أجرة مواصلات مسقط.. والنقلة الحضارية

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ١٨/ديسمبر/٢٠١٧ ٠٢:٢٩ ص
أجرة مواصلات مسقط.. والنقلة الحضارية

محمد محمود عثمان

mohmeedosman@yahoo.com

أجرة مواصلات مسقط، تعد بلا شك نقلة حضارية جديدة، فقد دشنت شركة النقل الوطنية العمانية مواصلات مشروع «أجرة مواصلات»، الذي يعتبر خطوة جديدة وإضافية في قطاع المواصلات بسلطنة عُمان، حيث يوفر المشروع في مرحلته الأولى -قبل أن يطبق في باقي محافظات السلطنة- في محافظة مسقط، خدمة «التاكسي» تحت الطلب عبر توفير 125 سيارة أجرة تركز على خدمات المطار والمراكز والمجمعات التجارية، والتي يمكن استدعاؤها عن طريق تطبيق الهاتف من المنازل أو مقار العمل، والمشروع الجديد يحرص على تطبيق معايير السلامة والأمان لـمركبات الأجرة المشتركة فيه، وهي خدمة متميزة وقيمة مضافة حقيقة للمجتمع، تغطي حاجة ضرورية لتقديم فوائد غير مباشرة، لقطاعات مختلفة، بتوفير وسيلة مواصلات أكثر انضباطا وراحة وتنظيما والتزاما في ذات الوقت، يمكن الاعتداد بها لصالح المستثمرين والسياح ورجال الأعمال الأجانب، بما ينعكس إيجابيا على تنشيط قطاعات السياحة والاقتصاد والاستثمار، خاصة عندما يقارن السائح أو المستثمر مع الدول الأخرى التي طبقت هذه الخدمات وطورتها منذ سنوات طويلة، لأن سهولة ويسر المواصلات والاتصالات وحركة المرور من العناصر الأساسية التي يفكر فيها جيدا المستثمرون قبل اتخاذ القرار الاستثماري في أي دولة، سواء في الدخول في استثمارات ومشروعات جديدة أو الخروج منها، كما يبحث عنها السياح الأجانب الذين يفضلون هذا النوع من الخدمات، بل ويضعوه دائماً في تقديراتهم وحساباتهم، وهذا المشروع «أجرة مواصلات» يعتمد على تغطية التكاليف التشغيلية ذاتيا، أي من الدخل الخاص به، بدون أي دعم حكومي، وهي تجربة تعتمد على استخدام سيارات الأجرة الخاصة بالمواطنين، التي لا يتجاوز عمرها خمس سنوات، من خلال التعاقد معهم، وحصولهم على نسبة 88 % من الدخل، و 50 % من حصيلة الإعلانات على المركبات، وهو يسهم كذلك في تحسين دخل المواطنين أصحاب السيارات المشتركة في المشروع، لأن شركة «مواصلات» لن تقوم بتوفير السيارات، حيث لا يسمح القانون لها بذلك حتى الآن، وسوف يتوفر في المركبات عدادات وأجهزة متطورة تحفظ حقوق المستخدم وتسّهل له معرفة تكلفة الرحلة والمسافة المقطوعة، إلى جانب أجهزة تتبع المركبة وتقييم سلوك السائقين، ومتابعة نظافة المركبات وصيانتها الدورية وجودتها، لضمان الراحة والخصوصية للركاب من كل الجنسيات، باعتبار أن هذا المشروع يسهم في تحسين جودة قطاع سيارات الأجرة بالسلطنة لما يشكل من واجهة حضارية للمستخدمين من المواطنين والمقيمين والسياح والزائرين، بعد أن أكدت «مواصلات «على أنه تم تدريب قائدي المركبات في مجال الصحة والسلامة وخدمة العملاء واستخدام التقنية والعدادات داخل مركبات الأجرة، وإن كان من الضروري تأهيل السائقين للتأكيد على مستوى اللغة الأجنبية وأسلوب التعامل ثقافيا ونفسيا مع السياح والزوار بمختلف جنسياتهم وأذواقهم ورغباتهم وأسئلتهم عن السلطنة وخريطة المواقع الأثرية والتاريخية والأسواق التجارية القديمة والحديثة، باعتبار أن سائق «التاكسي» هو من أوائل من يلتقي بهم الزائر من مواطني السلطنة، ومن خلاله يكون السائح أو الزائر انطباعه الأول عن البلد وأهلها، ومن المهم جدا أن يكون الانطباع الأول إيجابياً حتى يظل أثره مستمراً ومؤثراً، لأن الانطباع الأول هو الذي ينطبع ويبقى في الذاكرة لسنوات طويلة، بالإضافة إلى نقل هذا الانطباع الجيد إلى الدول الأخرى العربية والأجنبية وفي بلاد الغرب، لكسب سياح ورجال أعمال وزائرين جدد، لذلك قد تكون «أجرة مواصلات» بداية لفتح الباب أمام القطاع الخاص والمستثمرين ورجال الأعمال، لإنشاء شركات خاصة للسيارات تحت الطلب، وتستخدم فيها سيارات من طرازات حديثة وأكثر تطورا، حتى تنشط المنافسة الشريفة بينهم في تقديم أفضل الخدمات للركاب، وفي ذات الوقت تفتح المجال أمام تخفيض الأسعار لصالح الجمهور، وتفتح أبواب الأمل للعمل أمام الباحثين عن عمل، وكذلك دراسة طرح سيارات تقودها المرآة وتخصص للمرأة فقط، لمن يفضل ذلك من النساء، وربما تلقى هذه الفكرة رواجا بين بعض فئات المجتمع خاصة في المجتمعات المتحفظة التي تفضل هذا النوع من الخدمة التي تحافظ على القيم والعادات والتقاليد السائدة.