تذوق الأمانة والعطاء المتدفق

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٠٣/يناير/٢٠١٨ ٠٣:٥٢ ص
تذوق الأمانة 

والعطاء المتدفق

محمود بن سعيد العوفي

alaufi-992@hotmail.com

يكمن العطاء في العمل من خلال إخلاص الموظفين وإتقانهم في الأداء الواجب المناط لهم، بالإضافة إلى الاهتمام والتفاني في تنفيذ هذا العمل وإنتاجه على أعلى مستوى من الجودة المطلوبة، عن طريق اتباع وتنفيذ كل السياسات والتعليمات والقرارات التشغيلية والخاصة بمختلف أنواع المهام والأهداف، والملتزمة بكل الخطط الموضوعة والمطلوبة، بالإضافة إلى استخدام الخبرة العملية والمهنية الشخصية وكل أو بعض من المهارات و القدرات الخاصة، مع الاطلاع والتطوير والتعديل دوماً، وبما يتماشى مع مصلحة سير العمل، وكذلك الاستفادة قدر الإمكان من الخبراء والمتخصصين في نفس مجال العمل، وقال الله تعالى: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) التوبة: 105».

ويعد أداء الأمانة أحد الواجبات الوظيفية المطلوبة من الموظف سواء كان يعمل في القطاع الحكومي أو في القطاع الخاص، وبالتالي الوفاء بها ضرورة حتمية، فالمحافظة على أداء العمل بالدقة والإخلاص، وتنفيذ التعليمات، وعدم استغلال الموظف لمركزه الوظيفي لأهداف خاصة، يعد ذلك من أبرز وأنبل الواجبات الوظيفية، فإذا قام الموظف بأدائها حسب المحدد في الأنظمة والتعليمات فإنه يكون قد أوفى بالأمانة، التي تقوده إلى أداء عمل جيد بعيد عن الذاتية وقريب من خدمة المصلحة العامة.

كما لا يجوز للموظف أن يعمل بدون جد واجتهاد فيه، حيث تقول حكمة رائعة في هذا الجانب، «حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب، فكلما أحببنا ما نعمل كلما زاد اجتهادنا فيه»، وبالتالي فكلما اجتهد الإنسان في عمله زاد مصدر رزقه ودخله، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داود ـ عليه السلام ـ كان يأكل من عمل يده) رواه البخاري.
وعليه، فإن قيمة العمل والاجتهاد من أهم وأعظم القيم التي قامت عليها أغلب الشركات والمؤسسات من خلال موظفيها الذين آمنوا بهذه القيم، وكانت سببا من أسباب التطور والتقدم، حيث إنهم لم يفضلوا الكسل والخمول ولم يجعلوا مكاناً للتخاذل والفساد في مواقع أعمالهم بل اجتهدوا واخلصوا لأعمالهم ووطنهم، فهؤلاء لهم الشكر والثناء.
وبالتالي فمن الضرورة بمكان الاتجاه نحو العمل الجاد والاجتهاد والرؤية الصحية، والبحث عن خطط للتطوير وتنمية المهارات والقدرات التي نمتلكها والاستفادة الفعلية منها، حيث أن استثمار الإمكانات التي يمتلكها الشخص يحتاج إلى بذل الجهد والتحلي بالعلم والمعرفة وعدم الارتكان إلى السلبية.
لا أحد يصبح ذو شأن دون العمل، فالعمل الجاد هو دائماً أساس الإنجازات الكبيرة، ولا يأتي دون وضع الأهداف والتخطيط الحقيقي على أرض الواقع، مع الاستمرار على ذلك المسار، فهناك في الواقع قليلون جداً من فشلوا بعد اتباعهم نهج الاجتهاد والمثابرة للنجاح في الحياة، «ربما ستتقدم ببطء ولكن من المؤكد أنك ستتقدم».
أخيراً، إن مفتاح نجاح أي مؤسسة يتمثل في تمتع موظفيها بدرجة عالية من الإصرار والمثابرة والصبر، من أجل الوصول إلى الارتقاء في سلم المجد وتحقيق النمو، ورفع الهمم، للصعود على أعلى القمم.