة.. معان كثيرة لا يمكنها وصف الشعور الموجود داخلي.
وقال د.نبيل بن خلفان الهاشمي، خريج تخصص طب الطوارئ في المجلس العماني للاختصاصات الطبية إن للمجلس دورا كبيرا في توفير البيئة العلمية المناسبة للتدريب والبحوث العلمية وفي تهيئتنا لاجتياز الامتحانات الدولية في التخصص كما ساهم في تطويرنا والارتقاء بالتنمية المعرفية في التخصص. أما الحصول على شهادة الاختصاص من المجلس العماني فهو يمثل ثمرة وحصاد ما بذله المدربون الأفاضل في تعليمنا وتدريبنا كذلك هو تتويج للجهد المبذول خلال الخمس السنوات الماضية للمتخصص. وإن تخرجنا من المجلس هو مواصلة للمشوار العلمي والعملي في تخصص طب الطوارى ونهدف للتخصصات الفرعية في هذا المجال.
وعبرت د. آمنة بنت أحمد الحراصية، خريجة تخصص طب الأسرة عن مشاعرها بالقول: في بدايات التحاقي بالمجلس لم أكن أعلم حجم ما سأتعلمه وكانت لدي رغبة جامحه للسفر والتخصص بالخارج وفعلا بفضل الله وفقت للقبول بجامعة تورنتو الكندية للتخصص ولكن لظروفي العائلية تخليت عن البعثة وواصلت الدراسة بالمجلس. الآن، بعد التخرج لا أجد أن هناك فرقا كبيرا خصوصاً أن تخصصي هو طب الأسرة والمجتمع والذي يحتاج إلى علاقة مباشرة وحوار مع المرضى ما لن أمارسه في الخارج لاختلاف المجتمع. وقد تعلمت الكثير في فترة التخصص في المجلس، ما يؤهلني لحمل هذه الشهادة بفخر.
أما د. فيصل بن عبدالله الصوافي، خريج تخصص طب الطوارئ فقال: إن المجلس أضاف لنا الكثير من الخبرات والمؤهلات في كيفية الاستعداد والتحضير للحالات الطارئة والاستجابة السريعة للحوادث والتعامل معها وذلك من خلال التدريب في مختلف المستشفيات المرجعية الموجودة في السلطنة والعمل بجانب الاستشاريين من مختلف الأقسام الموجودة داخل هذه المستشفيات، كما تم إرسالنا لعمل دورة في الولايات المتحدة الأمريكية لكسب الخبرة في هذا المجال. كذلك فتح لنا المجلس المواقع العالمية الطبية في الإنترنت التي تساعدنا للاطلاع على كل ماهو جديد في عالم الطب من خلال نشر البحوث والتقارير الطبية. وقد وفقنا الله للحصول على شهادتين، شهادة الاختصاص من المجلس العماني للإختصاصات الطبية، وشهادة الاختصاص من (البورد العربي)، وهذا إنجاز يفتح لنا كأطباء الفرص لإكمال التدريب في دول أمريكا الشمالية وأوروبا وإستراليا.
د. سعيد بن سالم الكعبي، خريج تخصص الصحة النفسية والطب السلوكي، قال: منذ دخولي المجلس العماني كمتدرب في تخصص الصحه النفسية والطب السلوكي والمجلس في تطور مستمر، الأمر الذي انعكس إيجايبيا على مستوى المتدربين والتحصيل العلمي. ودوري سيكون بإذن الله دورا فعالا في مجالي لاسيما أن البلد لايزال يعاني شحا في الموارد الطبية في تخصص الطب النفسي.
وقالت د. مايسة بنت حمد الكيومية، خريجة تخصص طب الأسرة: طموحاتي كطبيبة في خدمة عمان والأسرة العمانية كبيرة لا تنتهي. ففي حين أعتز بمهنتي في خدمة إنسان هذا البلد العزيز كطبيبة وكل من يحتاج هذه المساعدة على هذه الأرض الطيبة، أتطلع إلى تمكين الطبيب العماني من تنمية قدراته البحثية والابتكارية في الحقل الطبي الذي ينتسب اليه وتمكينه كذلك من الاحتكاك بالخبرات العالمية في علوم الطب المختلفة وتعزيزه بالموارد والامكانات اللازمة، فقد أثبت أن الطبيب العماني يتسم بالتفوق العلمي والإرادة القوية التي تضعه دائما في المقدمة. وعلى المستوى الشخصي أتمنى أن تتاح لي الفرصة القريبة كي اكمل دراستي واحصل على الزمالة الطبية وان يتاح لي مزيد من فرص المشاركات في المؤتمرات العالمية والاطلاع على التجارب المتقدمة في ميادين الطب المتسارعة.
أما د. فاطمة بنت خميس البادية – خريجة تخصص طب الأطفال فقالت: أعتبرها فرصة ذهبية أشكر عليها قائدنا المفدى أطال الله عمره. فترة التدريب أضافت لي الكثير من المهارات العلمية الطبية البحتة والمهارات الحياتيه بشكل عام، وخلال مسيرتي التخصصية كان المجلس ولا يزال في مرحلة تطور مستمرة، ولا يزال يأخذ خطواته للأعلى.
وأضافت: حصولي على شهادة إكمال التدريب وشهادة الاختصاص هو شرف لي وفي نفس الوقت مسؤولية كبيرة جدا. وختاما أبارك لجميع الخريجين والخريجات وأهدي تخرج الدفعة السابعة لمعلمنا الأول جلالته المفدى ولجميع أسرتي وخصوصا والدي الراحل جسدا ولكنه معي بروحه يشاركني فرحة تخرجي.
الجدير بالذكر أن المجلس العماني للاختصاصات الطبية أنشئ لتدريب الأطباء العمانيين الذين أتموا دراستهم الجامعية (البكالوريوس) في إحدى الجامعات والكليات المعترف بها في المجلس وأتموا فترة الامتياز في إحدى المستشفيات ليتم تأهيلهم مرة أخرى ليكونوا مختصين في أحد البرامج الطبية الـ 18 المعتمدة في المجلس وذلك بعد إجراء المقابلات الشخصية لانتقاء الأفضل منهم. كما تشمل سنوات التدريب في المجلس والتي تتراوح من 4 إلى 6 أعوام أكاديمية بحسب البرامج التدريبية، محاضرات نظرية وحلقات تدريبية باستضافة مجموعة من الخبراء من الدول المتقدمة طبيا وكذلك التحاقهم بالعديد من البرامج التدريبية داخل وخارج السلطنة وفقا للتعاون الدولي الذي يوليه المجلس رعاية خاصة. ويحصل الطبيب المقيم بعد إتمامه فترة التدريب بالمجلس على شهادة إكمال التدريب، وشهادة الاختصاص من المجلس العماني للاختصاصات الطبية والتي تماثل شهادة الدكتوراة مهنيا في أحد تخصصات الطب.