هيثم بن طارق: استشراف المستقبل بات من أساسيات ازدهار المجتمعات

بلادنا الأربعاء ٠٦/ديسمبر/٢٠١٧ ١٣:٥٩ م
هيثم بن طارق: استشراف المستقبل بات من أساسيات ازدهار المجتمعات

مسقط- خالد عرابي

تحت رعاية صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد، وزير التراث والثقافة، انطلقت قبل قليل فعاليات "ملتقى استشراف المستقبل"، وذلك بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض، والتي تستمر على مدى يومين.
وفِي كلمته الافتتاحية، أكد صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد أن "ملتقى استشراف المستقبل" يأتي استمراراً للنهج السليم في إيلاء التخطيط بعيد المدى أهمية كبرى؛ واستكمال مسيرة النهضة المباركة، وفيه يلتقي شركاء في مسؤولية صنع مستقبل السلطنة واستشرافه، بعد أن صدرت الأوامر السامية بإعداد الرؤية المستقبلية (عُمان 2040) وبلورتها وصياغتها بإتقان تام ودقة عالية في ضوء توافق مجتمعي واسع وبمشاركة كافة فئات المجتمع المختلفة، بحيث تكون مستوعبة للواقع الاقتصادي والاجتماعي ومستشرفة للمستقبل بموضوعية ، ليتم الاعتداد بها كدليلومرجع أساسي لأعمال التخطيط في العقدين القادمين.

وأضاف سموه قائلا: إنه وتنفيذا لهذه التوجيهات السامية؛ انطلقت المرحلة التحضيرية لإعداد الرؤية المستقبلية؛ فشُكّلت اللجان وفرق العمل الفنية، التي قامت بدراسة وتحليل الاستراتيجيات القطاعية المختلفة لمواءمتها مع أهداف الرؤية وتحديد الأولويات الوطنية ومحاور وركائز الرؤية، كما قامت اللجان المختصة بإعداد استراتيجية الاتصال والمشاركة المجتمعية التي تنطلق أنشطتها اليوم عبر هذا الملتقى، لتكون منهجا فاعلاً في إعداد رؤية تخص الجميع، مواطنين ومقيمين، تلامس احتياجاتهم وتلبي تطلعاتهم، في كل موقع، وعلى امتداد محافظات السلطنة. منهم وإليهم خالصة في التخطيط والتنفيذ والطموح، بالنهج التشاركي وبالتفاعل المنشود من ذوي الخبرة والاختصاص.
وأردف صاحب السمو قائلا: إنه وبانتهاء تحليل واقعنا العماني، وتحديد القضايا الرئيسة، والتي نعدها انطلاقة تبدأ مسيرتها اليوم، ندرك تماما أهمية أن نكون مستعدين للمستقبل بتطوراته المعرفية وتقنياته المتسارعة، والتي قد تتطلب تحولات جذرية في مختلف المناحي، كما ندرك من ناحية أخرى أهمية الاستجابة للمتغيرات التي تحدث حولنا. وهنا يأتي دوركم اليوم لتكونوا أكثر إسهاما في معرفة الفرص المتاحة، وتحديد التحديات التي يُنتظر أن تواجهنا بل وتواجه غيرنا من الأمم في المنطقة، وانعكاس تطوراتها المتسارعة على المنطقة عامة، لنكون متوافقين في توجهاتنا، متوائمين فيالتزاماتنا، نحو بناء عُمان التي ننشد بحلول العام 2040.

وقال سموه: كما أنه من الأهمية بمكان أن نعاود التأكيد على توجّه السلطنة اليوم نحو تحقيق التنويع الاقتصادي بعيدا عن الاعتماد على الموارد النفطية، وما يترتب على هذا التوجّه من أدوار جديدة في حجمها ونوعيتها للقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني للارتقاء بمكانة البلاد ومنزلتها.

وأكد سمو السيد هيثم في كلمته الافتتاحية للملتقى على أن استشراف المستقبل بات من أساسيات ازدهار المجتمعات وتقدمها، وهو أحد سبل المعرفة للوصول إلى الإيجابية والعمل الجاد والتعاون البنّاء لاستحضار المستقبل المشرق إذا أحسنا صناعته بإيجابية، دون التخلي أو الحياد عن هويتنا الوطنية، وموروثنا الأصيل الذي يعد أحد أسرار تفردنا في زمن التطورات الكبرى المتلاحقة.

وأضاف قائلا: كما نؤكد على أهمية استجابتنا للتوجيهات السامية بإشراك كافة فئات المجتمع وأطيافه جسدا واحدا، ودون استثناء لأحد، وأشد على أيديكم في هذا الملتقى الذى نؤمل فيه من النتائج ما نستكمل به الطريق لإعداد رؤية السلطنة 2040 بخطى ثابتة، ومنهجية علمية نسابق بها الزمن لخير وطننا بمنهجية إطارها الثقة لما يحويه هذا الوطن من خير وفير نحو نتائج تعكس تطلعات مجتمعنا العُماني تخطيطاً وأداء.