مسقط - - تصوير: طالب الوهيبي
احتفلت السلطنة، ممثلة بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، مساء أمس الاثنين بذكرى المولد النبوي الشريف، على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى السلام برعاية وزير الخدمة المدنية معالي الشيخ خالد بن عمر المرهون في كلية العلوم الشرعية بالخوير.
وتضمن الحفل تلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم كلمة وزارة الأوقاف، ألقاها المدير العام للوعظ والإرشاد الشيخ سلطان بن سعيد الهنائي، قال فيها: “عندما تقف البشرية حائرة في قراءة تقلبات واقعها ومضطربة في إدراك مآلات مستقبلها يكون لأمة الإسلام مصادر الثبات واليقين من وحي خالقها وأيامها الفاصلة من تاريخها ومعالم دروبها البينة من الأحداث الكبرى لعظمائها، حيث يتكرر الميلاد الأعظم ليبعث الأمل والتفاؤل وينشر الاطمئنان والأمان، مجدداً الذكرى الخالدة بمولد بشير الإنسانية وروحِ حياتها الآمنة وسرِ سكينتها الدائمة محمد بنِ عبدالله صلى -الله عليه وسلم، صاحبِ الرسالة العالمية وحاملِ لواء الرسالة الحضارية التي عبرت مسلَكها بتسديد الله تعالى بين ضجيج الجاهلية وصخبها، وجرت في الكون البشري المشرف على الوفاة فأعادت إليه الأمل في الحياة، وأشرقت بنورها على ظلمات الفتن فوضح درب القاصدين، وأمسكت بزمام المبادرة الخيرية فتفاعلت مكونات الوجود مستبشرة بميلاد إنسانية جديدة بمفاهيم الهداية الاختيارية المتساوقة مع الفطرة السوية {فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون}”.
وأضاف الهنائي: “لا تزال الأحداث المتوالية على البشرية تستدعي التفكير الواعي بالرابطة العقدية الكبرى بين المسلمين، حيث تتحقق بشهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله لتستوعب تحت مظلتها الجامعة الجنس الإنساني على السواء، ولترسم معالم المؤتلفِ الإنساني لتتقررَ شريعةً حكمتُه السامية في سياسة الإنسانية بالمعروف، وإدارةِ علاقاتها بالإحسان وفق المشتركات الإنسانية الكبرى بعيداً عن المثالية المفرطة واستشرافاً للخيرية المتحققة بسيادة القيم الحضارية والعدالة الاجتماعية واستنهاضا للرحمة من مكامنها لكونها طوق النجاة للمجتمعات البشرية بأسرها فالرحمة تربي على العدل والإنصاف، وتؤسس للعطف والمودة وتجمع على التعاون والمحبة، وتترجم لمعاني العيش الآمن والسلام الدائم والرحمة يتلاشى معها الظلم والكراهية وتنحسر الفرقة والتشتت وتنتفي الفتن والضغائن ويحرم التعذيب والقتل ولنحتفل بها صفة عظيمة تجسدت فعلاً وقولاً في نبينا محمد عليه الصلاة والسلام”.
جدير بالذكر أن هذا الحفل يأتي ضمن خطط وفعاليات وأنشطة الوزارة الهادفة إيصال الرسالة إلى المجتمع والعالم، وترسيخ هذه المناسبات في عقول المسلمين، وترك الأثر العميق فيهم، من حيث استيعاب الدروس والعظات، التي تستدعي الوقوف والتأمل والاعتبار بها، وأخذ الزاد الروحي والمعنوي وسط ما تعاني منه الأمة من أحداث وتغيرات وفرقة.