نافورة الأقواس.. تحفة معمارية تزيد مسقط جمالاً

بلادنا الخميس ٣٠/نوفمبر/٢٠١٧ ٠١:٥٩ ص
نافورة الأقواس.. تحفة معمارية تزيد مسقط جمالاً

مسقط -
في إطار جهود بلدية مسقط الرامية لتطوير المنطقة المحيطة بدار الأوبرا السلطانية، والتي اشتملت على تحسين منظومة الطرق المؤدية إلى الدار ورفع كفاءتها المرورية وزراعتها وتجميلها؛ لتتواكب مع المستوى الحضري الرفيع الذي تمثله دار الأوبرا السلطانية؛ فقد انتهت البلدية من تنفيذ مشروع نافورة الأقواس والحديقة المحيطة بها. ويعدُّ هذا المشروع أحد المشاريع التجميلية في محافظة مسقط والذي يتميز بطابع عصري، وسط موقع حيوي بمحاذاة شارع السلطان قابوس الرئيسي ودار الأوبرا السلطانية في منطقة الصاروج، ويضفي منظر الأقواس وانسيابية المياه وهندسة الحديقة مشاهد متجانسة ذات إطلالة بهية لمرتادي الطريق ومرتادي المنطقة المحيطة به أيضاً. وجاءت فكرة تصميم النافورة مُستوحاة من شكل الأقواس السائد في دار الأوبرا السلطانية التي تمثل بطرازها الرفيع معلماً حضارياً بارزاً، بينما تنساب خطوط الماء نقية شفافة ناصعة تعكس شفافية وجماليات الفن من خلال تشكيلات وترية، ويعكس المشروع بهذا التصميم دلالات عميقة للتأثيرات الجمالية لدار الأوبرا السلطانية على محيطها الحضري، والاجتماعي والثقافي، إذ تحتضن أقواس النافورة الانسياب الشفاف لخطوط الماء بتشكيلاته الوترية، وما تمثله من قيمة فنية بصرية، بينما تضفي عليها الإضاءة ليلاً جاذبية من خلال التشكيلات المتجانسة التي تحدثها تشكيلات الماء بين الظل والنور، وبتناغم متفاوت خلال ساعات النهار والليل.جرى تصنيع مجسم نافورة الأقواس من الحديد المعالج والمقاوم للصدأ المعروف بـ(duplex) شديد الصلابة، ويبلغ ارتفاع المجسم 12 متراً، ووزنه يقارب 15 طناً، كما يتميز النظام المائي المشغل للنافورة بأنه نظام أوتوماتيكي مبرمج بأنظمة حاسوبية على مدار الأسبوع، وذلك بدءاً من الساعة السادسة صباحاً حتى الساعة 12 من منتصف الليل. كما روعي في تصميم النافورة معايير الاستدامة في تجهيزها، ومراعاة ترشيد استهلاك المياه المستخدمة فيها، وقد جرى تزويد النافورة بأنظمة حديثة تراعى فيها كميات المياه المستخدمة، بحيث تتوقف الفوهات المائية المزودة بالماء لحوض النافورة تلقائياً فور اكتمال الكمية المطلوبة، وتجري إعادة تشغيلها أوتوماتيكياً في حال النقصان؛ والذي قد ينتج عن التبخر أو أية عوامل أخرى. كما تجري إعادة فلترة الماء وضخه مرة أخرى إلى حوض النافورة لضمان نقاء الماء واستمرارية تشغيل النافورة، كما يجري التحكم الكامل بالنافورة من خلال غرفة المضخات التي تضم جميع المضخات والتوصيلات الإلكتروميكانيكية كافة، ويرتبط نظام تشغيل النافورة بأنظمة الإنترنت لمتابعة وضعها التشغيلي.

وتتناغم حركات المياه داخل النافورة مع هيكلها المقوس في تراتبية مريحة لعين الزائر والمشاهد لها، وجرت برمجتها على تواقيت مختلفة تتناسب والفترات الصباحية والمسائية والليلية. وتنقسم الحركات المائية خلال فترة عمل النافورة إلى أربع حركات هي: الأشكال المقوسة المشابهة لأوراق النخيل، وحركة تقترب من شكل تدفق مياه الأمطار، وحركة الفوهة الرئيسية الانسيابية، وتجانس وتشغيل جميع الحركات بآن واحد.

من جانب آخر، كان عنصر الإضاءة من العناصر المهمة التي جرت مراعاة وجودها في تصميم النافورة بشكل مدروس وأنيق بحيث يجسد انعكاسات جميلة وجاذبة للمناظر المجاورة للنافورة. وتعمل الإنارات والتأثيرات الضوئية لمجسم النافورة بأنظمة أوتوماتيكية مبرمجة تبعاً لتواقيت الغروب والشروق، بحيث تبدأ الإضاءة في الخفوت تدريجياً مع تدرج طلوع النهار وعكس ذلك ليلاً، وقد جرى اختيار أجود أنواع الإنارة لضمان استمرارية تشغيلها، كما جرت برمجة إضاءة النافورة لتضيء بألوان علم السلطنة (الأبيض والأخضر والأحمر)، وذلك تزامناً مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الـ(47) المجيد.