ش - خاص
تقع السلطنة في إقليم جاف وحار، وتصنف على أنها من الدول ذات متوسط الهطول المطري المنخفض، ومع اعتمادها على المياه الجوفية كمصدر رئيسي للمياه يتمثل في الأحواض المائية، والأفلاج والآبار، والعيون وغيول الأودية؛ فإن الأمطار تعد المغذي الأول لهذا المصدر الرئيسي.
قديمًا، اعتمد العمانيون على الزراعة كمصدر أساسي لتوفير الغذاء والتبادل التجاري، وكون الزراعة معتمدة على المياه؛ اهتم العمانيون بالأمطار وتابعوا مواسم وفترات هطولها، ووضعوا حسابات تقديرية ومسميات لفصول وأيام افتراضية تحدد تقلبات المناخ، وأحوال الطقس المختلفة بين الفصول.
حديثًا، ما تزال الزراعة تشكل موردًا اقتصاديًا مهمًا، وما تزال تعتمد على الري بالمياه الجوفية عن طريق الأفلاج والآبار، لهذا فإن تأخر الأمطار وانحباسها يؤثر على هذا المورد الوطني والشعبي، وتجد الناس يهرعون لأداء صلاة الاستسقاء متضرعين إلى الله تعالى بأن يغيث البلاد والعباد، بالإضافة إلى حرصهم ومتابعتهم بشغف لجديد توقعات الطقس.
ومع تطور علم الأرصاد الجوية واعتماده على الأقمار الصناعية، والقياسات والتقديرات حسب خرائط الطقس؛ اتجه العمانيون إلى هذا المجال متابعين ومهتمين وهواة، وكما هو ملاحظ فإنه ينشط تداول أخبار الطقس مع اقتراب الحالات المصحوبة بهطول الأمطار، خاصة خلال موسم الشتاء.
يقول حارث السيفي أحد المهتمين بمجال الطقس موضحًا سبب الشغف بالأمطار ومتابعة أخبار الطقس: "إن عشق العمانيين للمطر يعود بشكل أساسي إلى قلة هطول الأمطار وتباعد فتراتها، فالمطر حدث استثنائي مقارنة بعدد الأيام المشمسة خلال العام، وكلما ندر الشيء غلا ثمنه وهكذا المطر هو غالٍ في نفوس العمانيين، فيجد العمانيون في الأجواء الماطرة متنفسًا، فمن منا لا يحب الأمطار، فهي تبعث السرور والبهجة والانشراح في النفوس، ويُنظر إليها معنا كرحمة ونعمة إلهية، ويستغل الناس الفترة بُعيد الأمطار في الخروج للسياحة والتنزه في الأودية وعند البرك المائية، فبلد حار وصيفي كالسلطنة تصل فيه الحرارة إلى زهاء 50 درجة مئوية لا تتعجب من تعلق سكانه بالأمطار والأجواء اللطيفة التي تكون نادرة معهم عادة".