مسقط - يوسف بن محمد البلوشي
أكد وزير الصحة معالي د. أحمد بن عبيد السعيدي أن القيادة والحوكمة تعدّ من ركائز القطاعات الصحية المتقدمة في العالم، مشيراً إلى أن الدراسات التي قامت بها كوادر القطاع الصحي بالسلطنة أكدت ذلك خاصة أن القطاع الصحي يلامس حياة أفراد المجتمع كافة.
وأضاف السعيدي أثناء حديثه خلال الملتقى الأول للقيادة واتخاذ القرار في القطاع الصحي والذي أقيم أمس بفندق شيراتون برعاية صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة أن الإستراتيجية الصحية 2050 تسعى إلى المضي قدماً في النجاحات التي يحققها القطاع الصحي منذ تولي جلالة السلطان مقاليد الحكم، وإعطاء الأولوية لهذا القطاع الحيوي.
وأشار السعيدي إلى أن الجوائز التي يحصل عليها القطاع الصحي في السلطنة ومن بينها الجائزة الماسية من المنظمة الأوروبية للبحوث القيمة التي حصلت عليها وزارة الصحة مؤخراً جاءت نتيجة للقيادة المتميزة في الوزارة على جميع المستويات الطبية والطبية المساعدة، مشيراً إلى أن وزارة الصحة تسعى إلى تمكين العاملين في الخطوط الأولى ليكونوا قياديين متميزين للمحافظة على تميز القطاع الصحي بالسلطنة والمشاركة في تطويره.
وأوضح السعيدي أن الوزارة تقوم على مبادرات أخرى جرى ترشيد الإنفاق فيها ووفرت على الحكومة مبالغ مالية كبيرة وساهمت في الوقت نفسه في تحسين الخدمات وزيادة رضا المستفيدين من الخدمات الصحية، وكذلك رضا مقدمي الخدمة، مضيفاً أن الوزارة تنظم سنوياً ملتقى للمبادرات أنجزت من خلاله بعض المهام صعبة التحقيق كالإجازات المرضية التي جرى تخفيضها بشكل كبير، وكذلك تقليل صرف الأدوية التي تسبب الإدمان والتي كانت عبارة عن مبادرات من قبل الكادر الطبي بالسلطنة.
وأشار السعيدي إلى أن الوزارة تسعى إلى توسيع نطاق مؤتمر القيادة واتخاذ القرار ليكون دولياً وللقطاعات كافة، وسيجري تنظيمه مع نهاية العام المقبل أو بداية العام الذي يليه وذلك في إطار الدراسة التي بادر بها أحد الكوادر الصحية وتبنتها الوزارة، وجرى تسجيلها دولياً باسم السلطنة وستُنشر باللغتين العربية والإنجليزية.
من جانبه، قال وكيل وزارة الصحة للشؤون الإدارية والمالية سعادة د.درويش المحاربي في تصريح خاص لـ«الشبيبة: «إن وزارة الصحة لديها نظام وبروتوكول خاص لاتخاذ القرار وتفويض الصلاحيات على المستويات كافة يسهل من عمليك اتخاذ القرار المناسب في الموضع والتوقيت المناسب، خاصة أن القطاع له أولوية خاصة لكونه يحتاج إلى قرارات سريعة من المستويات كافة خاصة تلك المتعلقة بمنظومة العمل الصحي في المستشفيات والعيادات الصحية».
وأفاد المحاربي أن القطاع الصحي يهتم بتطوير القيادات في السلطنة وعلى المستويات الوظيفية والتخصصية كافة، مضيفاً أن القيادة تعدّ من الأساسيات في جميع منظومات العمل الصحيحة، مشيراً إلى ضرورة توافر عناصر عديدة لإنجاح المنظومة كالكفاءة والتواصل ووضوح الرؤية ومنهجية العمل.
