معرض إبداعات عُمانية بحق

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٢٣/نوفمبر/٢٠١٧ ٠٥:٤٤ ص
معرض إبداعات عُمانية بحق

علي بن راشد المطاعني

الطموحات الكبيرة والآمال العراض تبدأ دائما بأحلام وأفكار بسيطة سرعان ما تتطور وتكبر مع التطلعات والإصرار والعزم والإرادة التي لا تلين، هذا ما يجسده معرض إبداعات عُمانية الذي يحتضنه مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض في واحد من صور وأشكال الدعم الذي يتوفر لرواد الأعمال لعرض منتجاتهم وإماطة اللثام عن مشروعاتهم الصغيرة في حجمها، الكبيرة في تطلعاتها.

فالتجول في جنبات المعرض على اتساعه يكشف لنا حقائق على أرض الواقع مفادها أن الشباب العُماني قادر على اختراق الأسواق وكسر حاجز المنافسة وسبر أغوار العمل التجاري بجدارة عندما تتاح له الفرص وتمهد له الطرق للوصول إلى مبتغاه، وإنه قادر على تحقيق آماله، والإبداع في عمله وفي عرض المنتجات، وهو ما يجب تحفيزه وتشجيعه من جميع أبناء المجتمع وخاصة الفاعلين والقادرين منهم لكي تتكامل الجهود لبناء منظومة من ريادة الأعمال من أبنائنا الشباب الوثاب.
إن معرض إبداعات عُمانية بما يحتويه من مشاركات فاعلة يعكس ثمار الجهود التي بذلت لتمكين الشباب العُماني من امتهان العمل الحر وسبر أغواره على جميع الأصعدة والمستويات.
فالتطور الذي يشهده المعرض عاما بعد آخر يعكس بجلاء الرغبة الجامحة من الشباب في عرض إبداعاتهم في العمل التجاري مستخدمين التقنيات الحديثة في التغليف والتجهيز والإعداد ومن ثم العرض الأخاذ.
ومن حسن الطالع أن نشهد تطورا في زيادة حجم المشاركات لرائد الأعمال الواحد في المعرض من خلال توسع أنشطته إلى أكثر من نشاط في تقدم لافت في هذا الشأن تحقق بفضل الرعاية والاهتمام من قبل الجهات الداعمة التي لا تتوانى عن بذل كل صنوف الدعم لرواد الأعمال ليتمكنوا من التوسع الكمي والنوعي في مشاريعهم.
ولا نغفل أن الابتكار في المعرض كان سيد الموقف في الكثير من المعروضات خاصة الصناعة العطرية التي يتعين أن تسجل كماركات تجارية في هذا المجال الذي يجذب الملايين من الناس، مستغلين المقومات الطبيعية التي تزخر بها بلادنا في استخلاص العطور والصابون وغيره من المستحضرات التجميلية الرائعة التي تشكل بانوراما من الأشكال البديعة الزاهية.
فالمعرض يفتح أبوابه أمام الزوار لإطلاعهم على إبداعات أبنائهم وكفاءة أعمالهم وجودتها ومواصفاتها القياسية وحسن تغليفها، فالزيارة لهذا المعرض بحد ذاتها تشكل دعما معنويا لهؤلاء الشباب المكافحين في طريق بناء ذواتهم ومستقبلهم ومشاركتهم أفراحهم عبر منتجاتهم ليعد أمرا تمليه الواجبات الوطنية.
بالطبع المشاركات الموجودة ليست لكل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي استفادت من الدعم والقائمة في ولايات السلطنة، لكنه يمثل نموذجا للمشروعات الشبابية التي تحتاج إلى مساندة منا بشراء منتجاتها وتفضيلها على مثيلاتها المستوردة أو التي تباع من قبل غير العُمانيين، فهذا أكبر دعم يمكن للمجتمع أن يقدمه لهؤلاء الشباب المثابر.
نأمل أن يحقق أبناؤنا كل النجاح في مساعيهم النبيلة هذه فالعمل الحر يبدأ بالفعل بفكرة، ثم لا تلبث أن تكبر وتستطيل لتملأ حيز المكان والزمان، وهكذا يتم اقتحام قلاع المستحيل.