روحاني يشيد بنجاح الإصلاحيين في الانتخابات

الحدث الأحد ٢٨/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٣٥ م
روحاني يشيد بنجاح الإصلاحيين في الانتخابات

طهران – ش – وكالات

حقق الرئيس الإيراني حسن روحاني فوزا مؤكدا في انتخابات تعد بمثابة تصويت على الثقة واقتنص شركاؤه الإصلاحيون مكاسب مفاجئة في البرلمان وفقا لنتائج مبكرة لانتخابات قد تسرع وتيرة خروج الجمهورية الإسلامية من سنوات العزلة.
ومكاسب الإصلاحيين والمعتدلين في الانتخابات التي جرت يوم الجمعة لاختيار أعضاء البرلمان ومجلس الخبراء أكثر وضوحا في العاصمة طهران لكن حجم نجاحهم هناك يشير إلى أن تشكيل برلمان على وفاق أكبر مع روحاني أصبح احتمالا كبيرا.
وتخفيف قبضة المحافظين المناهضين للغرب الذين يسيطرون حاليا على البرلمان المؤلف من 290 مقعدا قد يعني تعزيز سلطة روحاني لفتح البلاد أكثر أمام التجارة الخارجية والاستثمارات بعد الاتفاق النووي التاريخي العام الماضي.

نتائج مبكرة
وأظهرت نتائج مبكرة أعلنت امس الأحد أن قائمة مرشحين يدعمها التيار الإصلاحي وتناصر روحاني في طريقها للفوز بكل المقاعد البرلمانية في طهران وعددها 30 مقعدا وأن المرشح المحافظ البارز غلام علي حداد عادل في طريقه لخسارة مقعده.
وقال روحاني "أظهر الشعب قوته من جديد ومنح حكومته المنتخبة مصداقية وقوة أكبر." وأضاف أنه سيعمل مع كل الفائزين في الانتخابات لبناء مستقبل البلد المصدر للنفط.
وقال فؤاد إزادي وهو أستاذ مساعد في كلية الدراسات الدولية بجامعة طهران "وفقا للنتائج التي لدينا حتى الآن يبدو أن المحافظين سيفقدون الأغلبية في المجلس المقبل بأقل من 50 بالمئة. وحصل الإصلاحيون على 30 بالمئة وأبلى المرشحون المستقلون بلاء أفضل مما سبق ففازوا بنسبة 20 بالمئة."
ويشغل المحافظون 65 بالمئة من مقاعد البرلمان المنتهية ولايته وينقسم العدد الباقي بين الإصلاحيين والمستقلين الذين عادة ما يكونوا مؤيدين لروحاني.
وعزا إزادي تقدم الإصلاحيين بفارق كبير إلى نجاح روحاني في التوصل إلى الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية ورفع معظم العقوبات التي كبلت اقتصاد البلاد طول العقد الماضي وكذلك نجاحه في إعادة العلاقات مع الغرب.
وقال "إنه فوز ساحق في طهران ولكن بالنسبة للمدن الأخرى فإنه ليس واضحا بعد. إنه يفوق التوقعات."

برلمان مختلف
وكتبت صحيفة اعتماد الإصلاحية التي فاز رئيس تحريرها بمقعد في طهران عنوانا رئيسيا يقول "تنظيف البرلمان".
وكتبت في صفحتها الأولى "لن يكون البرلمان المقبل مثل أي برلمان آخر في تاريخ إيران لأنه لن يكون هناك فصيل سياسي ينفرد بالرأي."
وتوجه الملايين إلى مراكز الاقتراع يوم الجمعة للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية وانتخابات مجلس الخبراء الذي يختار الزعيم الأعلى للبلاد. وسيطر المحافظون على البرلمان والمجلس لسنوات.
ونافس أنصار روحاني المحافظين الذين يخشون التقارب مع الغرب وهم مقربون من الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.

