أندية شاطئ العذيبة

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢٧/ديسمبر/٢٠١٧ ٠٢:٥١ ص
أندية شاطئ العذيبة

علي بن راشد المطاعني

ali.matani@hotmail.com

في الوقت الذي تنتهج فيه الحكومة سياسة ترشيد الإنفاق وتوجه الجهات والوزارات لتخفيض المصروفات عملا بما فيه صالح المواطن في نهاية المطاف، إلا إنه وفي بعض أوجه الصرف في بعض المرافق نجد أنها في منأى عن هذه الخيارات الصعبة، إذ نجد لدى بعض الجهات أندية ترفيهية لموظفين تابعين لها، وتقع في أفضل المواقع، وتكاد أن تكون خالية على مدار الأسبوع من المنتسبين لها للعديد من الاعتبارات كالاشتغالات الحيوية وتوفر وسائل الاتصال، ووجود فنادق ومراكز ترفيه خاصة.

لا شك أن مبدأ خفض الإنفاق مطلوب وله أهميته على جميع الأصعدة لاسيما ونحن ومنطقتنا نعايش هذه الظروف الاستثنائية والمعروفة للجميع، لكن هناك وفي المقابل أولويات تجعل من هذا المبدأ ضرورة من الضــروريات، فشتان ما بين تخفيض الإنفاق في إطار هدف سام ونبيل، وما بين صرف بذخي على مرفق لا يخدم إلا بعض أفراد من الناس.

فإذا كانت مقتضيات المراحل السابقة فرضت وجود أندية لبعض الجهات لعدم توافر المنشآت الترفيهية والمراكز التجارية والفنادق، فإنه وفي الوقت الراهن وبعد أن دار الزمان دورة كبيرة فإن استمرار هذه الأندية المكلفة لا مبرر له، إذ هو يحمّل الدولة أتعاب إضافية في هذه المرحلة الدقيقة وهو ما نأمل أن تعيه هذه الجهات وتتنازل من تلقاء ذاتها عنها وتسلمها لوزارة السياحة لعرضها للبيع لإقامة منشآت ســياحـية تســهم في رفد هذا القطاع الحيوي.
وعندما تدلف إلى هذه الأندية التي بنيت على أعلى المستويات المعمارية من حيث التجهيزات والإمكانيات تنبهر بما تشاهده، ولكن في ذات الوقت تتحسر على القيمة المضافة لهذه الأندية ومدى الاستفادة منها بشكل يتوافق مع ما صرف عليها مضروبا في نفقات تشغيلها السنوية، وذلك كله في مقابل ما تقدمه من خدمات أضحت اليوم تقدمها الفنادق والمطاعــم ‏بفئاتها الأولى أو الممتازة.
بالطبع هناك من يقدم تفسيرات أن هذه الأندية أقيمت تلبية لمتطلبات فئات ومستويات معينة، ولكن هذا الطرح غير دقيق، ويتضح ذلك عندما نشاهدها فارغة من المنتســبين لها والتي قيل إنها بنيت من أجلهم، فضـــلا عن أن هناك بدائل كثيرة كالمجالــس الخاصــة والقاعات في الفنادق التي يمكن تؤدي نفس الدور بل وأفضل وبأقل التكاليف مقارنة مع ما يصرف عليها.
نأمل من الجهـات المختصة وبمبادرة منها أن تسلم هذه الأندية إلى السياحة لطرحها للاستثمار كمنشآت فندقية في إطار تأكيد معنى ومغزى الإيثار المحمود في القرآن، وسيبدو هذا الإيثار رائعا عندما يتسربل كالغيث من جهات مسؤولة وكبيرة وهذا عينه هو القدوة الحسنة في منظومة بناء الأوطان.