مسقط –
من المتوقع أن توفر التطورات التكنولوجية خلال 10 سنوات عدداً من الوظائف في قطاع الطاقة، يزيد على العدد المتوقع أن تهدمه، وذلك بحسب غالبية المشاركين في المسح الذي أجرته مؤسسة جلف إنتليجنس عشية انعقاد منتدى عُمان للطاقة الذي تشهده مسقط.
ومن المتوقع أن يتطرق للبحث عن حلول تتعلق بكيفية تأثير التطورات التقنية والحلول التكنولوجية على سوق العمل في المستقبل.
وعلى الرغم من جو التفاؤل الذي تبثه نتائج المسح الذي أجرته جلف إنتليجنس بخصوص القدرة على إيجاد الوظائف إلا أن الجميع يدركون أن التحديات جسيمة ولا يُستهان بها وأن بعضاً من هذه التحديات يتعلق بعدم توفر الأعداد الكافية ممن يحملون المهارات المطلوبة والمناسبة لشغل الوظائف المُستحدثة بذاتها، وذلك كما يرى 90% من المشاركين في الاستبيان الذي ضم مجموعة كبيرة من أصحاب المصالح المشتركة من القطاعين الصناعي والأكاديمي الذين يرون وجود بطء في التكامل بين القطاعين من أجل توفير الأفراد بالمهارات الصحيحة لتولي الوظائف في قطاع الطاقة بالمستقبل.
تجمع الدورة الخامسة لمنتدى عمان للطاقة اليوم أكثر من 200 مختص من أصحاب المصالح المشتركة ومن ضمنهم قادة في شركة تنمية نفط عُمان وشركة أوكسيدنتال عُمان، وشركة تنمية شٍل عُمان، ويسعى المشاركة في المنتدى إلى تحديد ومن ثم تبني أفضل الاستراتيجيات من أجل تحضير قطاع الطاقة والعاملين فيه للتعامل مع التقنيات المُستحدثة ومنها ما يتعلق مثلا بتطبيقات الذكاء الاصطناعي والروبوتات والأتمتة.
ويقول المدير التنفيذي لشركة تنمية نفط عُمان راؤول ريستوتشي: «إن الإبداعات والابتكارات التكنولوجية سوف تحدث تغييرات ملموسة من ناحية جوانب العرض، وما ينتج عنه من مكاسب
طويلة الأمد في كل من الكفاءة والإنتاجية، إلا أن هذه الثورة التكنولوجية يمكن أن تنتج عنها تغييرات كبيرة وخاصة فيما يتعلق بسوق العمل». ويضيف قائلا: «إما أن ننظر للموضوع من زاوية أن نصبح نحن الضحية ونتجادل في التغييرات والأخطار التي سوف تنتج عن هذه الثورة الصناعية، أو نقوم بالتركيز على الاحتمالات والفرص الناجمة عن هذه الثورة التقنية ونتعامل مع معطياتها».
ويتعرض مشهد صناعة الطاقة لتغيرات سريعة ومتلاحقة ومن هذا المنطلق يدرك أصحاب المصالح المشتركة في قطاع صناعة الطاقة في عُمان أهمية القدرة على التوقع والتحضير لمتطلبات الوظائف في المستقبل. إن تحديد مجموعة المهارات التي سوف تكون لها حاجة ماسة مستقبلاً سوف يخفف من الأخطار المحتملة المرتبطة بالتغيرات التقنية على قوة العمل في سلطنة عُمان، كما أن ذلك يُعد أمراً حيوياً من حيث ربحية الشركات العاملة وأيضا من ناحية التطورات الاقتصادية والاجتماعية في السلطنة.
ويضيف المدير التنفيذي لشركة تنمية نفط عُمان تعقيباً على نتائج المسح الذي شارك فيه الأسبوع 500 من المهتمين بقطاع الطاقة العُماني: «إنني أرى فرصة عظيمة للأعمال والأسواق في السلطنة وفي المنطقة وأعتقد بأن هذه الفرص سوف تغير من تصورنا لتأثير الأتمتة وسوف توجد المزيد من الوظائف»، ويرى ريستوتشي أنه «ولضمان حدوث ذلك ينبغي علينا أن نزيد من قابليتنا ومن سرعتنا على التغيير، وهذا يتطلب وجود عملية تقييم مستمرة لكل من القدرات والاحتياجات التدريبية تستطيع من خلالها القيادة أن تدعم التغيير وأن تقوم بتوجيه عمليات التوظيف في الاتجاه الصحيح مع تسارع التغييرات في القطاع». ويختم ريستوتشي تعليقه بالقول: «إن التعاون الوثيق واتساق الأولويات مع بقية الشركاء من أصحاب المصالح المشتركة في كافة المتطلبات الإجرائية والتنفيذية يؤدي إلى رفع كفاءة دخول التقنيات الجديدة حيز التطبيق».