لماذا فبراير الحالي 29 يومًا؟

مزاج الاثنين ٢٩/فبراير/٢٠١٦ ٢١:٣٥ م
لماذا فبراير الحالي 29 يومًا؟

اليوم هذا الشهر ينتهي بأيامه الـ29، والمعروف عنها أنها لا تأتي سوى مرة كل 4 سنوات، فيما يُعرف بالسنة “الكبيسة”، فما معنى ذلك؟ ولماذا يأتي شهر فبراير بيوم زائد في هذه السنة، وكل 4 سنين؟ وما سبب حدوثها؟

السنة الكبيسة هي التي يُضاف فيها يوم إلى نهاية شهر فبراير ويكون ذلك كل أربع سنوات، نظرًا للتفاوت في النظام الشمسي مع التقويم الميلادي، إذ إن الدورة الكاملة للأرض حول الشمس تستغرق بالضبط 365.2422 يومًا لتكتمل، أي 365 يومًا و5 ساعات و48 دقيقة و45.5 ثانية، ولذلك يتم إضافة ثوان كبيسة -وسنوات كبيسة- كوسيلة للحفاظ على تزامن الساعات والتقويمات مع الأرض وفصولها، وإلا فإن فصول السنة الأربعة، الشتاء والربيع والصيف والخريف، لن تحافظ على توقيتها مع مرور الزمن.

وبكلمات أخرى، إن لم يكن هناك سنة كبيسة، فإن التقويم سيكون متأخرًا يومًا واحدًا كل أربع سنوات، ما يساوي خمسة وعشرين يومًا كل مائة عام، وعدم تعديل التقويم سيعني أن شهر تموز مثلًا، سيكون في منتصف موسم الشتاء.ومن المعلوم أن التقويم الروماني كان يقسّم السنة إلى عشرة أشهر، وأن السنة كانت في مرحلة معينة مكونة من 355 يومًا، يُضاف إليها شهر من 22 يومًا كل سنتين، حتى صار “يوليوس قيصر” إمبراطورًا، عام 46 قبل الميلاد، وأمر عالم الفلك لديه “سوسيجينيس” بوضع نظام أفضل للقرن الأول.

ومن ثم استقر “سوسيجينيس” على 365 يومًا في السنة، مع يوم إضافي كل أربع سنوات لدمج الساعات الإضافية، ويُضاف هذا اليوم إلى شهر فبراير/شباط، ليصبح 29 يومًا مرة كل أربع سنوات.ولكن كما هو ملاحظ، تبقى السنة اليوليانية أطول من السنة الشمسية بـ11 دقيقة و14.5 ثانية، مما أدى في عام 1582 إلى حلول الاعتدال الربيعي قبل موعده بعشرة أيام.

وبسبب ذلك، قام فلكيو “البابا غريغوري” الثالث عشر، حذف عشرة أيام من التقويم، وذلك بأن يكون اليوم الموالي للخميس 4 أكتوبر 1582 هو الجمعة 15 أكتوبر 1582، ومن ثمّ إرجاع السنوات القرنية غير القابلة للقسمة على 400 لتكون سنوات عادية، أي غير كبيسة (وذلك مثل 1700، 1800، 1900، 2100، 2200 ، ...).

وسُمي هذا بالتقويم الغريغوري أو الميلادي، واعتُمد حينها في أغلب الدول الأوروبية كفرنسا، وعندما اعتمدته بريطانيا عام 1752 كان الفرق قد وصل إلى 11 يومًا، وكان اليوم الموالي للأربعاء 2 سبتمبر/أيلول 1752 هو الخميس 14 سبتمبر/أيلول 1752، ويصل الفرق الآن إلى 13 يومًا.وتم اعتماد التقويم الغريغوري في روسيا عام 1918 وفي اليونان عام 1923.

ومن الطرائف، أن نجد لغزًا شهيرًا في مواقع الإنترنت نصه: “في الساعة 15:45 يوم 7 مايو/أيار عام 1590، انطلقت سفينة محملة بالخشب الثمين من ميناء نانت بفرنسا، وبعد رحلة طويلة وشاقة وصلت إلى ميناء لندن يوم 7 مايو/أيار 1590م، في الساعة 15:48، فكيف تمت هذه المعجزة؟”

فالظاهر من اللغز أن الرحلة لم تدم سوى ثلاث دقائق، ولكنها في الحقيقة دامت 10 أيام، وهي المدة الحقيقية التي تفصل توقيت المدينتين في تلك الفترة.أما الثانية الكبيسة، فليست لها علاقة مباشرة بالسنة الكبيسة، ولكنهما وضعتا لغرض الحفاظ على دوران الأرض متماشية مع ساعاتنا وتقويماتنا. والثواني الكبيسة تضاف لجعل دوران الأرض متماشيًا مع الوقت الذري.

وقد أضيفت ثانية كبيسة في نهاية يونيو من العام الماضي، مباشرة قبيل قراءة عقارب ساعة منتصف الليل الساعة 11:59:60.أما الوقت الذري فهو ثابت، لكن دوران الأرض يتباطأ تدريجيًا بنحو جزأين من الألف في الثانية في اليوم الواحد، ومن ثم فإن الثواني الكبيسة حاسمة لضمان عدم تباعد الزمن الذي نستخدمه مع الزمن المبني على أساس دوران الأرض.وإذا ترك هذا الأمر دون رقابة فسيؤدي في النهاية إلى أن تبين الساعات حدوث منتصف النهار في الليل.

ومن الحقائق عن السنة الكبيسة أن الأزواج في اليونان غالبًا ما يتجنبون الزواج في هذه السنة اعتقادًا بأنها فأل سيء.كما يصادف يوم 29 فبراير/شباط أيضًا يوم الأمراض النادرة، وهو يوم للتوعية بالأمراض النادرة التي تؤثر في نسبة صغيرة من سكان العالم.