الأمم المتحدة: ليبيــا في غرفــة الإنعــاش

الحدث الأحد ٢٨/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٣٠ م
الأمم المتحدة: ليبيــا في غرفــة الإنعــاش

القاهرة – طرابلس – ش – وكالات

مليون ونصف المليون ليبي يواجهون خطر الموت من واقع مليونين ونصف المليون تقريبا في حاجة ملحة للمساعدة، المستشفيات تنقصها الأدوية والأجهزة وآلاف المدنيين بحاجة ملحة للإمدادات الغذائية، هذا هو الواقع المؤلم لدولة ليبيا المجمدة أموالها بسبب التشرذم السياسي والقتال المندلع على أكثر من جبهة وإرهاب داعش والمجموعات المتطرفة.
جولات مكوكية يقوم بها نائب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لليبيا علي الزعتري، منسق الشؤون الإنسانية حاليا بين دول العالم - لاسيما دول الجوار الليبي - من أجل إيضاح الصورة حول الوضع الإنساني.
وقال الزعتري في حوار مع صحيفة الأهرام المصرية، واقع الأمر أننا لم نكن لنتحدث عن أزمة إنسانية إلا لوجود أزمة حقيقية خطيرة يواجهها المواطن الليبي رغم أنه يعيش في خضم دولة نفطية يقال إن لها موارد مالية، ولكن هذه الموارد تعد "مع وقف التنفيذ" الآن، حيث لا يسمح الوضع الراهن بتسييل هذه الموارد من أجل خدمة المواطن الليبي كما ينبغي.
وهي إما معطلة أو مجمدة أو مقسمة بسبب وضع إداري شاذ وغريب وهو وجود حكومتين، وبالتالي ليس هناك سلطة مركزية تستطيع أن تقرر التصرف في الموارد المالية الليبية، ولذلك فالإنسان يتعرض الآن لتدهور متواصل في الخدمات المقدمة له وعلى رأسها الخدمات الصحية.
وتابع الزعتري قائلا: أضف إلى ذلك شرذمة الدولة والإدارة الليبية، واقتتال داخل العديد من المدن الليبية واشتباكات بين الميلشيات وقطع طرق ووجود داعش في الوسط الجغرافي الليبي يقطع أوصال الدولة.
وأشار إلى أن المواطن الليبي لا يشعر بالأمان ولا يدري ما يحمل له الغد وإذا مرض لا يجد العلاج، وذلك في المنطقتين الغربية والشرقية على السواء، حيث يغادر الليبيون بما بقي من مدخراتهم الخاصة إلى الدول المجاورة حتى للعلاج وليس اللجوء.
وأضاف "وجهت الكلمة في 20 نوفمبر الفائت إلى المجتمع الدولي في جنيف حول خطورة الوضع في ليبيا، وأعلنت "خطة الاستجابة الإنسانية" لمساعدة ليبيا في 9 ديسمبر في تونس، ثم خاطبت المجتمع الدولي في تونس مرة أخرى، بشكل أكثر إيضاحا حول الأزمة الإنسانية هناك، واليوم نحن في الجامعة العربية ومع المؤسسات المصرية المعنية بهذا الأمر للتواصل والمساعدة.
وبحسب المبعوث الأممي فإن الأزمة الإنسانية الليبية غير مرئية للجميع، وهي أزمة لا ينبغي أن تكون في هذه الدولة الثرية ولكنها أمر واقع وموجود ومؤلم، هناك عدد كبير من الليبيين يحتاجون للمساعدات الغذائية والطبية.
وأكد أن التواصل قائم ومستمر مع الجهات الليبية المعنية بالشأن الإنساني والمنظمات الليبية غير الحكومية العاملة في هذا المجال، وعلى رأسها الهلال الأحمر ورؤساء البلديات، وهي جهات فاعلة ونتعامل معا لتقديم المساعدة والخدمات الطارئة، ما يحد حقيقة من تقديم هذه الخدمات قلة التمويل المتاح للبرنامج، حيث انه من ضمن 166 مليون دولار نحتاجها لتنفيذ «خطة الاستجابة» لم يتم تغطية 10 بالمائة فقط، وأفسر الأمر بأن هناك انطباعا سائد خاطئا بأن ليبيا دولة غنية تستطيع أن تتولى تنفيذ هذا البرنامج وحدها وهو أمر مخالف للحقيقة تماما.
وتابع قائلا: ليبيا غنية ولكنها اليوم غير قادرة على أن تضع يدها على التمويل الكافي لإنهاض القطاعات المختلفة ولإنقاذ مليون وثلاثمائة ألف محتاج بشكل عاجل أو مليونين وأربعمائة وأربعين ألفا عدد المحتاجين الكلي.
وأشار "نحن لا ننظر من أين تأتي المساعدات شرقا أو غربا بل ننظر إلى الإنسان الليبي دون أي تفرقة فيما يتعلق بانتماءاته السياسية، وخطة الاستجابة الإنسانية مرصودة لليبيا بأسرها، الآن ظرفيا أتتنا المساعدات من أي طرف أو حدود أو مكان نحن حريصون على تلقي المساعدات وإيصالها دون تفرقة.
وأكد الزعتري أن هناك منظمات ليبية شجاعة تعمل بتفان كامل على الأرض داخل المدن الليبية حتى الواقعة منها تحت سيطرة داعش، ورغم أن المساعدات قليلة حتى الآن إلا أنها تصل لمستحقيها في جميع أرجاء ليبيا، ليست مساعدات مثلى بالطبع ومن يتولى إيصالها معرض لخطر الموت والمصادرة وقطع الطرق ولكن المحتاجين يمكن الوصول إليهم، كما يتم التعامل مع كل منطقة بشكل منفصل بمعزل عن المناطق الأخرى.
هناك مساعدات وشاحنات وبواخر تحمل مساعدات غذائية وطبية وهي جهود مشكورة، ولكنها لا تكفي لإنهاض الجسد الليبي في مواجهة الاحتياجات التي تضغط عليه، يجب أن يتم إنقاذ الجسد الليبي الذي يغرق حاليا في أزمة إنسانية حقيقية.

