الموت يغيب سالم علي سعيـد

مزاج الخميس ٢٣/نوفمبر/٢٠١٧ ٠٥:٢٧ ص
الموت يغيب سالم علي سعيـد

مسقط- خالد عرابي

بقلوب مؤمنة مطمئنة، راضية بقضاء الله وقدره استقبل المجتمع وخاصة الساحة الفنية اليوم خبر رحيل واحد من أهم ركائز الأغنية العُمانية المعاصرة، سالم بن علي سعيد -رحمة الله عليه-، وذلك بعد صراع مع المرض، وإن كان لن يغيب عن قلوبنا ونفوسنا بسيرته العطرة وأعماله الخالدة التي تغنى بها، فغرس في نفوسنا وقلوبنا الحب للوطن، والولاء لجلالة السلطان فرحمة الله عليه، ندعو الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يلهم أهله وذويه ويلهمنا جميعاً الصبر والسلوان..

تُرى ماذا قال عن بعض رموز الفن؟

يقول الإعلامي الشهير خالد بن صالح الزدجالي: «سالم بن علي هو فقيد الوطن.. فقد فقدنا إنساناً يحمل إنسانية رائعة وجميلة، وهو أخ وصديق عزيز وكان -رحمة الله عليه- خير من مثّل الوطن خير تمثيل، فاستحق سالم بن علي بحق أن يكون سفيراً للأغنية العُمانية، وهو تغنى وأخلص للوطن، ومن عاصره يعرف أنه رجل زرع في نفوسنا الحب والانتماء للوطن، والولاء لمولانا جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه-».
وأضاف الزدجالي قائلا: «هذا الرجل غنّى من التراث ومن الأرض العُمانية، غنّى من القيم العمانية الأصيلة، فوصل للناس في الداخل والخارج، وهو فقدان كبير، واسم أتوقع أنه زُرع في نفوسنا وقلوبنا جميعاً، وأحببناه قبل أن نراه، وهذه ميزة لا يمتاز بها إلا القلائل ممن وصلوا من القلوب، وهو تمكن من قلوب الكثيرين من العمانيين وغيرهم لأنه كان خلوقاً ومخلصاً لوطنه ولأغنيته واختياره لكلمته.. فنعزي أهله وأنفسنا في فقدانه ونسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته».

فقيد الفن العماني

أما الفنان سعود الدرمكي، وهو على فراش المرض، يعاني من وعكة صحية بسيطة، والدموع لا تفارقه عقب اتصالنا به فيقول: «سالم علي سعيد فنان كبير وإنسان أصيل، وأنا أعتبره الفنان العُماني الأول، وتربطني به صداقة وعلاقة وطيدة وكنا نلتقي دائماً، وكم من جلسات جميلة جمعتنا سوياً في صلالة وآخرها قبل أن يصاب بهذا المرض.. فهذا الرجل هو فقيد الفن العُماني، لأنه عاش مخلصاً ومحباً لوطنه وللناس، فوصل لقلوب الناس، وأنا حزين جداً على فقدان هذا الفنان والأخ والصديق، ولكن لا نملك اليوم إلا أن ندعو له بخالص الرحمة والمغفرة -فقد ذهب الكلام- ولكن يبقى فنه وأعماله خالدة بإذن الله. وأدعو الله عز وجل أن يدخله فسيح جناته، وأن يتغمده بالرحمة والمغفرة، وأن يصبرنا جميعاً على فراقه.
المطرب تركي الشعيبي يقول: «البقاء والدوام لله، سالم علي سعيد فقيد كل عماني وكل متذوق للفن». وأقول: «كان -رحمة الله عليه- عموداً من أعمدة الفن العماني. ويشير الشعيبي إلى أنه حينما وصله الخبر كان مُحزنا وصادما ولكن، ويضيف: ولكن لا نملك إلا أن نقول هذا قدر وأمر الله، وأن سالم علي سيكون خالداً معنا بأعماله الخالدة وروحه الطيبة».
ويؤكد الشعيبي: «كنت معه في الفترة الأخيرة، وخلال فترة مرضه وقد سافرت له إلى تايلاند، وكنت معه هناك، ولمست فـــــيه مدى قوة إيمانه وصلابته فقد كان راضيا بقضاء الله وقــــــدره متحملا للمرض يقول دائما، «هذا قدر الله، اللهم لك الحمد والشكر» فقط كان يشعر بفقدان للوطن وكان دائمــا يحدثنا عن ذلك، وأنا شخصياً كنت أشعر معه من معاملته كأنني ابنه أو أخيه الأصغر، أو صديقه.
ويشير الشعيبي إلى أنه تربى على أغنيات سالم علي سعيد، وأن كثيراً من أغانيه حفظها في الصغر، وأنه ما زال كلما تذكرها تذكره وقت أن كان طالبا في المدرسة ومن تلك الأغنيات «يا ناس يا أهل الهوى»، ويختتم قائلا: «نسأل الله له واسع الرحمة والمغفرة ونعزي أهله وذويه والساحة الفنية العمانية».
ويعلق المخرج بدر المعشري فيقول: «وفاة الفنان سالم علي سعيد كانت صدمة كبيرة، وفعلاً افتقدنا قامة لا تتكرر أبداً، فالفنان سالم علي يعتبر من الشخصيات المميزة والتي قدمت للساحة الفنية الكثير، وتشرفت بالعمل معه في إخراج العديد من الأعمال الوطنية، والتي لا زالت تعرض حتى أنه لما توقف عن الغناء عدنا معا في عمل فني كبير (شقيق الليل).. وعملنا له -رحمه الله عليه- حفل استقبال كبير عند عودته من العلاج، وكان بمشاركة بعض من نجوم السلطنة.. حتى أنه أسعده كثيراً وهذا ما كنّا نطمح إليه.. واليوم نودع سفير الأغنية العمانية.. وتبقى أعماله وحسه الوطني موجوداً بيننا، وأسأل الله تعالى العلي القدير أن يسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان..
«إنا لله وإنا إليه راجعون»