"التوجيه الصوتي" إسهام عماني جديد في دراسة القراءات القرآنية

مزاج الاثنين ٢٩/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٠٥ م
"التوجيه الصوتي" إسهام عماني جديد في دراسة القراءات القرآنية

مسقط- العمانية

صدر في مطلع العام 2016م كتاب (التوجيه الصوتي للقراءات: بين ابن خالويه وأبي علي الفارسي دراسة وصفية تحليلية) للباحث العماني محمد بن سالم بن خلفان المسلمي ضمن منشورات دار كنوز المعرفة للنشر والتوزيع في الأردن. ويقع الكتاب في 227 صفحة ويتكون من مقدمة للدكتور سعيد الزبيدي ومقدمة المؤلف وتمهيدة للكتاب يلي ذلك ثلاثة فصول وخاتمة.
شغلت الدراسات النحوية الكثير من علماء العربية في الفترة المبكرة من ظهور تلك الدراسات في سياق الحضارة العربية، مما أدى إلى نشوء مدارس نحوية معروفة مثل مدرسة أهل الكوفة ومدرسة البصرة. ولن تكون الدراسة المتعلقة بالصوت وأهميته ببعيد عن مجال تلك الدراسات، كما لم يكن النص القرآني ببعيد عن الاحتجاج به لأسباب عديدة، ومن بينها تنوع القراءات القرآنية. وقد كان سيبويه واحدا من أبرز أعمدة مدرسة الكوفي وليس أدل على ذلك كتابه المشهور بـ"الكتاب". أما مدرسة البصرة فتمثلها جهود علمين بارزين هما الكسائي والفراء. وقد كان الاحتجاج بالقراءات من أبرز مناطق الخلاف بين المدرستين.
وينطلق هذا الكتاب من أهمية علم القراءات القرآنية ودوره في توجيه الدراسة اللغوية وظواهرها الصوتية بين علمين مشهورين: أبي عبدالله الحسين ابن خالويه (توفي 370هـ) في كتابه (الحجة في القراءات السبع) وهو كوفي المذهب، وأبي علي الفارسي (توفي 377هـ). في كتابه (الحجة للقراء السبعة) وهو بصري المذهب. وتسعى الدراسة إلى إثبات أن الدرس الصوتي عندهما متأثر بأحكام القراءات ويهدف الكتاب كذلك إلى تجديد النظر في كتب الاحتجاج للقراءات أو الاحتجاج بها من حيث التقصي والتدقيق لتصحيح منهج الاستدلال.
عالج المؤلف في التمهيد اختلاف المذهبين البصري والكوفي في النظر اللغوي وعلاقة ذلك بالقراءات. يتناول الفصل الأول ظواهر صوتية عرض لها قدامى اللغويين، وعلماء القراءات على وجه الخصوص لما لها من أثر في المعنى وتأثير في النفس فضلا عما ساد العربية من وصف لها، وببيان أحوال بنية المفردة.
أما الفصل الثاني فقد تطرق إلى دراسة الصوائت من أصوات اللغة حيث إن اللغة عبارة عن أصوات فإما أن تكون صائتة أو صامتة. والصائتة تنقسم إلى قسمين إما طويلة مثل الالف والواو والياء أو قصيرة كالحركات مثل الفتحة والضمة. وقد فصّل العلماء في الأصوات كثيرا ولكن مدار هذا الفصل يقوم على دراسة صفات الصوائت ومدى تأثيرها في قراءة القرآن.
أما الفصل الثالث فقد درس الباحث المسلمي فيه مجموعة من الصوامت وهي التي يسميها العرب القدامى الحروف التي وضعوا لها ضوابط من خلال تأليف الكلمة منها، والنظر في تجاوزها وتأثير بعضها ببعض.