*-*
تليجراف: قوات خاصة بريطانية تقاتل "سرًا" في ليبيا
لندن – ش – وكالات
كشفت صحيفة (تليجراف) البريطانية عن وجود قوات خاصة بريطانية في مهمة سرية لدعم ميليشات ليبية ضد تنظيم داعش وقالت الصحيفة، إن بريطانيا نشرت بصورة سرية مستشارين عسكريين إلى ليبيا لبناء جيش لقتال خلايا تنظيم داعش هناك، حسبما علمت الصحيفة.
ووفقا للمعلومات التي حصلت عليها الصحيفة فإن القوات البريطانية الخاصة تعمل مع نظيرتها الأمريكية في مدينة مصراتة في محاولة للتصدي للتنظيم في البلد الذي لا يفصله عن إيطاليا سوى البحر. وعلمت الصحيفة أن القوات الأمريكية بدأت في "إعطاء تدريبات تكتيكية" لعدد من الميليشيات الليبية المختارة.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحكومة البريطانية رفضت التعليق عما إذا كان لديها قوات خاصة في ليبيا. ولكن مسؤولين غربيين قالوا إن "عددا محدودا" من القوات البريطانية في ليبيا في مهمة سرية أكدها مصدر في مصراتة.
وأضافت الصحيفة إن الجهود الغربية في ليبيا تركزت في العلن على إيجاد حل سياسي لتوحيد الفصائل المتناحرة في حكومة واحدة، ولكن مع تعثر المحادثات تسعى الدول الغربية لإيجاد سبيل آخر للتصدي لتنظيم "داعش" في ليبيا.
وعلى صعيد متصل؛ قال عضو في المجلس المحلي لبلدة بني وليد الليبية، إن طائرة مجهولة شنت ضربات جوية على موكب يشتبه بأنه لمسلحين من تنظيم داعش، بالقرب من المدينة الواقعة في شمال غرب البلاد أمس الأحد. وشنت طائرات حربية أمريكية في 19 شباط غارة جوية على معسكر يشتبه بأنه تابع لتنظيم داعش في مدينة صبراته غرب ليبيا، أسفرت عن سقوط نحو 41 قتيلا، جميعهم من التونسيين المنتمين لتنظيم «داعش»، فيما عدا دبلوماسيين صربيين كانا مخطوفين في نوفمبر الماضي وقتلا خلال القصف.