العراق يتطلع لتحقيق المصالحة الوطنية

الحدث الأحد ٢٨/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:١٠ م
العراق يتطلع لتحقيق المصالحة الوطنية

بغداد – ش – وكالات
شدد رئيس الجمهورية العراقية فؤاد معصوم، على ضرورة ان يكون الإصلاح شاملاً، ولا يعزل بمسار دون آخر. وقال قحطان الجبوري، ممثل معصوم في مؤتمر المُصالحة المُجتمعية والتماسُك الاجتماعي، الذي عقد يوم أمس بحضور رئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس البرلمان سليم الجبوري اليوم :"من الضروري تواصل النشاطات والفعاليات التي تسعى إلى التقدم في كل المسارات التي يتطلبها هذا الهدف الاستراتيجي الوطني المصالحة”، مشيرا إلى إن “التقدم بهذه المسارات هو مسؤولية الجميع في مؤسسات الدولة وإطار المجتمع، حيث لا يمكن التقدم من دون شعور عالِ ومشترك بالمسؤولية من قبل الجميع ومن دون إن يعبر عنه بمبادرات تقود إلى تمكين التلاحم الاجتماعي ومعالجة الانقسامات الموجودة داخل المجتمع الواحد وتؤسس لقيم التسامح والانفتاح”.
وأضاف إن “هذه مسؤوليات وطنية لابد منها”، مشددا على ضرورة “المضي بما يهيئ فرص النهوض والتقدم ببناء دولة قوية حديثة بترسيخ مبادئ العدالة وقيم المواطنة وتحقيق السلم والأمن المجتمعي”.
وأشار إلى إن “هذه الجهود المتحققة والتي يراد تحقيها جزء أساس في عملية الإصلاحات التي لا يمكن التراجع عنها، فضلا عن أنها تدعم جهود الحكومة في تنفيذ برنامج الإصلاح”، مؤكدا ان “الإصلاح يجب ان يكون شاملا ولا ينعزل بمسار عن مسار آخر”.
ولفت رئيس الجمهورية العراقية إلى ضرورة “تقويم المسار السياسي والأمني والثقافي والتشريعي”، موضحا “لا يمكن النهوض بهذا التقويم من دون إرادة حقيقية بإصلاح حيوي في بناء المؤسسات والقضاء على بؤر الفساد والظروف التي تسمح بنمو وتكاثر هذه البؤر”، مبينا “من هنا ننظر بأهمية خاصة إلى جدية الإجراءات والفعاليات التي تقام في إطار تحقيق المصالحة المجتمعية”.
وأكد استعداده لـ “توفير جميع الظروف التي تساعد في تحقيق هذا الهدف الوطني النبيل”، مشددا على ضرورة “النظر إلى طبيعة التحدي والمعركة مع الإرهاب والتركيز على أن جهودنا من اجل تحقيق المصالحة تأتي بالتزامن ووسط ظروف يمكن جعلها ايجابية في المصالحة وهي تقدم القوات من تحقيق أهدافها الكبرى في تحرير التراب الوطني من دنس المجرمين”.
وبين إن “هذه الظروف يجب أن تكون عاملا مساعدا ومحفزا للتقدم في مسار المصالحة وتعزيز وحدة المجتمع وتآخيه بإطار دولته الاتحادية، وحين نضع أهداف الأخوة والوحدة وحرية البلد وسلامته نصب أعيننا فان أي تنازل من طرف منا للآخر هو ربح للبلد وغنى للجميع”.
وتابع معصوم “من المهم أن تكون هذه القناعة راسخة وعميقة في ضمائرنا ودافع للعمل المشترك الذي يوصلنا إلى الهدف العظيم، هدف العراق الديمقراطي الذي يكون ملكا للجميع وهم جنودا مدافعين عنه بشرف وبناة له ويؤسسون لمستقبل مشرف ومتقدم تستحقه منا أجيالنا المقبلة”.
من جانبه؛ أكد رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، أن على الحكومة والبرلمان تعزيز إجراءات المصالحة مع كافة الهيئات المسؤولة لتعزيز المصالحة المجتمعية. وأضاف رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، أمام مؤتمر المصالحة المجتمعية، أنه تم تكليف الإعلام بدعم المصالحة الاجتماعية قائلا "يجب إعلان 2016 عام المصالحة وإعادة النازحين".
وأشار سليم الجبوري، إلى أن أي جهد إقليمي من أجل العراق يجب أن يمر عبر الأمم المتحدة موضحا أن الدور الأممي جوهرى فى المصالحة ودعم السلم. وأوضح رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، أن معظم الوثائق السابقة الخاصة بالمصالحة العراقية لم تنجز وأنه من دون التعاون والتكاتف لا يمكن مواجهة الإرهاب. وتابع رئيس البرلمان العراقى، نقدر كل من سيساعد العراق ولكن عبر الطرق الرسمية.
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أكد أن بلاده تعيش فى حرب مع الإرهاب الذي لا يفرق بين دين ومذهب، قائلا: "يدعون لمحاربة الفساد ويهددون بنفس الوقت وأحزابنا السياسية غير ديمقراطية".
وأضاف رئيس الوزراء العراقي، خلال مؤتمر المصالحة المجتمعية، أنه لابدّ من وضع أسس للتعايش الديني والاجتماعي والعرقي والسياسي موجها انتقادات للصدر من دون تسميته.
وأكد العبادي أن المنطقة لن تزدهر من دون تعاون أنظمتها وشعوبها، موضحا أن داعش انقلب حتى على من موله وأسسه، هدفنا إعادة النازحين إلى بيوتهم بعد استعادتها من داعش. وأضاف العبادي أمس إننا ندعو إلى مصالحة مجتمعية في مناطقنا المحررة.
وأوضح العبادي أن هناك آلاف المشاريع لسنا بحاجة لها ولكنها اعتمدت هدرا وفسادا، يجب فضح الجهات التي تسرق المال العام، يجب مواصلة الحرب على الفساد ومحاسبة الجميع، فالفساد أدى إلى انهيارات أمنية.
ودعا العبادي، إلى تفاهمات فى المنطقة بدل الصراع قائلا "نرفض التهديد باكتساح أجهزة الدولة ولن نسمح أن تكون الأجهزة الأمنية لحماية الأحزاب".