مسقط -ش
تُعدّ الحناء من العادات العربية المتوارثة عند العرب كما تُعدّ من العادات العُمانية التي تستخدمها النساء للزينة سواء في المناسبات الاجتماعية أو الدينية. وتُزرع شجرة الحنّاء في أغلب محافظات السلطنة وتستخدم منذ القدم لعدة أغراض من بينها النقش على اليدين والرجلين، وصبغ الشعر، وغيرها من الأغراض التي تستأثر بها النساء في الغالب. ونظراً لتعدد استخداماتها فقد تحوّلت نبتة الحناء إلى سلعٍ متنوعة، ومنتجات متعددة؛
حيث تتنافس الشركات في إضافة المواد التي تجعلها أكثر قبولاً من ناحية بقائها لفترة طويلة أو اختلاف درجات ألوانها.
ومن هذه المنتجات الحنّاء السوداء التي يُضيف إليها بعض المواد غير الطبيعية تجعلها خطرا ًعلى بشرة مُستخدميها .صفحة» المستهلك «لهذا الأسبوع تسلط الضوء على قرار الهيئة العامة لحماية المستهلك رقم 393/2017 بشأن حظر استخدام منتج الحناء السوداء، وآراء مختصين ومستهلكين حوله.
في البداية يقول هلال بن سعود الإسماعيلي مدير دائرة تنظيم ومراقبة الأسواق بالهيئة العامة لحماية المستهلك بأن هذا القرار يؤكد استمرار جهود الهيئة في الرقابة على المنتجات التي تضر بصحة المستهلكين، موضحاً بأن الهيئة سباقة في منع منتج الحناء السوداء؛
حيث أصدرت في العام 2012 قراراً بحظر تسويقه وتوزيعه بكل أنواعه سواء في المنازل أو المحلات نظراً لاحتوائه على مادة (ppd) الصبغية التي تسبب الحساسية.
وأكد الإسمــــاعيلي ضرورة أن يلتزم التجار والمــــــوزعون بقرار الحظر تجنباً للإجراءات القانونية وكذلك حفاظاً على صحة المستهلكين.
آثار سلبية
استطلعنا آراء مجموعة من النساء لمعرفة مدى الوعي بخطورة الحناء السوداء واستخدامها لدى عموم النساء في السلطنة، حيث تقول خالصة المقبالية :نلاحظ في الآونة الأخيرة كثرة استخدام الحناء السوداء وتفضيل الفتيات لها أكثر من الحناء الطبيعي ،لكن في الوقت ذاته انتشر عن خطورة استخدامها لما لها من آثار سلبية على الجـــــــلد والشعر، أما عن استـــــــخدامي لها فــــــقد استـــخدمتها مرتين ولله الحمد لم تترك أي أثر أو تقرحات، أما قريـــــــباتي فتعرضن لحساسية في الجلد الخفيف.
واتضح أن السبب هو الحناء السوداء، وللأسف الشديد أغلبنا لا يعي مدى خطورة هذه الحناء ومكوناتها ولا يصدق إذا ما قلنا إنها مضرة، لذلك فإن للهيئة العامة لحماية المستهلك جزيل الشكر على منعها، وندعوها أن تكثف حملاتها التوعوية للنساء عبر منشورات تبيّن سبب المنع ونشرها في المدارس والصالونات والمستشفيات، وعمل مواد علمية ومقاطع مرئية توضح مدى خطورة هذا المنتج وآثاره السلبية، وكذلك إقامة محاضرات وندوات في المدارس والمستشفيات، والتواصل مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية للاتفاق مع المرشدات الدينيات على توعية المجتمع بمدى تأثيراته السلبية، والأهم من ذلك المراقبة المستمرة على الصالونات وأماكن البيع ومراقبة المواد المستوردة ومعاقبة من يستورد هذه المواد.
أما مزون العيسائية فتوضح رأيها قائلة: «معرفتي بالحناء السوداء قد تكون جيدة لتجربتي لهذا النوع من الحناء، وسبق أن تعرضت لتجربة سيئة نتج عنها «حروق» متوسطة وأخذت فترة طويلة حتى تخلصت من آثارها، وأرى أن قرار الحظر في محله وللمصلحة العامة، خصوصاً وأن الفتيات ليس لديهن الوعي الكافي في هذا الموضوع، وأنصح بعدم استخدام هذا النوع واستبداله بالحناء العربية الطبيعية».
نشرات تثقيفية
وتذكر بشائر الشبلية بأنها سمعت بأنه يسبب ابيضاضا ًلخلايا الدم الحمراء وهو ما يسمّى بسرطان الدم، وتقول إنها تعرف منذ فترة بمنعه في صالونات التجميل وامتنعت عن استخدامه، كما أنها تؤيد قرار الهيئة لما فيه من إيجابيات للمصلحة العامة، وتتوقع أن المستهلكات لا يوجد لديهن الوعي الكافي حيث إنهن ما زلن يضعن الحناء السوداء، لذلك لا بد مــــــن التوعية بنشرات تثقيفية عبر وســــــائل التواصل الاجتماعي أو مطبوعات بالإضافة إلى منع بيعه ووضعه في الصالونات وتطبيق عقوبات على المخالفين.
أما المستهلكة مروة التوبية فتوضح رأيها بقولها: أنا مع قرار الهيئة، وهذا يدل على حرصها واهتمامها بالمستهلكين، ليس فقط في المواد الغذائية بل حتى في الخدمات المقدمة.
وما يحتاج إليه المجتمع في هذا الجانب والنساء بشكل خاص هو التوعية اتجاه المواد الكيميائية، ولا نعلم ما يمكن أن تؤثر عليه على المدى البعيد، وجميل لو أن الهيئة تبث الوعي بكيفية تأثير هذه المواد على الإنسان، وما هي المادة بالتحديد التي تؤثر على الجلد والتأثير السلبي لهذا النوع من الحناء.
وكان لأميرة الجهضمية رأي آخر حيث تقول بأن قرار الهيئة يؤخذ في الحسبان، لكنها تجد أن الحناء السوداء أجمل من الحمراء، وأحيانا كفتها تكون ملائمة أكثر على حسب المناسبة.
موضحة بأنها لاحظت أن الصالونات ترفض كثيراً وتخاف عندما تطلب منهم الحناء الأسود خوفا من إقفال المحل، مؤكدة بأنها لم تتعرض لمشكلة منذ بداية استخدامها له إلى الآن. وتوضح نسيبة الخميسية بأنها لا تتعـــــــارض مع قرار الهيئة وتعلم بأنه جاء لصالحهن، وأنها لا تستخدم الحناء السوداء، بل عـــــــوضاً عن ذلك تقوم بخلط صبغة للشعر وملئها في مخاريط للحناء ورسمها على اليد وتكون النتيجة رائعة.