تقرير إخباري: الاحتلال الإسرائيلي يستعد لحرب لبنان ضمن خطة ثلاثية الأبعاء

الحدث الأحد ٢٨/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:١٠ م
تقرير إخباري:
الاحتلال الإسرائيلي يستعد لحرب لبنان ضمن خطة ثلاثية الأبعاء

القدس المحتلة – زكي خليل

نشرت «يديعوت أحرونوت» أمس تقريراً تحت عنوان «هكذا يستعد الجيش الإسرائيلي لحرب لبنان الثالثة»، تظهر فيه طبيعة الخطر الذي بات يمثله «حزب الله»، بعد أن أعلن رئيس الأركان الجنرال غادي آيزنكوت أنه غدا التهديد المركزي.
وليس صدفة أن مناورة الدفاع الجوي السنوية الكبرى، التي يجريها الجيشان الأميركي والإسرائيلي، وهذه المرة بمراقبة ألمانية، أخذت «حزب الله» هذه المرة باعتبار مميز، خصوصاً بعد تهديدات الأمين العام لـ «حزب الله» نصر الله بضرب خزانات الأمونيا في خليج حيفا.
وأشار يوسي يهوشع، في مقاله بـ «يديعوت»، إلى أنه بعد إزاحة الخطر النووي الإيراني عن رأس سلم أولويات المخاطر على إسرائيل، غدا «حزب الله» التهديد المركزي، وأعلن رئيس أركان الجيش أن إسرائيل وجيشها يستعدان لمواجهة ذلك. ومع ذلك أوضح أن الفرضية الأساس التي ينطلق منها الجيش الإسرائيلي حالياً أنه ليست لـ «حزب الله» مصلحة الآن في «حرب لبنان الثالثة»، بسبب توسع نشاطاته إقليمياً ومشاركته في الحرب السورية. وأوضح أنه برغم كسب الحزب الخبرات العملية في العديد من الميادين، فإن الوقت ليس مناسباً لتغيير انتشاره في مواجهة الجيش الإسرائيلي.
وتشير الفرضية الإسرائيلية الرئيسية الى انه لا توجد لدى «حزب الله» مصلحة الآن بشن حرب، لاسيما وان نشاطات هذه المنظمة تمتد من اليمن وحتى سوريا، حيث يوجد سبعة آلاف من مقاتليها على الاراضي السورية وفقدت المنظمة حوالي 1300 مقاتل في الحرب الاهلية في سوريا. وصحيح انها تحصل على تجربة عملية في كافة المجالات، لكنها لم تعمل ولا حتى على تحسين موقع عسكري واحد مقابل الجيش الإسرائيلي على حد نفس المصادر.
تتضمن تهديدات «حزب الله» امكانية اطلاق مئة الف قذيفة على إسرائيل بسرعة 1200 قذيفة وصاروخ يومياً وذلك من بطاريات اطلاق صواريخ وقذائف موزعة في الاراضي اللبنانية على عشرات القرى في الجنوب اللبناني. اما الخطوة الاخرى التي تحدث عنها حسن نصر الله الامين العام للمنظمة فتناول اطلاق منطقة الجليل وليس المقصود هنا استخدام كتائب عسكرية فتسلل الى عمق المناطق الإسرائيلية بل سيطرة على بلدات قرب الجدار الحدودي وتوجد بلدات كثيرة كهذه قرب الحدود الشمالية، وكل من يعرف المنطقة يدرك بأن لا حاجة لحفر انفاق من اجل التسلل الى هذه البلدات، اذ كان بالامكان وقبل الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية الاخيرة التسلل بسهولة كبيرة للمنطقة الشمالية.
ويتبنى الجيش الإسرائيلي الان استراتيجية تتضمن ثلاثة معايير: اطلاق نيران مكثفة دقيقة الاصابة والعمل على قطاع واسع غير محدود وبناء عوائق دفاعية على طول خط التماس والقدرة على مناورة سريعة للوحدات القتالية في الجنوب اللبناني.
واستمرت حرب لبنان الثانية التي اندلعت صيف العام 2006م، 33 يوماً، وكانت هذه الفترة اطول من قدرة إسرائيل على تحمل موجات الصواريخ والقذائف التي غطت كل بقعة في إسرائيل، وكانت تنساق بسرعة كبيرة. وبهدف مواجهة هذا التهديد حسن الجيش قدرات الدفاع الجوي من خلال تطوير منظومات «القبة الحديدية» و«شربيط قساميم» (ستصبح الاخيرة قابلة للاستخدام خلال فترة قصيرة) و"حيتس"
وتعتبر المعلومات الاستخبارية الدقيقة جزءاً هاماً من القدرات الإسرائيلية، اذ جمعت معلومات كهذه حول آلاف الاهداف النوعية بينما كان لدى إسرائيل 200 هدف كهذا قبيل حرب لبنان الثانية، كما تم تحسين القدرات الهجومية بصورة كبيرة بالمقارنة مع الحرب السابقة.

يشار إلى أنه طوال الأسبوع الفائت أجرت إسرائيل وأميركا مناورة الدفاع الجوي السنوية، المعروفة باسم «جونيفر كوبرا». وفي إطار المناورة، قال ضابط رفيع المستوى إن منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية غيرت هيكلها بصورة تزيد نجاعة الرد العملياتي. وفي نظره «ليس ثمة فارق اليوم بين الدفاع عن صفد أو عن إيلات من زاويتنا، لأن بوسع صاروخ أن يصل اليوم من لبنان إلى بئر السبع، كما بوسع صاروخ أن يصل من غزة إلى حيفا». وتحدث الضابط عن تهديدات نصر الله لخزانات الأمونيا، فقال إن سلاح الجو الإسرائيلي سيعرف كيف يختار سبل حماية ذخائر جوهرية في مواجهة أخطار محتملة. وأضاف «أنا لا أرى أي جديد في تهديدات نصر الله، ويمكن العودة إلى خطاباته الأخيرة وسماع تهديدات مشابهة. قدراتنا الدفاعية أفضل بكثير، أضعاف مضاعفة، مقارنة بما كان لدينا قبل عام أو خمسة أو عشرة أعوام».