عدو داعش اللدود أصبح رئيساً لكوسوفو

الحدث الأحد ٢٨/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٢٥ م

بريشتينا - - وكالات

وعد هاشم تاجي الذي انتخبه النواب رئيسا لكوسوفو أن يكون «في خدمة كل المواطنين بمعزل عن انتمائهم الإثني» من أجل بناء «كوسوفو أوروبية»، وذلك في نهاية يوم ساده التوتر في البرلمان وشهد مواجهات في الشوارع.

وقال وزير الخارجية رئيس الوزراء الأسبق: «ساكون في خدمة جميع المواطنين بمعزل عن انتمائهم الإثني من أجل بناء كوسوفو جديدة، كوسوفو أوروبية». وأضاف تاجي «سأعزز علاقاتنا القوية والأبدية مع الولايات المتحدة».

وحاولت المعارضة منع التصويت بإلقاء الغاز المسيل للدموع داخل البرلمان وهي طريقة يلجأ إليها النواب منذ أكتوبر للمطالبة باستقالة الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة، مما يشل أعمال المجلس عمليا. وبعد فشل محاولتين لانتخاب تاجي بأغلبية الثلثين، انتخب تاجي في الدورة الثالثة بأغلبية بسيطة إذ حصل على 71 من أصوات النواب البالغ عددهم 120 في البرلمان بموجب القواعد الدستورية. وبينما كان التصويت جاريا، تظاهر نحو ألف من ناشطي المعارضة أمام البرلمان في بريشتينا حيث يعتصمون منذ الأربعاء. وقبل بدء التصويت رددوا هتافات «ارحل!» و»هاشم ارحل!». وقال أحد قادة المعارضة البين كورتي أمام الحشد أمام البرلمان «سنواصل التظاهرات حتى الدعوة إلى انتخابات جديدة». وتلت دعوته مواجهات بين قوات الأمن ومجموعة من مئة متظاهر ألقوا على الساحة أمام البرلمان زجاجات حارقة، قبل إن يتم تفريقهم بقنابل مسيلة للدموع. وقالت الشرطة مساء الجمعة أن 21 شرطيا جرحوا وخمسة متظاهرين اعتقلوا. كما أوقف ثلاثة من نواب المعارضة استخدموا الغاز المسيل للدموع داخل البرلمان.

مسيرة

تاجي (47 عاما) ترأس الحكومة الكوسوفية من 2008 إلى 2014 وقاد كوسوفو إلى الاستقلال عن صربيا في ‏فبراير 2008. وهو يحتل واجهة الساحة السياسية المحلية منذ عقدين تقريبا.

وكان تاجي قائد جيش تحرير كوسوفو الانفصالي الذي قاتل القوات الصربية خلال الحرب في 1998-1999، ثم انتقل إلى العمل السياسي.

لكن سمعته تضررت بعد نشر تقرير لمجلس أوروبا في 2010 يورد اسمه في قضية تهريب أعضاء بشرية لسجناء وخصوصا صرب خلال النزاع وبعده. لكنه نفى هذه الاتهامات بشدة.
وتشهد كوسوفو منذ أكتوبر 2015 أزمة سياسية على خلفية غضب عام بسبب سوء الوضع الاقتصادي والبطالة التي تطال نحو 40 في المئة من السكان في بلد تعداد سكانه 1.8 مليون نسمة.
من جهة أخرى تتهم المعارضة السلطة بالفساد وتطلب منها التخلي عن اتفاق «تطبيع» العلاقات مع صربيا المبرم في 2013 برعاية الاتحاد الأوروبي.

ونص الاتفاق على إقامة «جمعية» للبلديات الصربية الأمر الذي تعتبره صربيا بالغ الأهمية للأقلية الصربية في كوسوفو، لكن المعارضة الكوسوفية ترى فيه مساسا بالسيادة. وتعهد تاجي بمواصلة الحوار مع صربيا التي لا تزال تعارض استقلال كوسوفو. ووعد «بالعمل بمزيد من التصميم» في هذا الحوار الذي يعد «شرطا حتميا لمستقبل مستقر بسلام» في كوسوفو. وتنتهي ولاية الرئيسة الحالية لكوسوفو عاطفة يحيى آغا في السابع من أبريل يوم تولي تاجي مهامه.

