في ظل انخفاض أسعار النفط والمنافسة الشرسة في الأسواق، تحاول الشركات النفطية أن تسلك طرقا عدة للحفاظ على عملائها.واستخدمت مؤسسة البترول الكويتية لعبة الغولف وسيلة لتوطيد علاقتها مع العملاء، حيث أتى عملاء نفطيون من الشرق والغرب لممارسة هواية الغولف في هواء الكويت الطلق، لعلى وعسى أن تصيب اللعبة أهدافا بعيدة المدى وتحظى مؤسسة البترول من خلالها بعقود أكبر مع زبائنها.
وتقول نغم العمر مديرة مبيعات المشتقات البترولية بمؤسسة البترول الكويتية إن "الهدف من لعبة الغولف هو تقوية العلاقة بينا وبين الزبائن وفتح "نيو بزنس" وتصير "ميانة" بيننا وبينهم وليست علاقة "فورمال".. في أول مرة نظمنا الدورة أتت بعقود، ونتوقع هذه المرة توقيع عقود جديدة".
ولطالما اعتبرت الغولف لعبة أرستقراطية يمارسها رجال الأعمال الأثرياء، حيث تتحفز الطاقة الإيجابية في المساحات الخضراء الواسعة البعيدة عن روتين المكاتب، وتفضي عادة إلى اتفاق بين اللاعبين الكبار على صفقات من الطراز المخملي.ويقول جمال السنعوسي، مدير الاتصال بمؤسسة البترول الكويتية: "لعبة الغولف أخذ عنها على أنها لعبة التجار، حيث يصلون إلى اتفاق من خلال اللعبة، وإن شاء الله نحن سنصل إلى اتفاق من خلال العقود مع الزبائن".
وفعليا، على أرض الملعب، أصابت لعبة الغولف أهدافها عبر إعلان مؤسسة البترول أنها وقعت خلالها عقدا ضخما لتصدير 100 ألف برميل نفط يوميا وبعائد ملياري دولار سنويا. ويأتي هذا التوقيع رغم ظروف أسواق النفط الصعبة التي تنتظر دخول إيران المنافسة وترجيح تقديم المنافسين خصوما أعلى، فما هي استراتيجية المنافسة لدى الكويت في ظل هذه التحولات في الأسواق.
ويقول عبدالقادر الفريجي، رئيس وحدة التأجير بمؤسسة البترول الكويتية: "في ظل أسعار النفط الحالية والمتغيرات مع دخول إيران سنرى ردة فعل السوق، وبعد ذلك نبني استراتيجية توازي أو تماشي ردة الفعل في السوق".
ولا شك أن معركة النفط الدائرة منذ أكثر من عام ونصف العام تضع المنتجين أمام ظروف صعبة لتقديم كل التسهيلات للمستهلكين للمحافظة عليهم، بما فيها وسائل الترفيه، فلطالما كانت العلاقات الشخصية التاريخية مفتاحا لعلاقات عمل طويلة المدى، وهو ما يضع -ربما- المنتجين القدامى كالكويت والسعودية والإمارات في خطوة متقدمة على الداخلين الجدد للأسواق.
المصدر:العربية