دراسة مصرية ترصد القصور التاريخية بمدينة الأقصر

مزاج الأحد ٢٨/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٢٠ م
دراسة مصرية ترصد القصور التاريخية بمدينة الأقصر

مصر- د ب أ

تشتهر مدينة الأقصر الأثرية في صعيد مصر، بمزاراتها ومعالمها الفرعونية، التي يتوافد السياح لزيارتها من معظم بلدان العالم، كما تعرف الأقصر بأنها تحوي بين

جنباتها عشرات المعابد ومئات المقابر التي شيَّدها ملوك وملكات ونبلاء مصر القديمة.

لكن كثيرين لا يعرفون، أن تلك المدينة الضاربة في أعماق التاريخ، تضم بين جنباتها، مجموعة من القصور التاريخية، التي تهدم بعضها وبقى الآخر شاهداً على تقدم فنون العمارة المصرية حتى اليوم.
ويرجع اسم الأقصر الذي أطلقه العرب على المدينة نتيجة لتعدد قصورها، فقد أطلق عليها هيرودوت ابو التاريخ اسم مدينة «المئة باب» وذلك نظرا لاتساع معابدها وتعدد أبوابها، وسميت باسم «واست» بمعنى «الصولجان».
رمز الحكم والسلطان وعاصمة مصر الفرعونية لمدة ألف عام من الزمان.
وأطلق المصريون في الدولة القديمة اسم «المدينة الجنوبية» تمييزا لها
عن «منف» العاصمة القديمة، ثم أصبح اسمها «نوت» أي المدينة فقط باعتبارها عاصمة للإمبراطورية المصرية في الدولة الفرعونية الحديثة، وفي العصر البطلمي أطلق عليها لقب «سيدة كل المدن» حتى جاء العرب وأطلقوا عليها اسمها الحالي «الأقصر» وهو جمع لكلمة قصر، وذلك بعد أن شاهدوا انتشار القصور بها.
وبحسب دراسة حديثة، للباحثة المصرية مديحة أحمد أبو المجد، فإن مدينة الأقصر تحتوي على العديد من القصور التاريخية بينها قصر السلطانة ملك وقصر باسيلي باشا وقصر الشتاء وقصر يسي باشا أندراوس وقصر نفرتاري وقصر بيت شيكاغو وقصر عبود باشا.
وتشير الباحثة مديحة أحمد أبو المجد في دراستها الصادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، في حديثها إلى قصر السلطانة ملك الذي كان يطل على نهر النيل الخالد ويجري تحويله إلى منتجع سياحي، وأن السلطانة ملك هي أرملة السلطان حسين كامل الذي حكم مصر في الفترة من 19 ديسمبر العام 1914 إلى أن توفي في 19 أكتوبر 1917.
ولفتت الباحثة إلى السلطانة ملك أقامت في هذا القصر ليكون مشتى لها
حيث إنها كانت تقضي الشتاء بالأقصر والصيف في إسطنبول وموقع القصر كان على النيل مباشرة قبل النوفوتيل والبوابة الخلفية له أمام المدرسة الثانوية بالأقصر وكان هذا القصر تحفة فنية ومعمارية غاية في الروعة والفخامة.

وأشارت الدراسة إلى أن أسباب هدم القصر غير معلومة حتى اليوم، ولم يبق من القصر سوى هذا الجزء من بقايا البوابة الخلفية.

وتشير الدراسة إلى أن قصر باسيلي باشا، يعد من أعظم قصور الأقصر وقد أقامته الحكومة الفرنسية ولم يكن يضاهيه في الفخامة والفن المعماري حتى قصر السلطانة ملك لكن القصرين يشتركان في أنهما أعظم ما بُني في الأقصر.

وتقول الدراسة إن قصر باسيلي بُني في ولاية إسماعيل باشا وقد قامت الحكومة الفرنسية ببنائه لقنصلها وكان من أقوى الأساسات بناء وأفخمها عمارة وقد جرى هدمه في الستينيات من القرن الفائت أيضا، أما عملية الهدم فقد كانت شاقة ومزعجة وذلك نظرا لمتانة القصر وصلابة عمارته ولقد هدم هذا الصرح العظيم وبيع الرصاص الذي كان في كل أرضيته بارتفاع 114 مترا بالكيلو وكذلك بيع الحديد المشغول والأخشاب والرخام وحتى البلاط وطوب البناء فقد كان مميزا ومستوردا من إيطاليا.
وتقول الدراسة إن قصر الشتاء المعروف باسم فندق وينتر بالاس حاليا هو الأعظم بين مباني الأقصر وأعرق فنادقها من حيث تاريخه واستقطابه لمشاهير وأعلام القرن الفائت العالميين والمحليين ويستقبل القصر المشاهير في العالم حتى اليوم.
وحسب الدراسة شُيد هذا القصر العام 1903 وأشرفت على بنائه شركة توماس كوك العالمية وقد بُني على الطراز الفيكتوري وكان من أول نزلائه الملك فؤاد وكان للملك فاروق جناح خاص داخل القصر يُطلق عليه حتى اليوم اسم «رويال سويت» ويُعرف أيضا باسم جناح الملك فاروق وكذلك نزل به تشرشل