ايران لا تريد حرب أسعار في سوق النفط

مؤشر الأربعاء ٠٦/يناير/٢٠١٦ ٢١:٠٧ م
ايران لا تريد حرب أسعار في سوق النفط

نيودلهي - رويترز

قال مسؤول ايراني كبير إن بلاده تريد تفادي نشوب حرب أسعار في سوق النفط مع المنتجين المنافسين وزيادة الصادرات تدريجيا بمجرد رفع العقوبات المفروضة عليها فيما سيمثل تحولا رئيسيا عن اتجاهها السابق لزيادة المبيعات بقدر المستطاع. وكانت ايران التي تملك بعضا من أكبر الاحتياطيات النفطية على مستوى العالم قد حثت الدول الأخرى الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على إفساح المجال لزيادة صادراتها وتعهدت بزيادة امداداتها للاسواق بمجرد رفع العقوبات التي تكبل صناعة النفط فيها بمقتضى الاتفاق النووي الذي توصلت إليه مع القوى العالمية.
وسيمثل اتخاذ خطوة للحد من نمو الصادرات تحولا كبيرا في السياسات الايرانية في بيئة تكافح فيها أغلب الدول المنتجة من أعضاء أوبك ومن خارجها من أجل الاحتفاظ بحصصها في السوق رغم التخمة النفطية العالمية المتنامية التي أدت إلى انخفاض أسعار النفط بمقدار الثلثين منذ عام 2014 الأمر الذي ألحق الضرر بشركات النفط والدول المصدرة. وقال محسن قمصري المدير العام للشؤون الدولية بشركة النفط الوطنية الايرانية لرويترز هاتفيا "نحن لا نريد إشعال حرب أسعار. لابد أن أقول أنه لا مجال لدفع الأسعار للانخفاض عن مستواها الحالي." ولم يذكر أي تفاصيل عن مدى استعداد ايران لتقليص الزيادة في صادراتها لكنه قال إنها لن تقدم تخفيضات في الأسعار لاستمالة المشترين. وتعرض ايران حاليا على زبائنها إمكانية الدفع بعد 90 يوما وشحن النفط مجانا كما تعرض بعض التخفيضات في أسعار النفط لمشترين في الهند.
وستلائم عودة ايران للاسواق على نحو أهدأ من ذلك السعودية ودول الشرق الأوسط الأخرى الأعضاء في منظمة أوبك والتي تكافح للحفاظ على حصصها في السوق. وقال بيجن زنغنه وزير النفط الايراني في عطلة الاسبوع الماضي إن ايران لن تسعى للتسبب في تشوه الأسواق لكنها ستعمل على ضمان استعادة حصتها في السوق.وقال قمصري إنه بخلاف زيادة الصادرات تدريجيا فإن ايران تريد الاستثمار في مجال التكرير لاستغلال نفطها لكنه لم يذكر تفاصيل. انخفضت صادرات النفط الخام الايرانية إلى نحو مليون برميل يوميا من الذروة التي بلغتها عام 2011 عند نحو ثلاثة ملايين برميل يوميا قبل بدء سريان العقوبات الغربية على طهران.
وكانت ايران قد قالت في السابق إنها تعتزم زيادة انتاجها النفطي بمقدار 500 ألف برميل يوميا فيما بعد العقوبات وبمقدار 500 ألف برميل أخرى يوميا بعد ذلك بفترة قصيرة. وحتى الزيادة التدريجية في الصادرات ستأتي في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية تخمة في المعروض إذ يضخ المنتجون مئات الالاف من البراميل كل يوم زيادة عن الطلب. وأصبحت أسعار النفط قرب أدنى مستوياتها منذ 11 عاما دون 37 دولارا للبرميل ويقول بعض المحللين مثل جولدمان ساكس إن الأسعار قد تنخفض إلى 20 دولارا للبرميل إذا ظلت الامدادات تتزايد.