الكويت - محمد بن علي البلوشي - العمانية
اختتم قادة دول مجلس التعاون الخليجي مساء أمس بقصر (بيان) أعمال قمتهم الــ38 التي استضافتها دولة الكويت برئاسة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت.
وقد ترأس وفد السلطنة نيابة عن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء.
وكانت القمة قد بدأت أعمالها بكلمة لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، هنأ فيها أبناء دول المجلس على نجاح عقد هذه الدورة في موعدها المقرر لتثبت للعالم أجمع الحرص على هذا الكيان وأهمية استمرار آلية انعقاده.
كما دعا سمو أمير دولة الكويت إلى العمل على تكليف لجنة تعمل على تعديل النظام الأساسي لمنظومة مجلس التعاون الخليجي لإيجاد آلية محددة لفض النزاعات ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية.. مشددا سموه على أن «أي خلاف يطرأ على مستوى دولنا ومهما بلغ لا بد أن يبقى مجلس التعاون بمنأى به لا يتأثر فيه أو يعطل آلية انعقاده».
ولفت أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أن الطريق ما زال طويلا لتحقيق المزيد من الإنجازات التي تحقق آمال وتطلعات الشعوب الخليجية داعيا إلى التفكير الجدي للبحث في الآليات التي تحقق أهداف الدول الخليجية والأطر الأكثر شمولية التي تزيد تماسك وترابط الشعوب في دول المجلس.
كما ألقى الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية معالي د. عبداللطيف بن راشد الزياني ، كلمة أكد من خلالها على ضرورة الحفاظ على المنظومة الخليجية الطموحة والحرص على تماسكها وتضامن وتكاتف دولها وترسيخ مرتكزات الشراكات الاستراتيجية مع الدول الشقيقة والصديقة لمواجهة كافة التحديات الحالية والمستقبلية.
ودعا (إعلان الكويت) إلى ضرورة إدراك التحديات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة وأهمية التمسك بمسيرة مجلس التعاون وتعزيز العمل الجماعي.كما دعا الإعلان الكتاب والمفكرين ووسائل الإعلام في دول المجلس إلى تحمل مسؤوليتهم أمام المواطن والقيام بدور بناء وفاعل لدعم وتعزيز مسيرة مجلس التعاون الخليجي بما يحقق المصالح المشتركة لدوله وشعوبه وتقديم المقترحات البناءة لإنجاز الخطط والمشاريع التي تم تبنيها خلال مسيرة العمل الخليجي المشترك.
وأشار الإعلان الذي تلاه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي د. عبداللطيف الزياني أن أحداث اليوم تؤكد النظرة الصائبة لقادة دول المجلس في تأسيس الصرح الخليجي عام 1981 الذي نص نظامه الأساسي على أن هدفه الأسمى هو تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين وصولا إلى وحدتها وتعميق وتوثيق الروابط والصلات وأوجه التعاون الخليجي في جميع المجالات.
وأشار الإعلان إلى أن مجلس التعاون قطع خطوات مهمة منذ تأسيسه قبل 36 عاما نحو تحقيق هذا الهدف، وهو ماض في جهوده لتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك واستكمال خطوات وبرامج ومشاريع التكامل الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والأمني والعسكري بين دول المجلس من خلال التنفيذ الكامل للخطط التي أقرها المجلس الأعلى ورؤى الدول الأعضاء في تعميق المواطنة الخليجية الكاملة.
وأكد قادة دول المجلس في (إعلان الكويت) ضرورة مواصلة العمل لتحقيق التكامل الاقتصادي بين دول المجلس والتطبيق الشامل لبنود الاتفاقية الاقتصادية وتذليل العقبات في طريق السوق الخليجية المشتركة واستكمال متطلبات الاتحاد الجمركي وصولا إلى الوحدة الاقتصادية بحلول عام 2025 وفق برامج عملية محددة.
وكان صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء قد وصل إلى دولة الكويت الشقيقة أمس للمشاركة نيابة عن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- في أعمال القمة الـ(38) لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي تستضيفها الكويت.
وكان في مقدمة مستقبلي سموه والوفد المرافق لدى وصوله صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت.
وقد أدلى سموه ببيان صحفي لدى وصوله فيما يلي نصه:
«إنه لشرف كبير أن أشارك والوفد المرافق نيابة عن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- لترؤس وفد السلطنة في مؤتمر القمة الثامن والثلاثين لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي ينعقد في دولة الكويت الشقيقة وأن أنقل تحيات جلالته الطيبة إلى إخوانه القادة وممثليهم، مقرونة بالتمنيات للمؤتمر بالتوفيق في التوصل إلى النتائج المرجوة التي تعزز مسيرة التعاون الخليجي.
إن سلطنة عمان لتعرب وبكل اعتزاز عن تقديرها البالغ لدولة الكويت الشقيقة وقيادتها الحكيمة على ما يبذل من جهود خيرة لتقريب وجهات النظر وتنسيق المواقف بين دول المنطقة وصولًا إلى توحيد الرؤى للتعاطي مع كل المستجدات، وإن تلك المساعي الحميدة من جانب دولة الكويت تلقى كل التأييد والمساندة من جانب السلطنة، تعزيزًا للأمن والاستقرار في المنطقة وتحقيقا لتطلعات الشعوب الخليجية نحو مستقبل أفضل.
ندعو المولى عز وجل أن ينعم على الشعب الكويتي الشقيق وكافة شعوب المجلس بالمزيد من التقدم والنماء والازدهار والله ولي التوفيق».
كما كان في الاستقبال سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ولي عهد دولة الكويت وسمو الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء ومعالي الشيخ د. سالم الجابر الأحمد الصباح مستشار مجلس الوزراء ورئيس بعثة الشرف المرافقة لسمو نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء وعدد من كبار المسؤولين الكويتيين.
يضم الوفد المرافق لسموه كلًّا من الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية معالي يوسف بن علوي بن عبدالله، ووزير النقل والاتصالات معالي د. أحمد بن محمد الفطيسي، ووزير الشؤون القانونية معالي د.عبدالله بن محمد السعيدي، والأمين العام لمكتب نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء صاحب السمو السيد كامل بن فهد آل سعيد، ومساعد وسفير السلطنة المعتمد لدى دولة الكويت سعادة السفير د.عدنان بن أحمد الأنصاري، ورئيس المكتب الخاص لنائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء سعادة عبدالله بن خلفان البلوشي، والمكلف بتسيير أعمال وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدبلوماسية سعادة السفير د. محمد بن عوض الحسان، وسعادة السفير محمد بن ناصر الوهيبي رئيس دائرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية بوزارة الخارجية.
وكان صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء قد غادر البلاد صباح أمس متوجها إلى دولة الكويت الشقيقة لترؤس وفد السلطنة في مؤتمر القمة الثامن والثلاثين لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وكان في وداع سموه والوفد المرافق له لدى مغادرتهم البلاد وزير العدل معالي الشيخ عبدالملك بن عبدالله الخليلي ووزير الإسكان معالي الشيخ سيف بن محمد الشبيبي ووزير الخدمة المدنية معالي الشيخ خالد بن عمر المرهون ووزير الدولة ومحافظ مسقط معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي ووزير التنمية الاجتماعية معالي الشيخ محمد بن سعيد الكلباني ووزير الإعلام معالي د. عبدالمنعم بن منصور الحسني وسعادة القائم بأعمال السفارة الكويتية بالسلطنة.