وسور الصين العظيم مهندس الكرة العُمانية يقدم الوصفة بالقلم والمسطرة العزاني

الجماهير الثلاثاء ٢٨/نوفمبر/٢٠١٧ ٠٤:٢٣ ص

خاص -

صامت في العادة، لا يتحدث كثيراً ولكنه يعمل في صمت وهو أكثر المدربين الذين عايشوا تجربة الكرة العمانية في أكثر من 15 عاماً وعمل مع معظم المدربين الذين قادوا المنتخب الأول منذ زمن ماتشلا.

يقف اليوم أمام مهمة قارية كبيرة وهي كأس آسيا للمنتخبات الأولمبية في الصين من أجل الوقوف على سُوَر الصين العظيم في النهائيات التي ستقام في مطلع 2018. شرب من كأس التجارب وعايش مراحل إعداد الجيل الذهبي، وخاص تجارب كثيرة أصبحت تؤهله بأن يكون مهندس الكرة العـــــــمانية وقدم في هذا الحوار الوصفة الســــحرية لتكوين منتخب ذهبي جديد بالقلم والمسطرة، متفائل بأن يتكرر سامبا الخليج ولكن بشروط. رغم مرضه ولكنه تجاوب معنا لإجراء هذا الحوار وفتح ملفاته وقلبه معاً وتحدث عن أهم مرحلة تمر بها الكرة العُمانية كما فنّد أسباب الإخفاقات السابقة.

ابن البريمي

حمد العزاني ابن البريمي الذي حقق نجاحات متواصلة مع ناديه أصبح مطلوباً بعد أقل من موسمين للمنتخبات الوطنية واكتسب من خلال عمله العديد من الصفات أولها العمل بصمت وخبرة السنين جعلته المدرب الوطني الأول بعمله مع المنتخبات العموم أو كمدرب للمنتخبات الأولمبية.
اليوم العزاني أمام مهمة أولمبية تبعد عنا أقل من شهرين بعد أن نجح في قيادة المنتخب الأولمبي للتأهل لأول مرة إلى النهائيات عندما تصدر مجموعته بالعلامة الكاملة متخطياً منتخبا إيران وقرغيستان صاحب الأرض وليس هذا فحسب بل يملك العزاني طموحات كبيرة بأن يحقق تفوقاً قادماً يكتب على سُوَر الصين العظيم. يملك العزاني فلسفة جميلة في بناء المنتخبات ترتكز على قاعدتين أساسيتين الأولى العمل على خطة المدى الطويل، والثانية الاستمرارية في البناء لتلعق المجد ويرى بأن مشروعه في بناء منتخب ذهبي جديد اغتيل في السابق ولكنه يعمل الآن نحو تحقيق هذا الهدف.

سياسة العمل بجيلين

قال حمد العزاني: «إذا
أردنا أن نتفوق وأن نصعد إلى كأس العالم لابد من أن يكون العمل في المنتخبات الأولمبية على جيلين متتابعين على أقل تقدير، وهي الاستراتيجية التي تعتمد على العمل بخطة طويلة الأمد والاستمرارية في الإعداد وليس العمل بطريقة التجزئة معتبراً مرحلة الأولمبي هي من أهم المراحل لتحديد مستقبل ومسار اللاعب فأما أن ينتقل اللاعب إلى المرحلة الأعلى ليلعب مع المنتخب الأول أو أن يعود لاعباً محلياً في ناديه. وضرب العزاني مثالاً للنجاح الخليجي فقال: «منتخب السعودية عمل على خطة طويلة الأمد ونجح في أن يتأهل إلى كأس العالم».

فيما اكتفى منتخب الإمارات بالمنتخب السابق وكانت النتيجة خروجه من تصفيات كأس العــــــالم، ولابــــــد أن يكون العمل ذو بعد وأهداف محددة لمدة طـــــويلة من «10 إلى 12 سنة» كما هو العمل في المنتخب الألماني والمنتخب الإنجليزي الذين اهتموا في تواصل الأجيال بين منتخباتهم».

دعم جيد وإنجاز أول

وقال العزاني أنا سعيد بأن الجمهور العُماني متفاعل مع المنتخب الأولمبي الذي أصبح حلم الجماهير في المستقبل، وهذا لم يأت إلا من العمل الجيد فقد حظي هذا المنتخب باهتمام الاتحاد الحالي في مرحلة الإعداد منذ شهر مايو الفائت وحصل على دعم مميز لذلك نجحنا في تحقيق نتيجة إيجابية في التأهل إلى النهائيات وهو إنجاز يسجل لأول مرة للمنتخب بعد أن أخفقنا في المرة الفائتة لعدم وجود إعداد جيد، وبإذن الله سنعمل على تحقيق نتائج مميزة رغم أننا سنلعب في مجموعة المنتخب الصيني المستضيف ولكن هذا لن يكون عائقاً بقدر ما يكون محفّزاً لنا.
وعاد العزاني للفترة السابقة وقال: «كنت أتمنى أن أنفذ خطتي بأن يكون لدي جيلين في الأولمبي حتى أستطيع تنفيذ جزئية الاستمرارية إلا أن الظروف حينها لم تكن متاحة بشكل جيد..فلابد أن نعرف بأن الجيل الذي يشارك في النهائيات القادمة في الصين تنتهي مرحلته العمرية للمشاركة في تصفيات الأولمبياد 2020 ولذلك لابد أن يكون لدينا لاعبين من مواليد 95 و97 تباعا للعمل لمدة 4 سنوات حتى نضمن الاســـــتمرارية في المنافسة والتكوين واكتساب الخبرة وبلوغ النضج الكروي والوصول بعدها إلى تكوين جيل كروي قوي للمنتخب الأول لاستحقاقاته المقبلة.
خاصة إذا كنا نفكر في التأهل إلى مونديال قطر 2022 والذي يحتاج إلى إعداد وتكوين مبكّر جداً، ونحتاج أن يكون هناك استثمار أطول من «4 الى 5 سنوات»، ونذكر في العام 2011 لم نتأهل إلى أولمبياد لندن بسبب الإعداد غير المتواصل.

