5 عُمانيين ينالون مرتبة الشرف من جامعة بريطانية

بلادنا الأحد ١٠/ديسمبر/٢٠١٧ ٠٢:٢٥ ص
5 عُمانيين ينالون مرتبة الشرف من جامعة بريطانية

مسقط - إيناس بنت ناصر الشيادية

خمسة طلاب عمانيين لم تجمعهم قرابة الأرض التي ولدوا فيها فحسب بل اتحدوا معا لرسم صورة إنجاز كاملة تشهد لها بلاد الغربة التي لم يعتادوا على عاداتها كأحد سكانها الأصليين، ليجمعهم الشغف في تحقيق الإنجاز لرفعة وطنهم.

قاسم بن جمعة الحجي وأحمد بن سعيد الكلباني وحسن بن ناصر العبري ومحمد بن خلفان الشريقي وأحمد بن درويش البلوشي عمانيون أوفياء تخرجوا جميعهم بامتياز مع مرتبة الشرف في دفعة واحدة من كلية بيرث ببريطانيا من تخصص هندسة الطائرات وعمليات النقل الجوي، أما زميلهم أحمد البلوشي فقد تخصص في هندسة الطائرات والتصميم.
صدفة رائعة شكلت ملحمة تميز كان دافعها رد الجميل للوطن الذي ابتعثهم للدراسة في الخارج حتى أصبحوا خير مثال لزملائهم المبتعثين بعد أن عاهدوا أنفسهم على أن يكونوا سفراء أوفياء لعمان في تلك الجامعة مازجين شغف تحديهم بحب التخصص الذي غاصوا تفاصيله محلقين به إلى آفاق بعيدة، حيث مبتغاهم أن يكونوا فخرا لذويهم وقدوة لإخوتهم الصغار.
فلم تمنعهم الغربة ووجودهم في مجتمع مختلف تماما عن عادات وتقاليد مجتمعهم العماني البسيط من ذلك التألق فكل ما كانوا يفكرون فيه هو عودتهم للوطن وهم محملون بالإنجاز، فلقد تحدث معنا أحمد البلوشي قائلا: لدي أخ توأم وقضينا 12 سنة معا في نفس الصف الدراسي وقد ابتعث إلى نيوزلندا وحصل من هناك على الفرست كلاس في الهندسة من إحدى الجامعات العريقة في تلك البلاد، فبذلت قصارى جهدي لأحذو حذوه لأنني أعتبره قدوتي المثالية في التفوق الدراسي، أما محمد الشريقي فيسرد لنا تحدياته التي استطاع مواجهتها بالتوفيق بين الدراسة وعمله الجزئي وتلبية متطلبات الحياة الزوجية فرغم أن هذه الالتزامات كانت ترافقه إلا أنه استطاع أن يعطي كل مجال حقه فيقول: لم تمنعني الدراسة من تلبية التزاماتي كرب أسرة بعد مولد ابنتي في عمان فقد كنت أتابعهم باستمرار للاطمئنان عليهم والتأكد من أن أحوالهم تسير على ما يرام، ويجزم قاسم الحجي أن الصبر في الغربة والتخطيط الصحيح خلال الدراسة ووجود الصحبة الطيبة التي تقدم العون والمساعدة جميعها أساسيات ساعدت على تهيئة الجو للتفوق وتسهيل الدراسة، ويؤكد أن للصحبة الطيبة أثرا كبيرا في التفوق والمثابرة في طلب العلم، وهـذا ما أشار إليه حسن أيضا قائلا: الصحبة الطيبة في الغربة تعوض الجو العائلي الذي ألفناه في عمان، ويشير أن عدد المبتعثين العمانيين في تلك الجامعة قليل جدا وهذا ما جعلهم مقربين جدا من بعضهم بعضا وساهم كثيرا في تفوقهم وحصولهم على الدرجات العالية.
أما أحمد الكلباني فيرى أن الاستمتاع بالدراسة وأخذ محطات راحة بين الحين والآخر له أثر كبير في هذا التفوق ويقول: كنت استمتع بالطبخ وإعداد الطعام واعتبره نوعا من تغيير الروتين والخروج من جو المذاكرة ويضيف: كنا أيضا نخرج في رحلات ترفيهية لشحننا من جديد بطاقة جديدة للمذاكرة، كما أن الجلوس مع الشباب المشجعين له دور نفسي أعطاني دافعا كبيرا لهذا العطاء إلى جانب دعم الأهل المتواصل الذي اعتبره عمود أساس في مسيرة تفوقي.
يؤمن محمد الشريقي أن لمسجد بيرث والجالية المسلمة في تلك المدينة الأثر الكبير في تهيئة الجو المناسب للدراسة من خلال تنظيم أوقاتنا لحضور الصلوات وفعاليات المسجد ما غلف شعورنا بأجواء اجتماعية كما لو كانت في عمان ويشيد أيضا بدور زملائه العمانيين والعرب في تسهيل العراقيل وحل الصعوبات التي كانت تعترض مسيرة نجاحهم. وهاهم يعودون إلى أرض الوطن محملين بعطاء إنجازهم الذي يأملون أن يخدموا به وطنهم الذي يعشقون بوظائف تناسب تخصصاتهم يكملون برفقتها الحب الذي بدأوه أول مرة.. حب عمان وحب أن تكون الأول دائما.