مؤشرات شبه مؤكدة
تقترب قائمة "اميد" (امل) التي شكلها انصار الرئيس الايراني حسن روحاني من اصلاحيين ومعتدلين من تحقيق انتصار كاسح في طهران بفوزها بجميع مقاعد العاصمة الثلاثين في مجلس الشورى، بحسب نتائج شبه نهائية اعلنها التلفزيون الرسمي .
وبحسب هذه النتائج بعد فرز حوالى 90% من الاصوات، حل رئيس قائمة المحافظين غلام علي حداد عادل في المرتبة الـ31، وفي حال تاكد ذلك يكون مني بهزيمة في الانتخابات التشريعية التي جرت الجمعة.
وحل على راس مرشحي لائحة "أمل" الواثقين من الفوز بمقعد في طهران الاصلاحي محمد رضا عارف والمعتدل علي مطهري اللذان حصلا على حوالى 1,3 مليون صوت واكثر من 1,1 مليون صوت على التوالي.
وكان الاصلاحيون ضموا ثلاثة محافظين معتدلين الى قائمتهم بينهم مطهري، وقد فازوا جميعهم.
وكانت قائمة الاصلاحيين والمعتدلين في طهران برئاسة محمد رضا عارف المرشح الاصلاحي السابق للانتخابات الرئاسية والذي انسحب لمصلحة روحاني ما اتاح لهذا الاخير ان يفوز من الجولة الاولى في 2013.
اما في باقي البلاد، فيتقاسم مرشحو لائحة امل والمحافظون الاصوات مع مرشحين مستقلين لم يكونوا مدرجين على اي من اللائحتين الرئيسيتين، بحسب النتائج الجزئية.
غير ان انتصار قائمة "امل" في العاصمة الايرانية يعطي دفعا حاسما لانصار الرئيس روحاني الذين سيتمتعون بتمثيل اوسع بكثير في مجلس الشورى المقبل بعدما كان يهيمن عليه المحافظون. ويعد مجلس الشورى 290 نائبا.
ويامل حسن روحاني في الحصول على غالبية من النواب تسمح له بمواصلة سياسة الانفتاح التي باشرها في ايران.
وهو يراهن على الاتفاق النووي الذي ابرمه في تموز/يوليو 2015 مع الدول الكبرى حول البرنامج النووي الايراني والذي شكل خطوة كبرى اخرجت البلاد من عزلتها.
ولن تصدر النتائج النهائية الشاملة التي يفترض ان يصادق عليها مجلس صيانة الدستور (محافظ) قبل اليوم الاثنين او غدا الثلاثاء.
ووفقا للداخلية الإيرانية، فإنه كان من المتوقع أن ينتهي امس فرز الأصوات. وتنافس في الانتخابات البرلمانية 4800 مرشح على 290 مقعدا في البرلمان.
وتصدر روحاني وحليفه الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني السباق لعضوية مجلس الخبراء الذي يتولى مهمة اختيار المرشد الأعلى.

اسباب الارتياح
ومن اسباب ارتياح الرئيس الايراني ايضا انه بات مؤكدا انه وحليفه الرئيس الاسبق هاشمي رفسنجاني انتخبا لعضوية مجلس الخبراء الذي يعين المرشد الاعلى للجمهورية، في هذه الانتخابات المزدوجة التي تشمل مجلس الشورى ومجلس الخبراء.
ويامل روحاني في ان يحصل على اغلبية في مجلس الشورى الذي يسيطر عليه حاليا المحافظون، وذلك ليتمكن من الاستمرار في سياسة الانفتاح التي يعتمدها.
وهو يراهن على التقدم الكبير المحرز بتوقيع الاتفاق النووي في يوليو 2015 مع القوى الكبرى الذي اتاح لايران الخروج من عزلتها.
وفي انتخابات مجلس الخبراء تاكد فوز روحاني ورفسنجاني لكن النتائج اظهرات ايضا ان بين الاسماء ال16 التي حلت بالطليعة هناك آية الله احمد جنتي رئيس مجلس صيانة الدستور، وآية الله محمد يزدي رئيس مجلس الخبراء وهما من التيار المحافظ المتشدد. وكان الاصلاحيون قاموا بحملة لاسقاطهما.

-فصل جديد- وقال روحاني امس الاول السبت "المنافسة انتهت (..) حان وقت فتح صفحة جديدة بالاعتماد على القدرات الوطنية والدولية، وفتح فصل جديد للنمو الاقتصادي والازدهار".
واعلنت الداخلية الايرانية السبت مشاركة 33 مليونا من اصل 55 مليون ناخب ايراني، اي ما يوازي نحو 60%، في حين بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية لعام 2012 نحو 64 بالمئة. وفي طهران بلغت نسبة المشاركة 42 بالمئة مقابل 48 بالمئة في 2012.
ودعي الايرانيون الى انتخاب 290 عضوا في مجلس الشورى و88 عضوا في مجلس الخبراء المكلف تعيين ومراقبة عمل المرشد الاعلى، اللذين يسيطر عليهما المحافظون.
وهذه الانتخابات هي الاولى بعد ابرام اتفاق في تموز/يوليو 2015 بين طهران والدول الكبرى حول البرنامج الايراني النووي الذي يفترض ان يتيح اخراج البلاد من عزلتها والعمل على انهاض اقتصاد اضعفته العقوبات الدولية على امد عشر سنوات.
ورفعت غالبية العقوبات في منتصف يناير مع سريان الاتفاق النووي.
وقاطع الاصلاحيون استحقاق 2012 بشكل جزئي احتجاجا على اعادة انتخاب محمود احمدي نجاد لولاية ثانية في 2009 مؤكدين انها تمت عبر التزوير.
لكنهم كانوا على الموعد هذا العام رغم استبعاد عدد من مرشحيهم من السباق بقرار من مجلس صيانة الدستور الذي يملك القرار بشأن الانتخابات. ولمضاعفة فرصهم تحالفوا مع المعتدلين الذين قد يشملون محافظين في صفوفهم، وشكلوا لائحة مشتركة هي لائحة "اميد" (الامل).