هذه الخطة البديلة

ورغم الاعتذارات التي شهدت برنامج المنتخب الأولمبي للعب مع منتخب العراق والمشاركة في بطولة غرب آسيا إلا أن العزاني الذي لم يكن مرتاحاً لهذه الظروف الطارئة كان لديه خطة بديلة وهي أن يخوض المنتخب «6 تجارب» دولية بمستويات عالية ومع منتخبات منافسة..فقال العزاني بأن اعتذار منتخب العراق لخبط برنامج إعدادنا وإلغاء غرب آسيا كذلك خلط الأوراق لأنه كان مخططاً بأن نلعب ست تجارب قبل التوجه للصين وسيتم الآن اللعب مباراتين في مسقط مباراتين يومي 12 و15 ديسمبر مع منتخبات عالية المستوى وبعدها سنلعب في معسكر الأردن مباراتين يومي 20 و23 ديسمبر المقبل مع منتخبات عربية قوية..يتبعها معسكر في شرق آسيا حيث سنلعب مباراتين يومي 29 ديسمبر و1 يناير القادمين ونبحث أن تكون مع منتخبات آسيوية ذات التصنيف والمستوى العالي..وربا ضارة نافعة بأننا هنا نحن من يضع الخيارات بينما في غرب آسيا كانت الخيارات محددة مسبقاً. وقال بأن الجهاز الفني للمنتخب تابع منتخبات مجموعتنا التي تضم منتخبات الصين أوزبكستان وقطر من خلال متابعة قريبة لمنتخب الصين، وكذلك لمنتخب قطر وسيتيح لنا جدول المباريات بأن نتابع منتخبي الصين وأوزبكستان في انطلاقة النهائيات..حيث نملك معلومات عن منتخب أوزباكستان إلا أننا نحتاج معرفة ما هي التطورات الجديدة في الفريق.

تفاؤل

ويتحدث العزاني بنبرة التفاؤل في التأهل الأول وقال من الممكن أن نصل بعيداً ولكن أهم شيء هو التركيز على منتخب الصين لأنه الفريق الذي أخرج منتخب اليابان ومن المؤكد بأنه سيكون فريقاً جيداً ولكن إذا تخطينا الدور الأول ممكن أن نسير بعيداً في البطولة كما أن المنتخب يحظى بتعاطف المتابعين وهذا يعطي دافعية أكبر للاعبين.
وأشاد العزاني بالاتحاد الحالي وقال بأن الاتحاد قام بعمل كبير من خلال تفريغ اللاعبين ومتابعته الجيدة وأجل مباريات الدوري من أجل المنتخب الأولمبي ووفر له إمكانيات مالية كبيرة، ويتبقى أن نحقق الانسجام لأن الفريق لم يكتمل منذ شهر يوليو، ونتمنى كذلك عودة اللاعبين المصابين صلاح اليحيائي وحاتم الراشدي واعتقد بأن المنتخب يلعب كرة ممتعة وهجومية وهذا جانب مهم جداً.

مونديال قطر

وقال العزاني إن مشروع التأهل إلى مونديال قطر 2022 يحتاج إلى عمل طويل على أن يبدأ مبكراً و3 سنوات ليست كافية لأن نكون موجودين في كأس العالم فمن المهم الاستمرارية والاستثمار في الفريق مؤكداً بأن الكرة العمانية ولادة واختلف من يقول بأن الدوري العُماني لا يقدم لك لاعبين ولذلك ليس من المستحيل أن نعيد جيل عماد الحوسني إذا عملنا مثل السابق ولابد أن نعرف أهدافنا بغض النظر عن وجود المدرب أو تغير المدرب مشيرا العزاني بأن كثرة تغيير مدربي المنتخب الأول لا يصب في مصلحة إنتاج منتخب قوي مستقر. ويرى العزاني بأنه لابد من أن تتضاعف ميزانية إعداد المنتخب الأولمبي في كل عام حتى يزداد برنامج إعداده وتكوينه، ومــــــع ذلك فإن الوضع حالياً افضل بكثير عن الوضــــــع الســــــابق وهو ما أتمناه بأن يتــــــضاعف مع المرحلة المقبلة حتى نسير بشكل صحيح.

أنا مدرب أول

وقال العزاني: «أفضل بأن أكون مدرباً أول عن أكون مساعداً خاصة بعد تجربتي الجيدة مع مدربي المنتخبات الوطنية للعموم مشيراً إلى أن القيمة الفنية التي يمكن أن يكتسبها كمدرب أول أكبر من القيمة الفنية عندما يكون مساعدا مؤكدا بأنه رفض كل العروض التي قدمت له بعد 8 سنوات كمساعد للمدربين مصرا بأن يكون المدرب الأول منها رفضه أن يكون مساعدا للمدرب لوجوين».
وقال العزاني: «لا أحب أن أعيش في الظل بعد هذه التجارب الفنية وأحب التحدي حتى أقدم عملاً جديداً..وربما كان يأخذ علي بأن تعاملي مع اللاعبين في حدود معينه إلا أن التجربة علمتني بأنه لابد أن أكون أكثر قرباً من اللاعبين وأعمل بشكل فني ونفسي بشكل كبير مع اللاعبين وهذا ما أجيده بشكل عالٍ حالياً وإن كنت احتفظ بهدوئي».