فوز سابق

في ديسمبر 2010 أعلنت منظمة غير حكومية مستقلة استنادا إلى نوايا الناخبين لدى الخروج من مكاتب الاقتراع، أن حزب كوسوفو الديموقراطي برئاسة رئيس الحكومة وقتها هاشم تاجي يتقدم في الانتخابات التشريعية التي جرت في كوسوفو. وحصل حزب تاجي على 31% من الأصوات بحسب هذا الاستطلاع الذي أجرته منظمة غاني بوبي الكوسوفية، والذي شمل عينة من نحو 2200 ناخب في كل مناطق كوسوفو. وتأتي رابطة كوسوفو الديموقراطية برئاسة عمدة بريشتينا عيسى مصطفى في المرتبة الثانية بـ25% من الأصوات، وحركة الحكم الذاتي في المرتبة الثالثة بـ16% من الأصوات، بحسب الاستطلاع نفسه. وأعلن المحلل شكلزن مالكي الذي شارك في إعداد هذا الاستطلاع أمام الصحفيين أن هامش الخطأ فيه هو نحو ثلاثة في المئة. ودعي نحو 1.6 مليون كوسوفي للمشاركة في هذه الانتخابات لاختيار 120 نائبا يشكلون برلمان كوسوفو.

لا يمكن أن تعود إلى الماضي

ويدعو الزعيم الألباني هاشم تاجي الذي كان على رأس حركة المتمردين سابقا، على قيادة كوسوفو إلى الاستقلال، ويدعو إلى الحوار مع بلغراد والتسامح الديني، لكنه يرفض تماما بقاء قوات صربية على أراضي الإقليم.

وقال تاجي في مقابلة سابقة مع وكالة فرانس برس بأن كوسوفو لا يمكن أن يعود إلى الماضي ووجود وحدات صربية، عسكرية كانت أو من الشرطة، مرفوض تماما مهما كانت الظروف.

واعتبر أنه لا يجوز حتى لبلغراد أن تفكر بمثل هذا الأمر. فالمنطقة بحاجة للأمن عموما ويجب أن لا تنشغل بتحركات هذا الجيش أو ذلك.
وكان هاشم تاجي الزعيم السياسي لجيش تحرير كوسوفو، حركة المتمردين التي حلت اليوم، الذي واجه قوات بلغراد أبان النزاع بين القوات الصربية والمتمردين الألبان في العامين 1998 و1999. وإقليم كوسوفو المأهول بغالبية ألبانية، لا يزال رسميا جزءا لا يتجزأ من دولة صربيا - مونتينيجرو (يوغوسلافيا سابقا) لكنه خارج عن سلطة بلغراد منذ جلاء القوات الصربية في منتصف 1999، وإقامة إدارة تابعة للأمم المتحدة ونشر قوة أطلسية. وقال في هذا السياق من المهم إرساء حوار مباشر. فنحن بحاجة للتعاون وينبغي ألا يكون هناك منتصر ومهزوم في ختام هذا الحوار، كما يجب تسهيل وصول الجميع إلى المؤسسات الأوروبية. وقد وقع تاجي رسالة مفتوحة تدعو لعودة الصرب الذين غادروا منازلهم في كوسوفو في العام 1999، والمقدر عددهم بحوالي 200 ألف، هربا من عنف المتطرفين في جيش تحرير كوسوفو.
وقال تاجي في تلك الرسالة إن الصرب سيكونون على الرحب والسعة إذا هم رغبوا في العودة إلى منازلهم في كوسوفو أو إذا كانوا يشعرون أنهم في ديارهم في الإقليم.

تهديدات بالقتل

ذكر هشم تاجي أنه تلقى في 2014 عندما كان رئيسا للحكومة «تهديدا بالموت» موقعا من قبل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي.

وقال تاجي: «كان تهديدا بالموت لي ولعائلتي»، مؤكدا أن «أي تهديد» لن يجعله «يتراجع أو يتخلى» عن مكافحة التطرف الإسلامي. وكان موقع أخباري كوسوفي نشر مؤخرا مضمون رسالة التهديدات التي تلقاها تاجي في نهاية 2014، مشيرا إلى أن البغدادي دعا رئيس الوزراء إلى الكف عن سياسته في التحالف مع الغرب والتعرض «لانتقام كبير». وتقول وزارة الداخلية الكوسوفية أن حوالى 300 مواطن من كوسوفو التي يبلغ عدد سكانها 1.8 مليون نسمة معظمهم من المسلمين المعتدلين، التحقوا بالمتطرفين في سوريا والعراق.

وقد قتل خمسون منهم وعاد 120 إلى بلدهم. ولمنع تجنيد المتطرفين، أصدرت كوسوفو في مارس 2015 قانونا ينص على عقوبات تصل إلى السجن 15 عاما لمواطنيها الذين يذهبون للقتال في الخارج.