وقد ألقى سعادة د.درويش بن سيف المحاربي وكيل وزارة الصحة للشؤون الإدارية والمالية محاضرة حول القيادة وصناعة القرارات عَرّف فيها القيادة بأنها عملية التأثير التي تؤدي إلى تحقيق الأهداف المقصودة من خلال الأدوات المؤسسية والشخصية، وهي علم وفن التحفيز وبث الحماس، وهي علم وفن إيصال رغبة تحقيق الأهداف إلى الآخرين حتى يتمكنوا من أخذ زمام المبادرة. كما أكد سعادته أن القيادة من العناصر المهمة في المنظومة المؤسسية سواء كانت صحية أو غيرها، ووجود عدد من القادة في تقسيمات مختلفة سواء في الأقسام أو الدوائر أو المديريات في أي تنظيم مؤسسي يساهم في جودة العمل، وقال المحاربي: «كلما ارتفعت جودة القياديين كانت المؤسسة أقدر في التعامل مع الظروف اليومية وتحقيق وإنجاز الأهداف المنوطة، وأيضاً بوجود القادة تستطيع أن تطلع بمهام أكبر في المستقبل وتبحث عن حلول ناجعة في التحديات الموجودة وتستفيد من العقول في سبر أغوار الفرص المتاحة في التقسيمات، ووزارة الصحة كغيرها من الوزارات لديها طموحات كبيرة مستقبلية وتعول اليوم على منتسبيها الموظفين».
بعدها قام د.ماجد بن راشد المقبالي المدير العام للتمريض ورئيس اللجنة العلمية للملتقى بتقديم عرض يعكس الخطوات التي قام على أساسها مشروع القيادة وصناعة القرارات الذي تبنته وزارة الصحة منذ العام 2012 حتى الآن، وقال: «بدأنا بإجراء بحث علمي حُكّم في جهات أكاديمية خارج السلطنة وخرجنا بست وثلاثين كفاية أو مهارة في القيادة، ثم بدأنا بتطبيق التوصيات، ومن ضمنها عملنا على صياغة وإعداد مادة علمية أو كتاب تعكس تلك المهارات وتحركنا إلى صياغة هُوية المشروع وأسميناها «نتاج»، وتعكس الجهود المبذولة بالتعاون مع الموظفين كافة بمختلف المحافظات، وكلهم أتوا لتبادل الخبرات وعمل البحوث، وكلهم بانتظار النتائج لذا يسمى الموضوع نتاج»، وأضاف: «هناك جهات متعددة خارج الوزارة أيضاً تنتظر لتكون عضواً في هذا الملتقى؛ بهدف تحسين وتعزيز القيادة على المستوى الشخصي وعلى المستوى المؤسسي».
شارك في الملتقى الذي تنظمه وزارة الصحة أكثر من 300 مشارك من المهتمين بهذا الشأن من أصحاب التجارب والخبرات والدراسات وأوراق العمل في هذا المجال، كما حاضر فيه نخبة من ذوي الخبرات العلمية على المستوى الوطني والعالمي، وجرى بحث ومناقشة خمسة محاور علمية طرحت خلالها ثمانية عشر ورقة عمل ضمن العرض المرئي، وثلاثون ملصقاً علمياً ضمن المعرض المصاحب للملتقى.
وتمثل المحور الأول حول الإدارة والتركيز على الأفراد، إذ ألقى د.غالب الحوسني نائب الرئيس التنفيذي لوحدة لموارد البشرية للشركة العمانية للاتصالات (عمانتل) محاضرة بعنوان «تعزيز القيادة من خلال المشاركة والتحول الثقافي». وتناول المحور أيضاً مواضيع أخرى متعلقة بالقيادة المتوقعة والتحديات وتعزيز القيادة والامتثال للسلامة في مكان العمل. فيما تناول المحور الثاني موضوع التحفيز على النتائج.وسلط المحور الثالث الضوء على القيادة المبنية على النتائج وبناء العلاقات، إذ ألقى د.أحمد بن سالم المنظري المدير العام لمركز ضمان الجودة بوزارة الصحة محاضرة بعنوان «رفع مستوى الرضا ومشاركة الموظفين»، إضافة إلى محاضرات أخرى حول تأثير الأساليب القيادية التي يتبناها عمداء الهيئات الدراسية وتطور المراحل التدريبية للفئات الوطنية، والاستغلال الأمثل للمختبرات الطبية، والقيادة واتخاذ القرارات خلال المسار المهني.
أما المحور الرابع فتحدث عن «الممارسات المتوائمة ثقافياً» وألقت فيها د.سهيلة الهاشمية الأستاذة المساعدة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس محاضرة بعنوان «القيادة والذكاء العاطفي»، وشمل أيضاً ثلاث محاضرات في المجال نفسه.وناقش المحور الأخير «المعرفة المهنية» وشمل بيئة العمل الإيجابية والتعامل مع نقص الموظفين. كما شمل مراجعة تكاملية والتوجيهات المستقبلية حول القيادة والرعاية الصحية المبنية على البراهين والأدلة العلمية. بالإضافة مبادرات تحسين الجودة في التعامل مع حديثي الولادة.
ثم قام صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة راعي الملتقى والحضور بجولة في المعرض المصاحب.