محمد بن سيف الرحبي
www.facebook.com
msrahbyalrahby@gmail.com
يصاب (بعض) المسؤولين باكتئاب حاد إذا خرجوا فجأة من الوظيفة الدسمة. وكلمة فجأة تعني بعد ثلاثين أو أربعين سنة. ويصابون بذلك إن بلغوا سن التقاعد، فمن جرّب حياة الأضواء لن يستطيع العيش دون لمعانها في عينيه وهو جالس في الصف الأول دائما.
لكن هناك من يصاب بحالة اكتئاب تعبر عنها موجات من التذمر، بخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.. من يتوقع أن ينال تلك الحظوة ولم يحصل عليها.. وقد وضع نفسه في مرتبة الأجدر والأعرف والأخبر!!
***
ويصاب (بعض) الموظفين باكتئاب صغير بحجم درجاتهم الوظيفية، إذا ارتفع في السلم الوظيفي من حسنت مكانته «الاجتماعية» فجعلته موضع اهتمام «عالي المستوى» بينما بينهم من علت مكانته العلمية والخبراتية، إنما قصرت به أسباب بينها «صراحته» في انتقاد الوضع «المائل».. وكثيرون منا يرون وضعا مائلا.. لكنهم يعتبرونه القاعدة، فإن استقام أصبح استثناء لا يطاق!
***
أضرب مثالا من جهة حكومية، استبشرت خيرا بمسؤول قيادي جديد، لكنهم أخذوا عليه شدته وحبه للنظام حيث تحولت مديريته إلى عواصف يومية، فاتهموه أنه شديد لا يحترم الموظفين، بينما هو لم يطلب أكثر من نظام يحترم وتنظيم ينفذ..
أصبح المدير العام مستشارا، يعدّ ما تبقّى له على سنوات التقاعد، أو يأتي مسؤول أعلى.. آخر، يعيده مرة أخرى إلى حسابات المؤسسة، أما خليفته فقد تعلم الدرس، فقال لهم «خذوا راحتكم»..
***
ويصاب كثيرون منا باكتئاب عندما يرون أن «المواطن سين» تقدم المنتظرين لأنه يعرف «المواطن صاد»، الموظف القادر على إنجاز المعاملة، بينما البقية تنتظر ساعات حيث أخذت المقاعد الصلبة من ظهورهم صحتها.. لكن ذات المواطن المصاب باكتئاب هناك لن يبخل على مواطن آخر بحالة اكتئاب عابرة عندما تتاح له فرصة أن يجد دربا سالكا لمعاملته، حينما ينجزها بسرعة موظف.. يعرفه.
***
وترى تصرفات حمقاء من آخرين فتكتئب.. وتفعل نفسها، لكنك لن تسأل نفسك ما الذي تحدثه في الآخرين من حالات اكتئاب.. لأنك قادر على تبرير «تصرفك»، إنما الآخر يفترض به أن يكون مثاليا.
***
لا تتابع نشرة الأخبار، لا تتابع البرامج السياسية، وربما يحتاج الأمر إلى النأي بالنفس عن الآخرين لتجنب حالات الاكتئاب، فربما النفس قادرة وحدها على الإنتاج الذاتي!!