محمد بن سيف الرحبي
www.facebook.com
msrahbyalrahby@gmail.com
من أبرز مشاكلنا، أو أنها الأساس لمشاكلنا الأخرى، مواجهة عصر جديد بوسائل تعليمية قديمة، مهما حاولنا تسويق النظريات الحديثة، لكننا نلحظ بأم أعيننا أن أبناءنا يطلب منهم بحث فيأتون به جاهزا من المكتبة والمعلم يعطيهم درجة عليه "ربما لأن الطالب ذهب إلى المكتبة أو درجة لأنه استطاع إقناع والده بذلك"، كما أن الوالد أو الأخ الأكبر يستحق الدرجة على الوسيلة التي ينجزها الطفل، لأنه من الواضح أن الخط الجميل ليس خط الطفل، وإنما يكتفي المعلمون والمعلمات.. بالنيّة.
هل يمكننا التعويل على ما يمكن تسميته بالتربية الإبداعية؟! المنهج الهادف إلى تخريج مبدعين لا موظفين يريدون كرسي الوظيفة الحكومية لأنه لا يتطلب إبداعا (إلا في استثناءات قليلة)، إنما ترقب الساعة الثانية ظهرا أن تأتي، وكم ستكون إجازة العيد المقبل؟!!
التربية الإبداعية تبدأ من تلك النقطة الحائرة في ملف التعليم في بلادنا، كيف تربّي طفلا متميزا، طالبا مبدعا؟ هذه القضية الأساسية المفترض التعويل عليها إن كنا حقا نريد السير في القرن الحادي والعشرين، مع أننا علميا ما زلنا نعيش القرن الماضي، ويلزمنا معجزة لنشعر بأننا أبناء اليوم، لا أبناء قرن مضى!!
علمتنا العقود الأخيرة أبجدية شعرنا أمامها بعري فكري فظيع.. والقادم سيصدمنا باكتشافات علمية ستعجل انكشافاتنا أمامها بنحو أخطر، ولم نزل بعيدين عن استيعاب الدروس من حولنا..
في جيب كل منا جهاز هاتف أو أكثر.. وفي شراكتنا مع التقنية هناك أجهزة أخرى، الحواسيب اللوحية والمحمولة والمكتبية.. فأين وضعنا تفكيرنا الإبداعي للتعامل مع هذه التقنية؟
نقع دائما في بند "المستخدم".. فقط.
أما مدارسنا وجامعتنا، أو بالأحرى أن تفكيرنا لم يخرجنا من نمطيته لنقول إنه كان بالإمكان التعاطي بفهم مع ما يحدث من استلاب تقني يأخذنا إلى هاويته، لأننا لسنا أكثر من مستخدمين..
هل فكّرت مؤسساتنا التعليمية في إضافة منهج يعتني بهذه التقنية، فهمها، السير فيها، تطويرها، وربما أكون مبالغا في الكلمة الأخيرة، لكن يمكنني إصلاح الأمر وأن أقول.. إصلاحها.
لا نرى في سوق العمل شابا عمانيا يمتلك أدوات التعامل مع هكذا تقنية، مع أنها تمثل سوقا خطيرا يجري استنزافه لصالح القوى العاملة الوافدة التي سيطرت على الوضع، وتركتنا ندفع، إن كان العطل بسيطا لا يستحق ريالا سيقال لنا خمسة ريالات، ونفرح لأننا دفعنا أربعة ريالات فقط!!
ذات مرة زرت مدرسة يابانية، كان الأطفال يتعلمون تركيب لعبة كهربائية، أطفالنا يتعلمون كيف يكسرونها في نفس اليوم.. وفي صالة عرض لشركة سامسونج في كوريا رأيت شبابهم كيف يعملون للوصول إلى تقنية ينافسون بها ما سيعرض في عالم الهواتف المحمولة هذا العام، شبابنا يتنافسون لشراء أحدث منتجات هواتف سامسونج، الهاتف السابق صار قديما، مرّت عليه سنة كاملة!!.
أولئك تعلموا وفق تفكير إبداعي، ومعنا اعتادوا مواجهة الماضي والحاضر والمستقبل بتفكير تقليدي، وجزى الله النفط خير جزاء.