العلم يتوصل لعلاج انفصام الشخصية

مزاج السبت ٢٥/نوفمبر/٢٠١٧ ١٥:٤٤ م
العلم يتوصل لعلاج انفصام الشخصية

مسقط - ش
ابتكر العلماء طريقة جديدة لتخفيف آلام مرضى "الفصام"، وهو المرض النفسي الأكثر خطورة في العالم، حيث ما زال العلم عاجزا عن مواجهته.
وتقوم الطريقة الجديدة على جلوس المرضى أمام شاشة الكمبيوتر حيث يرون صورة رمزية ثم يسمعون أصوات تهديد وتعذيب في رأسهم حتى يتمكنوا من مواجهة عذابهم وجها لوجه.
وقد استخدمت الكلية الملكية بلندن أجهزة الكمبيوتر لتقليد الأصوات المزعجة التي يتخيلها مرضى الفصام، وقاموا بتكرار أصوات التعذيب التي يسمعونها حيث تحدث المرضى مع المعذبين -الذين يتخيلونهم- وجها لوجه.
وقد أشاد الخبراء بهذا العلاج الرائد باعتباره واحدا من أكثر المحاولات فعالية لعلاج هذا الاضطراب.
وقد أثبت العلاج التجريبي للأشخاص الذين يعانون من انفصام الشخصية أن هذه الطريقة الواعدة والتي ما زالت في تجارب المرحلة المبكرة، قد أثبتت نجاحها بشكل كبير في إقناع بعض المرضى بأن ما يسمعونه ما هو إلا مجرد هلاوس لا أساس لها في الواقع.
وقد وجد العلماء الذين أجروا تجارب المعايشة مع المرضى أن هذه الطريقة ساهمت في الحد من الهلوسة السمعية، ومن المأمول أن يؤدي هذا العلاج الرمزي إلى تغير جذري في نهج العلاج لملايين البشر من الذين يعانون من الفصام في جميع أنحاء العالم.
ومن المعروف أن الفصام هو اضطراب نفسي، تتمثل أعراضه الأكثر شيوعا في الأوهام والهلوسة السمعية. وهذه الأصوات عادة ما تكون مهينة، وتشمل التعذيب والتهديد، وتتسبب في الكثير من الضيق والقلق للمرضى.
والعلاجات الدوائية يمكن أن تقلل الأعراض في معظم المرضى، ولكن حوالي واحد من كل أربعة لا يزال يتأثر بالهلوسة.
وتضمنت هذه الدراسة، التي نشرت في مجلة الطب النفسي 150 مريضا في بريطانيا ممن أصيبوا بالفصام منذ حوالي 20 عاما، والذين كانوا يعانون من الهلوسة السمعية المستمرة والمؤلمة لأكثر من عام. ومن بين هؤلاء، تتعرض 75 حالة للعلاج الرمزي بهذه الطريقة و 75 اكتفوا بالعلاج التقليدي أو المتبع.
وقال الدكتور "توم كريج"، الذي قاد الدراسة في مستشفى "ماودسلي" البريطاني ومعهد الطب النفسي في كلية "كينغز كولدج" بلندن إن النتائج قدمت "دليلا مبكرا على أن العلاج التجسدي أو الرمزي يُحسن بسرعة الهلوسة السمعية".
وقالت "آن ميلز دوجان"، الخبيرة بجمعية "ويلكوم ترست" الصحية التي مولت التجربة، إن النتائج مشجعة للغاية، وهذا النهج الجديد يمكن أن يؤدي لثورة في عالم الطب النفسي بشكل عام وليس الفصام فقط، فعندما يواجه المريض النفسي المخاوف التي يشعر بها وجها لوجه فإنه يمتلك الشجاعة الإرادية لمواجهتها، وهذه الطريقة يمكن أن تصلح لعلاج أمراض أخرى نفسية وعصبية".