هل تسمع صوت القراءة؟

مزاج الأحد ٢٨/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٠٥ م

لندن - ليزي ديردن -‏ ترجمة: خالد طه

هل تسمع صوتا وأنت تقرأ هذا المقال؟ سواء كانت الإجابة بنعم أو لا، فإن الاحتمال هو أنك قد اعتبرت تجربتك هذه طبيعية، ولكن الأبحاث كشفت أن هناك مجموعة واسعة من المفاهيم حول موضوع سماع صوت داخلي أثناء القراء.

قامت البروفيسير روفاني فيلهور، من قسم علم النفس بجامعة نيويورك، بتحليل الروابط بين صوت القراءة الداخلي لدى كثير من الناس وبين الهلوسات السمعية. وعلى الرغم من الحظر شبه المفروض على مفهوم «سماع الأصوات»، فإن أكثر من 80 % من الذين شملتهم الدراسة قالوا إنهم يسمعون صوتا داخليا أثناء القراءة الصامتة ونسبة 11 % فقط قالوا إنهم لا يسمعون شيئا.

قال العديد من المستطلعين إنهم يسمعون تلك الأصوات في بعض الأحيان فقط، وأن هذا يتوقف على عوامل أخرى، منها مدى اهتمامهم بالنص الذي يقرأونه، والبعض يتخيل صوته هو شخصيا عندما يقرأ بينما يتصور آخرون مجموعة من الشخصيات والأصدقاء وأفراد الأسرة، أثناء قراءة رسائل البريد الإلكتروني على سبيل المثال.
قامت البروفيسير روفاني فيلهور بتحليل 160 إجابة من استطلاع تم إجراؤه عبر الإنترنت لدراسة تجارب الناس من أجل إعداد دراسة تم نشرها في دورية «الاضطراب العقلي». كتبت فيلهور: «تشير النتائج إلى أن العديد من الأفراد يتحدثون بشكل روتيني عن تجربة سماعهم أصوات القراءة الداخلية، وهي أصوات غالبا ما يكون لها الصفات السمعية للتحدث جهرا، مثل الهوية المعروفة لصاحب الصوت وجنسه ونبرة صوته ودرجة ارتفاع الصوت والنبرة العاطفية للصوت». وفي بعض الأحيان تم تحديد أصوات القراءة الداخلية بأنها أصوات القرّاء أنفسهم، وأحيانا أخرى تكون أصوات أناس آخرين.
قال بعض الأفراد إن أصوات القراءة الداخلية مستمرة لديهم مع وجود أفكار مسموعة. وتحدث كثيرون عن أصوات قراءة داخلية يستطيعون التحكم فيها وأخرى لا يستطيعون التحكم فيها.
وغالبا ما يتم الربط بين أصوات القراءة الداخلية والهلوسات السمعية اللفظية، وربما يتم ربطها أيضا مع تخيل بعض الصور وسماع بعض الأصوات لدى من لديهم مشكلات في الصحة العقلية.
قالت البروفيسير فيلهور إن دراستها هي من أوائل الدارسات التي تحقق في هذه الظاهرة، مما يوحي بأن علماء النفس ربما فشلوا في درستها حتى الآن بسبب افتراض بعض الأفراد أن ما يحدث معهم ما هو إلا شيء طبيعي.

خدمة إندبندنت -