مباراة كرة قدم أشعلت حرباً بين دولتين.. هذه قصتها

الجماهير الاثنين ١٨/ديسمبر/٢٠١٧ ١٧:٥٧ م
مباراة كرة قدم أشعلت حرباً بين دولتين.. هذه قصتها

خاص – ش
رغم أنها تعد الرياضة الأكثر شعبية في العالم، وأنها وسيلة لمنافسة شريفة تسهم بفعالية في التقارب بين الشعوب، باعتبارها لغة واحدة يتقن مفرداتها الجميع، إلا أن تاريخ الساحرة المستديرة لم ينج من بعض الحالات التي نشبت بسببها أزمات سياسية، وفي إشعال الحرب أحيانا.

سميت الحرب التي وقعت بين هندوراس والسلفادور "حرب كرة القدم" أو "حرب المائة ساعة"، وذلك لأنها نشبت بسبب مباراة في كرة القدم جمعت بينهما ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم بالمكسيك العام 1970.

ما هي القصة ؟
بدأت القصة يوم 8 يونيو 1969 في عاصمة هندوراس حين جرت المباراة الأولى بين منتخبي الدولتين، وفازت فيها هندوراس على السلفادور 1- صفر، وكانت المحطة الثانية في مباراة الإياب حيث فازت عليها السلفادور بنتيجة 3- صفر يوم 15 يونيو من نفس العام وسط أجواء متوترة، حيث نقل اللاعبون إلى الملعب في مدرعات يحيط بها حراس مدججون بالسلاح، كما أحاط رجال الأمن بالملعب وهم يحملون بنادق نصف آلية.

المحطة الثالثة والحاسمة حدثت يوم 26 يونيو 1969 حيث خاض المنتخبان مباراة فاصلة بالعاصمة المكسيكية، حيث فازت السلفادور بنتيجة 3-2 وتأهلت إلى الدور النهائي للتصفيات.

فور إعلان الحكم صافرة إنهاء المباراة، تظاهر جمهورالهندوراس غاضباً في الشوارع، وقام بالاعتداء على المواطنين السلفادوريين.

في نفس اليوم ردت السلفادور بقرار قطع علاقاتها الدبلوماسية مع هندوراس بدعوى أن هذه الأخيرة "لم تتخذ أية إجراءات فعلية لمعاقبة مرتكبي هذه الجرائم، ولم تقدم تعويضات أو تصلح الأضرار والخسائر التي تعرض لها السلفادوريون".

وكان يوم 14 يوليو 1969 يوماً حاسماً حيث قامت السلفادور بإعلان قرار غزو هندوراس وهكذا بدأت الحرب واستمرت إلى يوم 18 من نفس الشهر.

بعدها تحركت الدبلوماسية الدولية والمنظمات الإقليمية في أمريكا الوسطى فأوقفت الحرب وفق اتفاقية سلام أبرمت في أغسطس 1969، تنص على انسحاب الجيش السلفادوري خارج أراضي الهندوراس.

خلفت الحرب بين هندوراس والسلفادور مقتل ثلاثة آلاف شخص بينهم مدنيون، وأكثر من 15 ألف جريح وآلاف المشردين، وكانت أحد أسباب نشوب حرب أهلية في السلفادور. إضافة إلى خسائر مادية تمثلت في دمار مئات البيوت والمنشآت التي تزيد قيمتها على ثمانية بلايين دولار، وتوقف الحركة التجارية بين البلدين بسبب إغلاق حدودهما.

وبعد 11 عاماً من الحرب وقعت الدولتان معاهدة سلام في 30 أكتوبر 1980 لاحتواء القضية أمام محكمة العدل الدولية.