التغير المناخي يهدد أمريكا

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٢١/ديسمبر/٢٠١٧ ٠٢:٥١ ص

واشنطن-وكالات:

أشار بحث نُشر في مجلة ساينتفيك ريبورتس يوم الثلاثاء إلى أن تساقط الثلوج على قمة سلسلة جبلية في ألاسكا تضاعف منذ بداية العصر الصناعي، ليقدم دليلا على أن التغير المناخي يمكن أن يؤدي إلى زيادات كبيرة في معدل تساقط الثلوج وهطول الأمطار على مستوى إقليمي.

وتبين الدراسة التي أجراها باحثون من دارتموث كوليدج وجامعة مين وجامعة نيو هامبشير أن مستويات تساقط الثلوج حاليا في سلسلة جبال ألاسكا هي الأعلى منذ 1200 عام على الأقل، إذ تبلغ في المتوسط 18 قدما في العام مقارنة بنحو ثمانية أقدام سنويا في الفترة بين عامي 1600 و1840.

قال إيريك أوستربرج، وهو أستاذ مساعد في علوم الأرض بكلية دارتموث والباحث الرئيسي «صدمنا عندما رأينا لأول مرة إلى أي مدى زاد تساقط الثلوج.» وتابع «كان علينا أن نتحقق مرتين من صحة النتائج التي توصلنا إليها كي نكون واثقين فيما توصلنا إليه».
واستند البحث على تحليل عينتين رئيسيتين للجليد مأخوذتين من على ارتفاع 13 ألف قدم من جبل هنتر في محمية دينالي الوطنية في ألاسكا. وتشير الدراسة إلى أن ارتفاع درجة الحرارة في المحيطات الاستوائية أدى إلى زيادة تساقط الثلوج بتعزيز تدفق الهواء الدافئ والرطب شمالا.
ويبني البحث على دراسة سابقة استخدمت العينة نفسها من الجليد أظهرت تكثيفا في نشاط العواصف الشتوية في ألاسكا وفي شمال غرب كندا.
يقول قال دومينيك وينسكي، وهو باحث مساعد في دارتموث والمشرف الرئيسي على كتابة التقرير «حيثما نظرنا في شمال المحيط الهادي رأينا الأثر نفسه لارتفاع درجة حرارة المحيطات الاستوائية.» وأضاف «المناخ في فصل الشتاء في شمال المحيط الهادي مختلف للغاية عما كان عليه قبل 200 عام».
واستنتج العلماء لفترة طويلة أن ثاني أكسيد الكربون والانبعاثات الأخرى من الصناعة تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب مما يؤدي إلى فيضانات وموجات جفاف وزيادة حدوث العواصف القوية.
لكن الباحثين لم يبدؤوا إلا في فترة قريبة نسبيا في الاهتمام بكيف يمكن للتغير المناخي أن يعزز أنماطا إقليمية لهطول الأمطار، ويصاحب ذلك نتائج مدمرة في بعض الحالات.
ونشرت مجموعة من العلماء بقيادة جماعة كلايميت سنترال وهي جماعة بحث غير هادفة للربح تقريرا في وقت سابق هذا الشهر يقول إن التغير المناخي ساهم إلى حد كبير في تساقط أمطار أثناء الإعصار هارفي التي غمرت هيوستون في أغسطس وسبتمبر الفائتين وتسببت في أضرار بمليارات الدولارات.
وحلل علماء المناخ الأمريكيون تاريخ التصحر والجفاف في العامين الفائتين وتوصلوا إلى استنتاج مفاده، أنه في الغرب والجنوب الغربي للولايات المتحدة الأمريكية في أي لحظة يمكن أن يحصل «تصحر قوي» يستمر لمدة ثلاثين عاما على الأقل.
وقال توبي أولت من جامعة كورنيل في إيثاكا الأمريكية، «وجدنا باستخدام نموذجنا الدور الذي يلعبه التصحر خلال الغيرات المناخية، وماذا يؤثر على احتمالات حدوثها. ومن المثير للدهشة، أنه حتى هذه العمليات الحسابية البسيطة تبين أن هذه الكوارث يمكن أن تحدث بسهولة في السنوات المقبلة وأن قوتهم لن تذعن لحالات الجفاف الكبرى التي حدثت في غرب أمريكا الشمالية خلال 1200 سنة ماضية». وفقا لمقال نشر في مجلة «المناخ».
وابتداء من العام 2011، انتشر الجفاف في المناطق الجنوبية من الولايات المتحدة، مما أثر على 98 % من سكان ولاية كاليفورنيا وجميع غاباتها تقريبا، وأغلبها قد جفت تماما خلال هذا الوقت. و
ويقدر العلماء أنه في السنوات الخمس الفائتة فقدت كاليفورنيا حوالي 67 كيلو متر مكعب من المياه. وبعد سلسلة قوية من الأمطار في يناير، أعلنت سلطات الولاية الانتهاء من الجفاف، ولكن علماء المناخ يخشون أن الوضع قد يتغير مرة أخرى
وكما بينت حسابات علماء المناخ، فإن الجفاف الكبير يحدث بسبب التقلبات العشوائية في مناخ الأرض، ولكن بعض خصائصها تعتمد على أحداث «خارجية»، على سبيل المثال، احتمال أن تبدأ عدة موجات جفاف كبيرة تقريبا في نفس الوقت، سوف تعزز عمل بعضها البعض.
كل هذا يشير إلى أن أقوى حالات الجفاف، التي تستمر لمدة 30 عاما، يمكن أن تحدث في غرب الولايات المتحدة، حتى لو لم يتغير مناخ الكوكب في المستقبل. إن مثل هذه الكوارث، كما يقول العلماء، سوف تؤثر على أراضي العديد من الدول، وينبغي أن تكون سلطاتهم على استعداد أن تنشأ مثل هذه المشاكل في أي وقت من فصل الصيف أو فصل الشتاء.