الحمراء: طالب بن علي الخياري
يعتبر جبل شمس بولاية الحمراء موقعاً سياحياً تشد إليه الرحال من داخل السلطنة وخارجها لما يتمتع به من مقومات سياحية وطبيعية كما أنه مكان خصب لعشاق المغامرة والترحال وعملة صعبة لو استغلت الاستغلال الأمثل لدرت للاقتصاد الوطني روافد مالية ضخمة.
إن ما يميز جبل شمس هو طبيعة أجوائه الرائعة فهو في فصل الصيف معتدل الحرارة وفي فصل الشتاء يكون بارداً قد تصل درجة حرارته دون الصفر المئوي وبتلك المواصفات أصبح متنفساً للكثير من العائلات والزوار.
يحتضن جبل شمس العديد من القرى والبلدات الجميلة ففي سفح الجبل تقع قرية النخر وهي من القرى الجميلة التي تحتضن وادي النخر الذي يبعد عن مركز الولاية حوالي 10 كيلومترات، ويقع هذا الوادي في أقصى غرب الولاية، ويمر على قرية النخر والحاجر وينتهي في سد وادي غول، وأطلق عليها مسمى النخر نتيجة نخر وخروج المياه في وقت الخصب، وتشبع الأرض بالمياه من كل مكان وتتميز القرية بالخضرة الدائمة، وبجمال الطبيعة والجو الهادئ المنعش والهواء البارد في وقت الصيف، وتتوافر به المياه على مدار العام.
وعند صعودك للجبل تقابلك قرية مسفاة الخواطر وهي قرية جميلة أيضا تتميز بأجوائها الجميلة وبانتظام مساكنها مع توافر المياه الحلوة الرقراقة فيها وهي تحتضن حالياً مدرسة حكومية مختلطة من (1 – 10) تحمل مسمى مدرسة جبل شمس، وقرب مسفاة الخواطر تقع أيضا قرية مندع وقد اشتق الاسم من كلمتين وهي ماء ومندع وتجمع بمندع وهي تعني خروج الماء بغزارة من الصخور لذالك لم يكن تسميتها بهذا الاسم عبثا بل إن القرية يوجد بها الكثير من المجاري المائية والبرك تبعد عن مركز الولاية بحوالي 32 كليومتراً وتبعد عن الطريق المؤدي إلى قمة جبل شمس بخمسة كليومترات. كما أن جبل شمس يتميز بوجود قرية دار العقور، والتي تتميز ببيوتها الحجرية التي تم تشيدها بالحجارة والطين كما يشدك فيها أنصلة الخناجر الموجودة والعروضة بالقرب من مسجدها وعند صعودك تجد نفسك عند قرية الخطيم وهي من القرى الصغيرة التي تقع على مسار طريق ساب بنو خميس والذي هو الآخر يتميز بوفرة المياه وبكهفه الجميل فتجد المياه تنساب من سقفه والبرك التي تتخلل مجرى وادي الساب وهو احد فروع وادي النخر.
**media[790406,790407,790409,790410,790411,790412,790413]**
باعة صغار وأشجار مثمرة
الزائر للجبل يستوقفه كذلك الباعة المتجولون من أطفال الجبل وهم يقومون بتسويق منتجات الجبل الزراعية والحرفية في صورة رائعة امتزجت براءة الطفولة ولباسها التقليدي والتقاليد واللهجة الجبلية لتشكل لوحة فنية رائعة كما تتشكل في الجبل بحيرات مائية صافية وعذبة تحيط بها الأشجار من كل مكان، كما تكثر فيه زراعة النخيل والليمون والمانجو، والخوخ والمشمش والرمان والتفاح بالإضافة الى وجود الأشجار البرية الجبلية كالبوت والنمت والسخبر والعتم والعلعان والسدر والسمر والسرح، ويشتهر الجبل بتوافر العسل العماني الأصلي المسمى محلياً بوطويق وعسل التربية كما أن أغلب السكان يمارسون مهنة رعي الأغنام وتربيتها وهي تشكل لهم مصدر دخل كما أنهم يستغلون الثروة الحيوانية بالاستفادة من المنتجات الصوفية في صناعة الغزل والنسيج وإنتاج المناسيل والميداليات.
والمتفرج على الجبل يشاهد بأم عينه أن القمم العالية والتضاريس الشاهقة قادرة على استقطاب الكثير من هواة المشي الجبلي والمغامرة الذين يقومون بالقفز الحر باستخدام المظلات من مرتفعات جبل شمس عند منطقة الفالق العظيم، ويقصد السياح أيضا الجبل لوجود برك الماء فيه وجريان الماء وعذوبته حيث يسيل من الجبل أودية غول ووادي النخر بفروعه الخمسة وهي وادي مصيرة ووادي الساب ووادي السيدراني ووادي الرمان ووادي بيما، وهي أودية قوية تنزل من قمم جبل شمس بالإضافة إلى وادي دوفيا وهي أودية تعتبر من أقوى أودية الحمراء وأكثرها نفعاً من حيث أنها تجلب الخصب ووفرة المياه الى أعماق الأرض لتصبح بعدها مخزناً جوفياً يغذي الأفلاج والآبار الجوفية والتي تعتبر المصدر الوحيد للشرب والري في الولاية.
استثمار واعد
هناك بذور طيبة للاستثمار السياحي في جبل شمس حيث أقيمت ثلاثة منتجعات سياحية كمنتجع جبل شمس، ومنتجع شروق الشمس، كما أن سكان الجبل يمتلكون الخبرات في مجال الإرشاد السياحي وتقديم الخدمات اللوجستية للسائح كتوفير الذبائح العمانية من الأغنام والماعز وبيع العسل الطبيعي والزيوت المستخرجة من الأشجار الطبيعية الجبلية ويقوم حاليا فريق الحمراء للرياضات الجبلية بتسيير رحلات مسير جبلي يتبعون فيها الطرق الجبلية القديمة التي كان الآباء والأجداد يمرون بها كإحياء لهذه الطرق.
كما أن سكان الجبل يمارسون هواية الرماية ومنذ بزوغ النهضة المباركة توافرت لسكان الجبل مختلف الخدمات أهمها خدمة التعليم متمثلة في إنشاء مدرسة جبل شمس كما ويتم نقل المياه لهم بالمجان، وتتوفر كذلك خدمات الهاتف والكهرباء كما تم تعبيد الطريق الواصل بين قرى الجبل ومركز الولاية إلى جانب إنشاء بعض من الاستراحات الصغيرة من قبل بلدية الحمراء لتكون مكاناً لتخييم الأسر والعائلات.