مسقط - خالد عرابي
فقدت السلطنة اليوم علماً من أعلامها، وإحدى ركائز الأغنية العُمانية المعاصرة، إنه الفنان سالم بن علي سعيد، المُلقب بسفير الأغنية العُمانية وذلك بعد صراع مع المرض ورحلة حافلة من العطاء.. فماذا قال عن مرضه؟
كانت "الشبيبة" قد انفردت بحوار حصري مع الفنان الراحل من على فراش المرض في المستشفى السلطاني وقبل سفره إلى تايلاند، وبسؤاله عن كيفية شعوره بالمرض ومتى؟ وماذا حدث معه قبل أن يصل لمرحلة متقدمة من المرض مما استدعى تنويمه في المستشفى؟
أجاب في ذاك الحين: شعرت بالتعب منذ نحو شهر، ولكن نظراً لأنه ألم متقطع ويأتي ويذهب في البداية لم أهتم كثيراً، ولكن بعد أسبوع بدأ يتزايد الألم في منطقة البطن ببطء ولكن بشكل يومي مما استدعى ذهابي لمستشفى السلطان قابوس بصلالة التي بقيت به لمدة عشرة أيام، وقد قاموا بإجراء بعض الفحوصات والتحليلات والتي بناءً عليها كانوا يعطوني بعض الأدوية ولكن كان معظمها في صورة مهدئات لألم المرض، ولكن بعدها لم نجد تحسناً فتم تحويلي منها إلى المستشفى السلطاني بمسقط، وأيضاً استمرت الفحوصات والتحليلات والأدوية ولكن الألم يتزايد ولا يحدث تحسّن وبعد عدة أيام وأيضاً عدم تمكن الفريق الطبي من تحديد المرض ونظراً لوجود شبهة بنسبة ورم أوصى الفريق بضرورة سفري للعلاج بالخارج وما إن علم جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- إلا ووجه بالاهتمام بحالتي -والحمد لله- تم كل شيء باهتمام وبسرعة.
وأشار سالم علي سعيد في حواره معنا في ذلك الحين، إلى أن المرض اختبار من الله، وأنه يحمد الله على هذا الاختبار ويتوجه بالشكر لكل من زاره وسانده ووقف بجواره، كما أشار إلى أنه نال كل الاهتمام والرعاية في المستشفى السلطاني بمسقط وقد تولى فريق طبي متميّز الاهتمام بحالته وتم إجراء كافة التحاليل له وتم تخصيص غرفة متميّزة له، ولكن نظراً لأن التحاليل جميعها لم تشخص حالة المرض بالتحديد ووجود شبهة بوجود نسبة ورم، فقد كان لا بد من السفر والعلاج بالخارج، وبدورهم المسؤولون في ديوان البلاط السلطاني لم يتوانوا وتم التواصل والتنسيق مع بعض المستشفيات المتخصصة وكان الفريق الطبي قد نصح بالسفر إما إلى ألمانيا أو تايلاند ونظراً لسرعة الإجراءات والرد من المستشفى الأمريكي في تايلاند وأيضاً تميّزه وشهرته العالمية فقد تم اختياره للعلاج وسافر إلى تايلاند.
وكان الفنان قد عاد للسلطنة قبل فترة بعد تحسّن في حالته الصحية، ثم عاد مرة أخرى للمتابعة ولكن قضاء الله وقدره اختبرنا جميعاً واختاره الموت ليغيبه عنا جسداً، ولكن تبقى أعماله وأغانيه وسيرته العطرة، فرحمة الله عليه، وإنا لله وإنا إليه راجعون.