علي فينوسا-ترجمة: أحمد بدوي
الآثار الإيجابية لممارسة الرياضة بوجه عام موثقة جيدا، والنشاط البدني يبعد السمنة وأمراض القلب والسكري كما يعزز قدرات مجموعة من وظائف الجسم الأخرى للعمل بشكل صحيح، والآن يعتقد فريق باحثون من جامعة كولورادو بولدر أننا يمكن أن نضيف الى تلك القائمة النشاط الميكروبي للجهاز الهضمي.
وخلصت الدراسة التي نشرت في دورية علم المناعة وبيولوجيا الخلية the journal Immunology and Cell Biology الى ان ممارسة الرياضة في سن مبكرة يمكن أن تغير ميكروبات القناة الهضمية الى الأفضل. ووجد الباحثون أن التعود على ممارسة التمارين الرياضية في مرحلة مبكرة يساعد على تحسين الصحة من خلال تعزيز نشاط أفضل للدماغ وكذا النشاط الأيضي. وفي الخبر الصحفي قالت البروفيسور مونيكا فليشنر أستاذ علم وظائف الأعضاء التكاملي في جامعة كولورادو وقائدة فريق البحث أن أداء التمارين الرياضية يؤثر على العديد من جوانب الصحة، سواء التمثيل الغذائي أو النشاط العقلي والآن فقط بدأنا نتنبه الى تأثيرها على لدونة ميكروبات الأمعاء وهو محور الدراسة.
والمعروف أن أمعاء الإنسان تعج بتريليونات من الكائنات الدقيقة التي تقيم في الأمعاء منذ الولادة، وهذه الكائنات تقوم بدور حاسم في تطوير نظام المناعة وكذا العديد من الوظائف العصبية، كما أنها قادرة على إضافة ما يصل إلى 5 ملايين جين الى الصورة الجينية للشخص. ويعتبر الخبراء أن للأمعاء تأثير هائل على علم وظائف الأعضاء البشرية.
وعلى الرغم من أن المجتمع الميكروبي يتميز بالليونة بما في ذلك أنه يكون عرضة للتغيرات أثناء النوم ومع الأنماط المختلفة للنظام الغذائي، إلا أن الباحثين كشفوا أن الكائنات الدقيقة في الأمعاء تكون في ذروة اللدونة في سن مبكرة. ومن خلال تجارب المختبر وجد الباحثون أن الفئران التي تمارس النشاط البدني يوميا تطورت لديهم المزيد من الهياكل الميكروبية المفيدة مقارنة بالمجموعة التي ظلت خاملة ولم تمارس النشاط أو تلك التي تأخر ممارستها حتى وقت متقدم في العمر.
ولم يستقر الباحثون بعد على تحديد السن الدقيق الذي يكون المجتمع الميكروبي في الأمعاء أكثر عرضة للتغيير، ولكن يبدو أن هذه النتائج الأولية تشير إلى انه كلما بدأت في وقت مبكر كانت النتائج أفضل.
وأوضحت فليشنر أن المجتمع الميكروبي القوي الصحي يعزز وظيفة الدماغ، حتى أنه يوفر تأثيرات مضادة للاكتئاب. وقد أشارت الأبحاث السابقة حول هذا الموضوع أن الدماغ البشري يستجيب للإشارات الميكروبية من الأمعاء ، مع أن الطريقة الدقيقة التي يحدث بها هذا الاتصال لا تزال غير واضحة.
وتقول آنيشكا ميكا، وهي طالبة دراسات عليا في قسم وظائف الأعضاء التكاملي في جامعة كولورادو والمشاركة في الدراسة أن الأبحاث المستقبلية في النظام البيئي الميكروبي سوف تكشف المزيد عن كيفية تأثير هذه الميكروبات في وظيفة الدماغ على المدى الطويل.
وعلى ضوء هذه النتائج، يخطط الباحثون إلى النظر في الوسائل الممكنة لتشجيع لدونة إيجابية في ميكروبات الأمعاء عند البالغين الذين هم أكثر مقاومة لتغيير مجتمعات الأمعاء.
عن ميديكال ديلي